استشهد الشاب عبد الكريم بديع الشيخ (21 عاماً)، من قرية سنيريا، جنوب قلقيلية، فجراً، برصاص مستوطن، قبل أن تحتجز قوات الاحتلال جثمانه، فيما استشهد في وقت لاحق من مساء أمس، الفتى أمير مأمون عودة (16 عاماً)، من مدينة قلقيلية، جراء قمع قوات الاحتلال تظاهرة على مدخلها الجنوبي، ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 80 شهيداً.
فقد أكدت وزارة الصحة في بيان مقتضب أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشاب الشيخ عقب إطلاق مستوطن النار عليه قرب قلقيلية.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن مستوطناً في مزرعة استيطانية جاثمة على أراضي بلدتي كفر ثلث وعزون، شرق قلقيلية، أطلق النار على شاب فلسطيني، ما أدى إلى مقتله.
وقال موقع "آي 24" العبري: "تم تحييد فلسطيني مسلح بسكين وعبوات ناسفة صباحاً بعد أن وصل إلى مزرعة (دوروت عيليت)، زاعماً أن صاحب المزرعة تعرّف على الفلسطيني وقام بالقضاء عليه. وبدأت القوات الأمنية التي تم إيفادها إلى مكان الحادث بتفتيش المنطقة. لم تقع إصابات في الحادث".
بينما زعمت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الشاب الفلسطيني اقتحم المزرعة الاستيطانية وحاول طعن المستوطن، وهو يصرخ "الله أكبر"، شاهراً سكيناً بوجهه.
وفي وقت لاحق، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قرية سنيريا.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وفتشت عددا من المنازل، عرف منها منزل عائلة الشهيد.
وقال بديع الشيخ، والد الشهيد عبد الكريم، للصحافيين، إن قوات الاحتلال طلبت منه التعرّف إلى صورة ابنه، مضيفاً: "اتصلت بي قوات الاحتلال، وطلبت مني الحضور حالاً من مكان عملي، وعندما حضرت كانت قوات كبيرة تدهم المنزل وتحتجز زوجتي وابني في غرف منفصلة".
وأضاف: "سألوني عن هاتف ابني عبد الكريم، فقلت لهم: إنني لا أعلم مكانه، ومن الطبيعي أن يكون هاتفه معه، ثم طلبوا مني أن أتعرف إلى صورة ابني وهو مستشهد، فعرفته فوراً".
وفي مدينة قلقيلية، استشهد الفتى أمير مأمون عودة (16 عاماً) خلال مواجهات على مدخلها الشمالي.
وأفادت وزارة الصحة في بيان مقتضب، مساء أمس، بأن الفتى عودة (١٦ عاماً) نقل في حالة حرجة إلى مستشفى د. درويش نزال الحكومي حيث أعلن عن استشهاده جراء إصابته برصاص الاحتلال الحي في منطقة الصدر.
وأوضحت مصادر محلية أن مواجهات اندلعت بالقرب من المعبر الشمالي لمدينة قلقيلية، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني صوب المواطنين، ما أدى إلى إصابة الفتى برصاصة حي في الصدر، فيما جرى علاج إصابة أخرى بالرصاص المعدني ميدانيا.
وأشارت إلى أن الشهيد طالب في الصّف التاسع الأساسي بمدرسة ذكور فلسطين الأساسية في مدينة قلقيلية، لافتة إلى أن مئات المواطنين أموا المستشفى لمؤازرة ذوي الشهيد وسط ترديد الهتافات التي تمجد الشهداء وتندد بجرائم الاحتلال.
من جهته، أكد محافظ قلقيلية، رافع رواجبة من أمام المستشفى أن شهيد قرية سنيريا هو الشهيد الثالث الذي يرتقي برصاص هذا المستوطن الذي توفر له قوات الاحتلال الحماية لارتكاب المزيد من الجرائم، لافتاً في المقابل إلى أن الشهيد عودة هو مثال آخر على أن قتل أطفال فلسطين بات وسيلة تسلية لجنود الاحتلال القتلة، الذين أقدموا على قتل 16 طفلاً منذ بداية العام الجاري.
وفي وقت لاحق، شيعت جماهير غفيرة في مدينة قلقيلية، مساء أمس، جثمان الشهيد عودة إلى مثواه الأخير في مقبرة المدينة.
وانطلق موكب التشييع من أمام المستشفى حيث ألقت عائلته وأشقاؤه الأربعة، وهو أكبرهم سناً، نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، قبل أن ينقل إلى مسجد أبو عبيدة، حيث أدى المشيعون صلاتي العشاء والجنازة، ثم جابوا شوارع المدينة، حاملين جثمانه الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف، وسط ترديد الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال والممجدة للشهداء، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة المدينة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف