نشرت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أمس، رسالة للجنة الطوارئ العليا للأسرى في سجون الاحتلال، تضمنت وصاياهم بينما يستعدون لبدء الإضراب المفتوح عن الطعام اعتباراً من أول رمضان، المتوقع الخميس المقبل، في ذروة خطوات عصيان بدؤوه في 14 شباط الماضي، في مواجهة إجراءات التنكيل بحقهم التي أقرها وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.
وجاء في الرسالة: "بعد أن وجدنا أنفسنا وحيدين في مواجهة الموت والنسيان، نصارع المستحيل ونحن أسرى، نحاصر حتّى النهاية، بين فكيّ كماشة الإهمال، وأنياب بن غفير الاستعمارية، قررنا بملء الإرادات المؤمنة، المنبثقة من رحم وعينا التحرريّ والإنسانيّ، بعد التّوكل على الله، وإرادة شعبنا الحي، أن ننطلق سهاماً من على أوتار أرواحنا المتمردة، فإما حرّيّة حمراء مخضبة بالجوع، والكرامة، وإمّا انتصار أكيد على الذات والدنيا معاً".
وخاطب الأسرى جماهير الشعب الفلسطيني قائلين: "ثقوا بإرادة الأسرى والمقاومة، فكما عرفتمونا أحراراً، كنّا وما زلنا مشاريع شهادة، عناوين حرّيّة واجبة، عتلات نضالية مهمة، يشهد لثباتها الفلسطينيّ الأكيد في ميادين المواجهة، وساحات الاشتباك، صفرية المسافة، أحادية الخيار، والقبلة، وروافع وطنية ملهمة أيضاً، يمكن البناء، والرهان عليها".
وأضاف الأسرى في وصاياهم: "ونحن نقف وإياكم على عتبات المواجهة الفارقة نحييكم، وفي تحيتنا كثير حبٍ وشوق، وشيء من أرواحنا التي لا تستطيب إلا عناقكم، في فضاء الحرّيّة الرّحبة".
ودعا الأسرى جماهير الشعب للوقوف إلى جانبهم في معركة الإضراب عن الطعام، وقالوا: "نقف في ثبات مراهنين على ضمائركم الحيّة، وعلى سواعدكم السّمراء بالآن نفسه، وقبل أن نكتمل بأسباب الرحيل نوصيكم بنّا خيراً: لا تتركونا وحدنا في ساحات المعركة، مكشوفين لسهام الغزاة.. احموا أرواحنا وظهورنا".
من جهتها، أكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير أنّ الأسرى يواصلون استعدادهم لخوض معركة الإضراب عن الطعام، والتي تبقى لها أربعة أيام، تحت عنوان "بركان الحرّيّة أو الشّهادة".
وقالت الهيئة والنادي، في بيان: "إلى حين الإعلان عن الإضراب، سيواصل الأسرى خطوات العصيان التي دخل يومه الـ34 على التوالي، رفضاً لإجراءات المتطرف بن غفير".
وفي إطار خطوات العصيان، وفقاً للبرنامج الذي أقرته لجنة الطوارئ العليا، نفذ الأسرى، أمس، فعاليات للإرباك الليليّ بهتاف واحد "حرّيّة"، إضافة إلى خطوات جماعية في السجون، وأخرى إضافية في بعضها، منها عرقلة الفحص الأمنيّ بدق الشّبابيك.
وكانت لجنة الطوارئ العليا، قد دعت في بيانها رقم (7) إلى تعزيز المشاركة في الوقفات المساندة للأسرى في مراكز المدن، غداً.
وأكّدت اللجنة في بيانها أن الأسرى سيشرعون بالإضراب موحدين من كافة فصائل.
وقال أسرى محررون: إن نشر الأسرى لوصياهم تعني أن الأمور ذاهبة للتصعيد، وأن الأسرى سيواجهون إجراءات مصلحة السجون "بالأكفان والشهادة".
وقال ياسر مزهر، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية: إن الأسرى الذين سيشاركون في الإضراب شرعوا بشكل فعلي في كتابة وصاياهم قبل الشروع في خطوة الإضراب.
ولفت في حديث لـ"الأيام" إلى أن نشر الوصايا يعني أن الحركة الأسيرة ذاهبة لخوض معركة الحرية أو الشهادة، مشيراً إلى أن الإضراب القادم يختلف عن كافة الإضرابات عن الطعام التي نفذها الأسرى خلال السنوات السابقة.
وأشار إلى أن الأسرى بعد أن تجاهلت إدارة مصلحة السجون لمطالبهم صعّدوا من احتجاجاتهم، وباتوا يطالبون بالحرية، وليس تحقيق إنجازات حياتية.
وهذه هي المرة الأولى التي يكتب الأسرى وصاياهم رغم أنهم خاضوا عشرات الإضرابات عن الطعام خلال السنوات الماضية.
ولفت إلى أن حوالى 4000 أسير من أصل 4800 سيشاركون في الإضراب المفتوح عن الطعام، بعد استثناء الأسرى المرضى والإداريين.
ونوّه إلى أن مؤسسات ولجان الأسرى تجري تحضيرات لتصعيد حملة التضامن مع الأسرى في كافة المحافظات، وصولاً إلى ساحات الخارج من خلال الجاليات الفلسطينية في البلدان المختلفة.
وأوضح أن لجان الأسرى ستنصب خياماً في المحافظات الفلسطينية المختلفة حيث ستقام فيها فعاليات تضامنية مختلفة.
ورجح مزهر أن تعلن فعاليات شعبية وجماهيرية من كافة الفصائل عن خوض إضراب تضامني عن الطعام في موازاة الإضراب داخل السجون، مشدداً على أن الفعاليات التضامنية ستشهد تصعيداً كبيراً في كافة المحافظات.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف