تُعَدّ الخبيزة، أو كما تسمى "الخبازي أو البقولة"، إحدى الخضراوات الورقية شائعة الاستخدام في المطبخ العربي، موطنها الأصلي شمال إفريقيا وأوروبا وآسيا، ويجري تجنيسها في أماكن أخرى، ولها العديد من الفوائد. والخبيزة نبتة شتوية سنوية معمَّرة عريضة الأوراق، ويبلغ طول نباتات الخبيزة من 15 إلى 61 سم، وتنمو الخبيزة الشائعة من جذور طويلة وقوية، وصعبة تسمح لها بالبقاء في ظروف التربة القاسية والجافة، التي قد تعاني منها العديد من النباتات الأخرى؛ ولهذا السبب غالباً ما تظهر هذه النباتات على طول الممرات الرملية أو جوانب الطرق وغيرها من الأماكن المهملة.

اسم الخبيزة هو (malva)، وهو مشتق من الكلمة اليونانية (malakos)، التي تعني "لينة"، حيث من المحتمل أن تكون هذه إشارة إلى نسيج الخبيزة المخاطي، لأنها لزجة قليلاً. تدخل الخبيزة في العديد من الاستخدامات الطبية والتجميل، وحتى الطهو، فقد تحدث عنها علماء الطب العرب مثل العالم ابن سينا في كتابه «القانون في الطب».

الأجزاء الصالحة للأكل من الخبيزة

  • الأوراق: تأكل نيئة أو مطبوخة، وهي ذات نكهة لطيفة وخفيفة، وهي تشكل بديلاً مقبولاً جداً للخس في السلطات.
  • البذور: لها نكهة جوزية لطيفة، على الرغم من أنها صغيرة جداً.

تعتبر الخبيزة من النباتات سهلة النمو للغاية، فهي تنمو في جميع أنواع التربة. ولزراعتها، ازرع البذور في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، وخاصة عند درجات حرارة تراوح ما بين 15 - 21 درجة مئوية في الموقع أو التربة التي تريدها، ويجب بعد ذلك أن يحدث الإنبات في غضون أسبوعين.

القيمة الغذائية للخبيزة:

تحتوي الخبيزة على الكثير من المصادر الغذائية ومضادات الأكسدة التي تساعد في التقليل من خطر التعرض للإصابة بالعديد من الأمراض الشائعة، وهي غنية بالفلافونويد، والسابونين والتانين، وتحتوي أيضاً على فيتامين (هـ) وفيتامين (ج) والكالسيوم والمغنسيوم. كذلك فإنها منخفضة السعرات الحرارية، وسهلة التحضير، حيث يحتوي كل 100 غرام من الخبيزة على ما يأتي:

الفوائد الصحية المحتملة للخبيزة:

أولا: قد تلطف من مشكلات الجهاز الهضمي

يمكن أن ينتاب البعضَ شعورٌ غير مريح حيال عدم قدرتهم على التخلص من الفضلات، وهذا يضطرهم إلى استخدام الملينات، لكن يمكن أن يكون لاستخدام الملينات مجموعة من التأثيرات السلبية في الجسم، وهنا يبرز دور الخبيزة، حيث يمكنك أن تصنع منها مشروباً مُليناً معتدلاً، يُنظِّم الجهاز الهضمي ويخفف الضغط عليه؛ وذلك بنقع بعض بذور الخبيزة أو أوراقها المُجففة.

وضّحت دراسة نُشرت في مجلة Complementary Therapies in Clinical Practice عام 2015، أن استهلاك المستخلص المائي لأزهار الخبيزة من قِبل المصابين بالإمساك الوظيفي أو الإمساك المزمن مجهول السبب يرتبط بزيادة عدد مرات التبرز، والتقليل من تكرار حدوث أعراض الإمساك، إضافة إلى التحسين منها، لكن لا تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات عن كيفية حدوث هذا التأثير.

أشارت دراسة نشرتها مجلة Iranian Journal of Basic عام 2011، أن مستخلص الميثانول لأزهار الخبيزة وأوراقها يساهم في مكافحة البكتيريا، وتقليل عدوى البكتيريا الناجمة عن بعض سلالات البكتيريا المُسببة للأمراض البشرية، حيث يُعتقد أن هذا المستخلص يمتلك سمية عالية تجاه هذه الأنواع المختلفة من البكتيريا، وبالتالي يمتلك تأثيراً مُعقماً تجاهها.

ثانيا: قد يساهم في تخفيف أعراض أمراض الجهاز التنفسي

تساعد المكونات النشطة للنبات على إزالة المخاط من الحلق، ولها تأثير مهدئ، بالإضافة إلى قدرتها المضادة للالتهابات والتي قد تلطف وتخفف من أعراض الربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. أكدت إدارة الغذاء والدواء الألمانية رسمياً الخصائص العلاجية للنبات، ووافقت على استخدام الأدوية التي تحتوي على الخبيزة لعلاج التهاب الحلق والسعال الجاف.

ثالثا: قد تعزز من جهاز المناعة

بسبب احتوائها على الكثير من العناصر المغذية ومضادات الأكسدة، تساعد الخبيزة على تعزيز جهاز المناعة. وأشارت دراسة أجريت على الفئران ونُشرت في مجلّة Lipids in Health and Disease عام 2011 إلى أن الخبيزة تساهم في مكافحة عمليات الأكسدة وتعزيز المناعة؛ حيث إنها تُعد غنية بالمركبات الفينولية، ولها تأثيرات قوية مضادة للأكسدة.

رابعا: قد تساهم في تقليل الالتهابات والتقرحات الجلدية والحروق:

بسبب مكونات الخبيزة المضادة للالتهابات، فقد تساعد في تخفيف مشاكل متنوعة للجلد، مثلا، يستخدم النبات لتهدئة الطفح الجلدي والجروح والحروق، ولدغات الحشرات والأكزيما. إذا كنت قد عانيت من لدغات حشرات أو كدمات كبيرة أو حروق شمس أو طفح جلدي على جلدك، فقد يكون الجل أو المرهم المصنوع من الخبيزة مفيدا لتهدئة الالتهاب والتورم، ويمكنك أيضاً استخدامه على آلام المفاصل والأوجاع.

تتكون أوراق الخبيزة من مكونات مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات، تحمي اللثة وتجويف الفم من الأمراض والعدوى، وتُستخدَم من طريق الغرغرة، أو مضغها لعلاج التهاب الحلق والتهاب اللثة. أشارت دراسة أُجريت على الفئران ونُشرت في مجلة Planta Medica عام 2009، إلى أن المستخلص المائي لنبات الخبيزة يساعد على التخفيف من الالتهابات لدى الذين يعانون من الالتهاب الحاد أو المزمن.

خامسا: يستخدم في مكملات علاج مشكلات النوم

يمكن العثور على مستخلص نبات الخبيزة في مجموعة متنوعة من أدوية التخدير والأرق والقلق والتوتر. وتساعد المكونات المختلفة للنبات على تهدئة الجهاز العصبي وتعزيز الشعور بالاسترخاء. إذا كنت تعاني من اضطرابات النوم وتجد صعوبة في النوم ليلاً، فقد يساعدك شرب شاي الخبيزة قبل النوم، أو استخدام الزيت المستخرج من النبات لعمل مساج استرخائي للتخلص من التوتر والضغط العصبي والأرق.

سادسا: محاربة الشيخوخة وعلامات تقدم السن

بسبب خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات التي تحارب الجذور الحرة التي تتلف خلايا الجلد وتسبب التجاعيد، فإنها تستخدم أيضا ضمن مكونات بعض مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة لمكافحة علامات التقدم في السن.

سابعا: فوائد الخبيزة للشعر

تحتوي الخبيزة على الفلافونيد، وعلى مضادات الأكسدة وفيتامين (هـ) ومضادات الالتهاب والفطريات، وبذلك فإن فوائد الخبيزة للشعر تشمل التخلص من القشرة والتهابات فروة الرأس، باستخدام منقوع ماء الخبيزة كغسول للشعر يمكن التخلص من الحكة والفطريات التي تسبب أمراض فروة الرأس، وذلك بسبب خصائصها المضادة للالتهابات.

ثامنا: فوائد الخبيزة للتنحيف:

الخبيزة من النباتات منخفضة السعرات الحرارية، وكذلك المفيدة في الشعور بالامتلاء والشبع سريعاً، لذلك عادة ما نجد وجبة الخبيزة ضمن النظام الغذائي لأصحاب الرُّجيم وأنظمة إنقاص الوزن، باعتبارها وجبة مغذية ومشبعة ولذيذة، ومنخفضة السعرات الحرارية.

أضرار الخبيزة

  • لم يرد سابقاً أن أوراق الخبيزة وأزهارها تلحق ضرراً بالصحة، أضف إلى ذلك أنها نبتة صالحة للأكل عند حصادها في الأماكن المُناسبة وغير المُلوثة، لكن تناول الخبيزة بكميات كبيرة قد يؤدي إلى الشعور بالوهن والهذيان والدوخة، ربما نتيجة انخفاض مستويات السكر في الدم.
  • إذا كنت تعاني من الحساسية تجاه الخضراوات والنباتات الورقية من عائلة الخبيزة، مثل الملوخية والسبانخ وما شابههما، فبالتأكيد احتمالية إصابتك بالحساسية من الخبيزة كبيرة.
  • أما في حالات الحمل والرضاعة، فلا تتوافر أدلة كافية على مدى أمان استهلاكها خلال تلك الفترات، لذا يفضل تجنبها.
  • قد يسبب استهلاك الخبيزة بكميات كبيرة مشكلات في المعدة لدى بعض الأشخاص، كحدوث الإسهال والتقيؤ، وعسر الهضم والغثيان.

الخلاصة..

  • الخبيزة إحدى الخضراوات الورقية شائعة الاستخدام في المطبخ العربي، موطنها الأصلي شمال إفريقيا وأوروبا وآسيا.
  • تحتوي الخبيزة على الكثير من المصادر الغذائية، ومضادات الأكسدة التي تساعد في التقليل من خطر التعرض للإصابة بالعديد من الأمراض.
  • للخبيزة فوائد متعددة في علاج مشكلات الجهاز الهضمي والتنفسي، وتعزيز المناعة، ومعالجة الالتهابات والتقرحات الجلدية والحروق، كما لها دور مهم في محاربة الشيخوخة وزيادة الوزن.
  • الخبيزة آمنة عند استهلاكها بالكميات المعتدلة، لكن استهلاكها بكميات كبيرة قد يسبب مشكلات في المعدة أو رد فعل تحسسياً.
  • يجب الانتباه إلى عدم وجود تلوث في أوراق الخبيزة، وإلى ضرورة غسلها جيداً قبل أكلها، لأنها تنمو قريبة من سطح الأرض، وتتعرض للتلوث بسهولة، خاصة بفضلات الحيوانات.
المحتوى الغذائي القيمة الغذائية
الطاقة 322 سعرة حرارية
الدهون 0.1 غرام
البروتين 4.8 غرامات
الكربوهيدرات 82.6 غراماً
الألياف الغذائية 0.1 غرام
الصوديوم 81.2 ملغم
البوتاسيوم 5 ملغم
الكالسيوم 324 ملغم
المغنسيوم 104 ملغم
فيتامين ج 88.4 ملغم
بيتا كاروتين 6.01 ملغم
فيتامين هـ 6.19 ملغم
اجمالي الفينول 199.29ملغم

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف