قال وزراء إسرائيليون إن التفاهمات التي تم التوصل إليها في اجتماع شرم الشيخ، أول من أمس، غايتها الأساسية "إعلامية وعلاقات عامة مقابل الأميركيين والفلسطينيين"، وفق ما نقلت عنهم الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" أمس.
وأضاف الوزراء إنه من الناحية الفعلية اتفق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "مسبقاً من وراء الكواليس مع أحزاب الائتلاف" على أنه لا توجد أهمية للتفاهمات على أرض الواقع.
ووفقاً للوزراء الإسرائيليين أنفسهم، فإنه بالرغم من البيان الأميركي بعدم مصادقة إسرائيل على تصاريح بناء جديدة في المستوطنات خلال الأشهر الأربعة المقبلة، إلا أنه يتوقع أن يعقد مجلس التخطيط الأعلى التابع لـ"الإدارة المدنية" اجتماعاً، خلال أيار المقبل، من أجل المصادقة على مخططات بناء جديدة في المستوطنات.
وأشار الوزراء الإسرائيليون إلى أنه بحسب الاتفاق بين أحزاب الائتلاف حول شرعنة بؤر استيطانية عشوائية جديدة، سيتم المصادقة على شرعنتها خلال شهرَي تموز وآب. ولذلك فإن التفاهمات في شرم الشيخ هي تكرار لما تم الاتفاق عليه بين أحزاب الائتلاف وليس متعلقاً بالتفاهمات في شرم الشيخ.
ولفتت "كان" إلى أن الاتفاق من وراء الكواليس داخل الحكومة الإسرائيلية هو السبب لأن أي وزير من حزب الصهيونية الدينية لم ينتقد التفاهمات المعلنة عن اجتماع شرم الشيخ، لأنه "من الواضح أن دفع البناء في المستوطنات لن يتعرقل أو يتغير بالرغم من التفاهمات في شرم الشيخ".
من جانب آخر، كشف مصدر مصري مطلع عن أن اجتماع شرم الشيخ حذر من إمكانية حدوث اغتيالات تربك المشهد، محذراً من "أعمال فردية قد تفجر الأوضاع حال عدم التزام إسرائيل بتعهداتها".
وقال المصدر، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن "اجتماع شرم الشيخ تطرق لنقاط عدة، على رأسها مراجعة بنود تفاهمات العقبة وتأكيدها"، مشيراً إلى أن "الجانب الأميركي انضم للموقف المصري الرامي لإنجاح المفاوضات، والدعوة لإلزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه، والتحذير من مغبة استمرار عمليات العنف".
وأضاف المصدر إنه "تم الاتفاق على وقف تدريجي لأعمال العنف، يتبعه تحقيق استقرار أمني، ما يؤهل لعودة التنسيق الأمني ولجان الارتباط بين الجانبين"، وقال: "إن الأمور سيتم التعامل معها تدريجياً، نقطة مقابل نقطة لحين الوصول للتنسيق الكامل".
وأوضح المصدر أنه "جرى خلال الاجتماع التحذير من إمكانية حدوث اغتيالات تربك المشهد، حيث طُرح بوضوح إمكانية أن تبدأ حركة (الجهاد) المواجهة، ما يعني دفع الأوضاع إلى حد لا يمكن التعامل معه".
ولفت المصدر إلى أن "إسرائيل لم تتعهد هذه المرة بالوفاء بما تم الاتفاق عليه على عكس اجتماع العقبة، لكن الجانب الأميركي كان واضحاً، وأكد ضرورة أن تلتزم حكومة إسرائيل بما تم الاتفاق عليه، وألا تسمح لأطراف في الحكومة باتخاذ إجراءات أحادية".
وقال المصدر إنه "تم خلال الاجتماع الإشارة بوضوح إلى أنه حتى الآن ما زالت الأمور تحت السيطرة، وهناك أطراف كبيرة وفاعلة يمكن التفاوض معها".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف