شارك الآلاف من معلمي المدارس الحكومية من مختلف محافظات الضفة، أمس، في اعتصام مركزي نظم عند مقر مجلس الوزراء برام الله، بالتزامن مع الجلسة الأسبوعية للحكومة، وذلك تلبية لدعوة من حراك المعلمين الموحد، في الوقت الذي طالب فيه رئيس الوزراء محمد اشتية، المعلمين الممتنعين عن الدوام، بالعودة إلى التعليم فوراً، مؤكداً "أن ما يجري خطير جداً بحق أولادنا ومستقبلهم".
وقال رئيس الوزراء، في كلمته، بمستهل جلسة الحكومة: "قبل أيام وقعنا اتفاقات مع النقابات، وتجاوبنا مع مطالبهم، وعاد الجميع إلى العمل، عدا عدد من المعلمين".
وأوضح "أن المعلمين كانوا يطالبون بتثبيت العلاوة على قسيمة الراتب، وقد وافق مجلس الوزراء على ذلك، بل ذهب إلى أبعد من هذا، ووافق على دفع 5%، مع راتب الشهر الحالي، وأن يثبت الباقي على القسيمة، وقدم كل النوايا الحسنة، خاصة فيما يتعلق بالخصومات وغيره، والإجراءات اللازمة لحماية العملية التعليمية، لكن للأسف لا يزال هناك عدد من المعلمين يمتنعون عن التدريس".
وفي الإطار ذاته، أكد وزير التربية والتعليم مروان عورتاني، التزام الحكومة بالاتفاق الذي أبرم الخميس الماضي مع الاتحاد العام للمعلمين، وتضمن إقرار علاوة طبيعة العمل للمعلمين بنسبة 15%، من ضمنها 5% ستنفذ بشكل فوري على الراتب، لافتاً إلى أنه سيتم تثبيت العلاوة على قسائم الراتب.
وأشار إلى جدية الحكومة فيما يتعلق بمهننة التعليم، مبيناً بالمقابل، أنه سيصار فيما يتعلق بالاتحاد العام للمعلمين، إلى تعديل نظامه الداخلي تمهيداً لإجراء انتخابات لقيادته.
وكان حشد غفير من المعلمين، أخذ بالتوافد إلى مقر مجلس الوزراء منذ ساعات الصباح، رغم الانتشار الأمني المكثف سواء في مداخل المدن، أو محيط مجلس الوزراء.
ورفع المشاركون في الاعتصام لافتات، ورددوا هتافات تطالب بتحسين الوضع المعيشي للمعلمين، بمن في ذلك المتقاعدون منهم، إضافة إلى أخرى تدعو إلى تشكيل نقابة للمعلمين في المدارس الحكومية.
وذكر المعلم محمد حمايل من نابلس، أن المعلمين يحرصون على مصلحة الطلبة، بالتالي فهم يتطلعون إلى استئناف الدوام في أسرع وقت، داعياً الحكومة إلى العمل للارتقاء بواقع المعلمين.
ولفت إلى أن مطالب المعلمين، تتمثل في الالتزام ببنود المبادرة التي تم التوصل إليها خلال أيار الماضي، وتضمنت عدة مسائل، من ضمنها إقرار علاوة طبيعة العمل بنسبة 15%، وتشكيل نقابة للمعلمين، ومهننة التعليم، ودمقرطة الاتحاد العام للمعلمين.
من جهته، طالب معلم من جنين، بصرف رواتب كاملة للمعلمين، وربطها بجدول غلاء المعيشة، منوهاً بالمقابل، إلى ضرورة صرف علاوة الـ(15%) مع الراتب.
وقال: نحن سنعود إلى الدوام، عندما تبدي الوزارة والحكومة حسن نية تجاهنا، داعياً بالمقابل، إلى إقالة قيادة الاتحاد العام للمعلمين.
واستدرك: الاتحاد بالكاد يمثل 5% من جموع المعلمين، من هنا فإننا ندعو لإقالة قيادته.
وكان تلا الفعالية، مسيرة جاب المشاركون فيها جانباً من شوارع رام الله، قبل أن يقام اعتصام آخر عند دوار المنارة وسط المدينة، حيث ألقيت عدة كلمات، أكد أصحابها ضرورة تحسين الظروف المعيشية للمعلمين.
يذكر أن إضراباً مفتوحاً يعم عدداً كبيراً من مدارس الضفة منذ الخامس من الشهر الماضي، تلبية لدعوة من الحراك، الذي أبدى رفضه للاتفاق الأخير بين الحكومة واتحاد المعلمين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف