شارك الآلاف في عشرات التظاهرات التي نظمت في جميع أنحاء إسرائيل، أمس، احتجاجاً على خطة إضعاف القضاء.
وتأخّر انطلاق رحلة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى العاصمة الإيطالية، إذ اضطر إلى الوصول إلى مطار بن غوريون، بطائرة مروحية، فيما التقى هو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بوزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في منطقة المطار، وذلك بسبب التظاهرات التي انطلقت منذ صباح أمس، احتجاجاً على خطة إضعاف جهاز القضاء، والتي تخللها اعتقال متظاهرين، بينهم جنود احتياط، وفرض غرامات بحق آخرين.
وأغلق متظاهرون شارع "أيالون" في تل أبيب، المتجه شمالاً، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشرطة التي استخدم عناصرها الخيل في محاولة لتفريق متظاهرين، ليُفتَح الشارع مرة أخرى بعد إغلاقه، وبعد أن فرّقت الشرطة المتظاهرين بالقوة واعتقلت عدداً منهم.
وبدأ الآلاف منذ صباح أمس، في الخروج والمشاركة في تظاهرات "يوم مناهضة الديكتاتورية"، وتم إغلاق تقاطعات وطرق رئيسة في جميع أنحاء إسرائيل، بما في ذلك شوارع "كابلان" و"إيفن غفيرول" في تل أبيب.
وشهد مدخل مطار بن غوريون ازدحاماً مرورياً، إذ سارت عشرات المركبات ببطء لعرقلة حركة السير، وأطلقت أبواقها، فيما شرع عناصر شرطة بمخالفة من يبطئون مسيرهم بـ500 شيكل، في قرار كان قد اتُخذ مساء الأربعاء في تقييم للوضع، قررت الشرطة فيه تعزيز قواتها، ونشر 3 آلاف من عناصرها في جميع أنحاء البلاد، لمنع إغلاق المتظاهرين للطرق.
ومساء تجمهر مئات المتظاهرين في ساحة المسرح القومي "هابيما" ونظموا مسيرة ليلية بالمشاعل، بينما تظاهر نحو ألفي محتج أمام منزل وزير العدل، ياريف ليفين، في مستوطنة موديعين وهم يهتفون: "ياريف ليفين عار على موديعين". وانتشرت الشرطة بقوات معززة بالقرب من منزل الوزير العدل، بينما، أغلق مئات المحتجين الطريق 65 من حين لآخر، - كما تظاهر المئات أمام منزل وزير الدفاع يوآف غالانت احتجاجا على إقالة طيار من فيلق الاحتياط على خلفية الاحتجاجات، وهم يهتفون: "بطل إسرائيل مطرود ووزير الدفاع صامت"ـ بينما أغلق مئات المتظاهرين مداخل مدينة كرميئيل
وقال نتنياهو في المطار، قبيل توجهه لإيطاليا: "نحاول التوصّل إلى تفاهم بشأن الإصلاح القانوني"، مضيفا: "قوبلت كل المحاولات برفض كامل ومحاولات لدفع البلاد نحو الفوضى".
وذكر أن "الهدف إسقاط حكومة انتخبت ديمقراطيا قبل أشهر، وإجراء انتخابات سادسة. سنبذل قصارى جهدنا لمنع تعطيل حياة مواطني البلد".
وقال إنه "لن يُسمح لأي شخص بتعطيل الديمقراطية الإسرائيلية".
بدوره، قال رئيس المعارضة، يائير لابيد، تعقيبا على تصريحات نتنياهو: "حتى على سلّم الطائرة، في طريقه إلى نهاية أسبوع مهدرة وغير ضرورية على حساب الدولة؛ لا يستطيع نتنياهو التوقف عن الكذب".
وشدد لابيد على أن "الحكومة لم توافق على أي محاولة للتفاوض، وتواصِل دفع التشريع الذي سيحولنا إلى دولة مسيانية ومتطرفة وغير ديمقراطية".
وذكر أن "الفوضويين الوحيدين في هذه القصة، هم وزراء كبار في الحكومة، يحاولون إشعال البلاد".
وعلى خلفية الاحتجاجات، نقل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، قائد لواء تل أبيب عامي اشاد من منصبه.
وفي إعلان مشترك للشرطة ووزارة الأمن القومي، أُعلن مساء أمس، أنه بناء على توصية المفوض كوبي شبتاي، سيتم نقل أشاد إلى منصب رئيس قسم التدريب. (وهو منصب مكتبي متواضع).
فيما شن بن غفير هجوما حادا على قيادات في الجهاز، خلال محادثات مغلقة، زعم فيها أنهم يرفضون اتباع تعليماته المتعلقة بالاحتجاجات الواسعة المناهضة لحكومة نتنياهو.
وفي أعقاب قرار بن غفير، قررت الحركة من أجل جودة الحكم التوجه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، وتقديم التماس إداري لمنع عزل قائد شرطة منطقة تل أبيب، وشدد، في بيان، على أن قرار بن غفير "وصمة عار لن تمحى"، وقالت إنه تهديد صريح لقيادات الشرطة بـ"أن حياتهم المهنية في خطر طالما في اللحظة التي لا يمتثلوا فيها لمطالب الوزير".
وكان وزير الأمن القومي قد غضب على الشرطة لأنها لم تعمل حسب توصياته وتم إغلاق شارع الأيالون لأكثر من نصف ساعة.
لم يكن رد المعارضة طويلا، فقد هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد القرار بحدة قائلا: "لم يكن هناك مثل هذا العار في تاريخ البلاد. يقوم مهرج تيك توك بطرد ضابط شرطة بارز لأنه لا يوجد ما يكفي من الدم والعنف في الشوارع".
وقال رئيس معسكر الدولة، بيني غانتس: "أثناء وجود الشرطة في الميدان، يقوم الوزير بن غفير بتطهير سياسي للقادة. الشرطة تحت قيادة المفوض تفعل بالضبط ما يجب عليهم القيام به، يجب العمل بشكل مستقل وعدم قبول التعليمات السياسية في مواجهة الاحتجاج السياسي. أدعو نتنياهو لإقالة بن غفير اليوم قبل أن يفكك الشرطة وسيادة القانون. ووصفت رئيسة حزب العمل الإسرائيلي، عضو الكنيست ميراف ميخائيلي، وزير الأمن القومي بن غفير بـ "الإرهابي" في ظل تنحية قائد لواء تل أبيب من منصبه.
وفي أعقاب تصاعد الاحتجاجات والاحتقان الداخلي، ألقى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، مساء، خطاباً توجه فيه إلى الإسرائيليين
قال فيه الرئيس إنه يتعين على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن تتخلى عن التشريع المقترح لإصلاح القضاء وأن تتبنى في المقابل نموذجا يحظى بدعم وطني واسع.
وأضاف الرئيس في كلمة بثها التلفزيون: "هناك اتفاقات بخصوص معظم القضايا، نعم ليس كلها لكن غالبيتها العظمى. يقينا تكفي للتخلي عن التشريع المقترح حاليا وإحلال خطة مختلفة متفق عليها محله للمناقشة".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف