أحيا الفلسطينيون داخل الخط الأخضر، أمس، الذكرى السنوية السابعة والأربعين ليوم الأرض، بتنظيم عدة فعاليات جرى تتويجها بمسيرة جماهيرية مركزية في مدينة سخنين بالجليل الأسفل والتي كانت محور مسرح أحداث يوم الأرض في الثلاثين من آذار عام 1976، وعم الإضراب الشامل فيها.
وبعد زيارة أضرحة الشهداء الستة ممن ارتقوا خلال المواجهات العنيفة التي شهدتها عدة مدن وقرى فلسطينية في الداخل مع قوات الشرطة الإسرائيلية في أعقاب الإعلان عن مصادرة مساحات واسعة من أراضيهم، انطلقت مسيرة إحياء ذكرى يوم الأرض المركزية في مدينة سخنين تحت شعار "نحو تجديد العهد للأرض"، بحسب ما أعلن عنه منظمو الفعالية التي دعت إليها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وهي أعلى هيئة تمثيلية وحدوية لفلسطينيي الداخل.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ووضع الشبان والشابات الكوفية الفلسطينية.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات "للشهداء والأقصى (المسجد)"، و"لا نحيد عن أرضنا لا نحيد عن أقصانا"، و"العلم الفلسطيني علمنا" و"حرية حرية".
تقدم المسيرة خيالة يحملون الأعلام الفلسطينية كما تزين النصب التذكاري بها وصدحت في محيطه الأغاني الوطنية الفلسطينية.
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة في كلمة له: "إن هذه المسيرة جاءت لتجدد العهد للأرض وللوطن، حتى ندافع عن أولادنا وحياتنا وبيوتنا وعن وطننا الذي لا وطن لنا سواه".
وحذر بركة من أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، كما قال: "لديها مخططات تشكل خطراً وتهديداً وجودياً بالنسبة لنا من خلال تشريعاتها وسياساتها، ووصل بهم الأمر لأن يقولوا إنه لا يوجد شعب فلسطيني، ووصل بهم الأمر إلى حد نشر عصابات مسلحة بالكامل في قرانا ومدننا التاريخية".
وأضاف: "عملياً اليوم ظهرنا إلى الحائط ولا مكان للرجعة"، مؤكداً ضرورة التركيز على العمل الشعبي وعدم تغييبه على قاعدة أن المشاركة الشعبية في الفعاليات الوطنية أمر في غاية الأهمية، لأن العدد سيشكل موقف شعب.
وأضاف: نحن في وطننا وإسرائيل تدفع بنا إلى الحائط، ونحن نقول لهم مَن ظهره إلى الحائط لا مكان ليتراجع اليه، ونحن باقون والظلم زائل، نحن باقون والاحتلال زائل. نحن باقون والعنصرية زائلة.
وانطلقت فعاليات يوم الأرض لهذا العام في ساعات الصباح الباكر عبر زيارة وفود من لجنة المتابعة العليا واللجنة الشعبية وبلدية سخنين لعائلات الشهداء في عرابة وسخنين.
وقال رئيس بلدية سخنين صفوت أبو ريا في كلمة له: "47 عاماً وذكرى الشهداء وهذه الملحمة البطولية في سخنين وفي مثلث يوم الأرض لا تزال قائمة، حيث سطر الشعب الفلسطيني في مثلث يوم الأرض وفي كل أماكن تواجده ملحمة بطولية، كانت ولا زالت علامة فارقة في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا".
وأضاف أبو ريا: "في حضرة أهالي الشهداء، شهيدنا رجا أبو ريا هو مثال للشاب اليافع الذي كان له بيت وعائلة ولكنه فضّل أن يكون شهيداً للأرض والوطن، وليكون في جوار ربه في عليين، والشهداء أحياء، والله تعالى قال إنهم أحياء، وهم منارة".
وأُلقيت العديد من الكلمات في منازل الشهداء، استذكرت تفاصيل هذا اليوم، والرسائل التي وجهها الشهداء بدمائهم دفاعاً عن أرضهم.
وجاءت أحداث يوم الأرض في العام 1976، بعد أن أعلنت السلطات الإسرائيلية عن مصادرة 21 ألف دونم ذات ملكية خاصة من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد.
وفجر القرار الإسرائيلي احتجاجات واسعة لفلسطينيي الداخل تركزت خصوصاً في بلدات الجليل، في 30 آذار 1976، تطورت لاشتباكات أطلقت خلالها قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية النار بشكل عشوائي على المتظاهرين، ما أدى إلى استشهاد ستة منهم وإصابة 49، واعتقال 300 فلسطيني.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف