يرى مسؤولون إسرائيليون سابقون أنّ استئناف العلاقات بين السعودية وإيران يمثل ضربة لإسرائيل والولايات المتحدة.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت": إنّ "استئناف العلاقات بين السعودية وإيران يشكّل نقطة تحوّل إستراتيجية في المنطقة".
وأكّد باراك أنّ ذلك يمثّل "ضربةً لإسرائيل والولايات المتحدة، وأيضاً يمثل باباً لإنهاء الحرب غير اللازمة في اليمن، وإنجازاً مهماً للصين"، مضيفاً: إنّه "في هذه المرحلة، تقلّصت إمكانية الاتفاق مع السعودية".
وتابع: "إنّه فشلٌ جوهري لنتنياهو، ومثال على بقية تبجحاته: إيران، تسير بأمان إلى دولة عتبة نووية فعلية، فيما التنسيق الأميركي - الإسرائيلي يبدو أنّه قوي في المجال الدفاعي، لكنّه ركيك ويتطلب سنوات في المجال الهجومي".
وقال باراك: إنّ "نتنياهو يركّز على الانقلاب القضائي، بينما يترك كل أهدافه التي وضعها، والتي بقيت ميتة وفاشلة".
كما أشار، إلى أنّه "عندما يعاني الاقتصاد من ضررٍ هائل، وصدع يتمدد في المؤسسة الأمنية والعسكرية، فإنّ مكانة إسرائيل في العالم تتقوّض".
وختم باراك مقاله مقتبساً من أحد ضباط الاحتياط في تشكيل العمليات الخاصة في جيش الاحتلال، قوله: إنّ "هناك عصابة إجرامية تقوم الآن بانقلابٍ سلطوي عنيف وتحاول سحق الجهاز القضائي الإسرائيلي، ما يعني إنهاء أيام إسرائيل".
يذكر أنّ نتنياهو كان قد صرّح في وقتٍ سابق، بأنّ أحد أهدافه الرئيسة في الفترة المقبلة سيكون توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأميركية، عن رئيس الأركان السابق لنتنياهو، أفيف بوشينسكي، قوله: إنّ "الأهداف الرئيسة لنتنياهو هي عزل إيران وتوسيع العلاقات مع الدول العربية، لكنّه في الوقت الحالي فشل في كليهما".
وأضاف: إنّ "الاتفاق يؤكّد أيضاً كيف أدت الأزمات المتعددة في الداخل، بما في ذلك خطة التعديلات القضائية والعنف المتزايد، إلى انتكاس قدرة نتنياهو على المضي قدماً في أهداف سياسته الخارجية".
وفي السياق ذاته، شدّد رئيس مجلس الأمن القومي السابق اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند، على أنّ "إسرائيل تلقّت صفعةً من السعوديين"، مضيفاً: إنّ "الاتفاق بين إيران والسعودية هو نتيجة لعبة عظماء، من فوقهم الصين وروسيا والولايات المتحدة".
وأوضح آيلاند أنّ "إيران تعرف كيف تعرض على السعودية شيئين مهمين بالنسبة إليها، ولا يستطيع الآخرون عرضهما، هما عدم التدخل داخلياً والحفاظ على استقرارها، والهدوء في الخليج".
وفي موازاة ذلك، رأى الرئيس السابق أيضاً لمجلس الأمن القومي العميد المتقاعد يعقوب ناغل، أنّ الاتفاق الإيراني - السعودي هو "إصبع مزدوجة في العين الأميركية. أولاً لأنّ إيران ضد الولايات المتحدة، لكن العدو الرئيس للولايات المتحدة هي الصين".
وكان موقع "واللا" العبري ذكر، في هذا الخصوص، أنّ "الخاسرين من الاتفاق الإيراني السعودي هم الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل"، مشيراً إلى أنّ "خط القطار بين حيفا والسعودية، والذي تحدّث عنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قبل ساعات من الإعلان الإيراني، لن يتم تدشينه قريباً، كما يبدو".
وفي السياق ذاته، تحدث تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن قضية التقارب الإيراني السعودي، مؤكداً أنّ "عودة العلاقات الإيرانية السعودية، نتيجةً للوساطة الصينية، خسارة كبيرة ومضاعَفة للمصالح الأميركية".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف