شهدت البلدات العربية في مناطق 48 إضراباً عاماً وشاملاً، أمس، التزاماً بقرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ووقفات احتجاجية في عدة مدن؛ رداً على جريمة اغتيال الشهيد الطبيب محمد خالد العصيبي، على أيدي جنود الاحتلال، قبل فجر أول من أمس، عند أبواب المسجد الأقصى.
وشمل الإضراب السلطات المحلية العربية، وجهاز التعليم العربي، باستثناء جهاز التعليم الخاص، والمحال التجارية وكافة المرافق الأخرى.
وشيّعت جماهير حاشدة جثمان الشهيد الطبيب، في بلدة حورة، مساء أمس، ووري جثمانه الثرى في مقبرة "السقاطي" بالنقب.
ووصل جثمان الشهيد إلى منزل عائلته في قرية حورة بالنقب، من معهد الطب العدلي (أبو كبير). وبعد ذلك بوقت وجيز انطلق موكب تشييعه.
وبالتزامن مع مراسم تشييع ودفن جثمان الشهيد العصيبي، انطلقت وقفات احتجاجية في مدينة أم الفحم، وسخنين، وبلدة مجد الكروم، وعند مفرق قرية البعينة نجيدات؛ تنديداً بجريمة إعدامه.
وتوجّه موكب التشييع من بلدة حورة إلى مقبرة "السقاطي" بالقرب من مفرق شوكت في النقب، وذلك بمشاركة حاشدة. كما انتظر الآلاف وصول جثمان الشهيد في المقبرة، وبالقرب منها.
وفور وصول جثمان الشهيد للمقبرة، أدّى الآلاف صلاة الجنازة عليه، ليُوارى الثرى بعيد ذلك.
وبهذا الصدد، نظمت احتجاجات في مدينة حيفا ومدينة أم الفحم ومدينة سخنين ومدينة الطيبة وبلدة مجد الكروم وعند مفرق نحف ومفرق البعينة نجيدات، ورفع المشاركون خلالها صور الشهيد العصيبي وصور المسجد الأقصى، وشعارات منددة بجرائم الاحتلال الرامية لردع الفلسطينيين ودفعهم إلى الامتناع عن التوافد للأقصى خلال شهر رمضان الذي يتزامن مع "الفصح" اليهودي.
وقمعت الشرطة الإسرائيلية، مساء أمس، المحتجين في حي الألمانية عند "ساحة الأسير" في حيفا، على جريمة إعدام الشهيد العصيبي. واعتدى عناصر الشرطة على المتظاهرين الذين رفعوا العلم الفلسطيني ولافتات تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
واعتقلت الشرطة أربعة محتجين على الأقل خلال قمع التظاهرة في حيفا، فيما حاول المتظاهرون إغلاق شارع "بن غوريون"؛ احتجاجاً على جرائم الاحتلال وجريمة إعدام الشهيد العصيبي. ورفع المشاركون لافتات كتبت عليها شعارات منددة بالجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وأصيبت الناشطة سهير بدارنة؛ جراء اعتداء شرطة الاحتلال، وتم نقلها لتلقي العلاج الطبي اللازم.
وأغلق المتظاهرون في أمّ الفحم شارع وادي عارة (65) لأداء صلاة الغائب على روح الشهيد العصيبي، علماً أن التظاهرة انطلقت من ساحة البلدية في المدينة سيراً على الأقدام إلى الشارع الرئيس، وتعالت أصوات المشاركين بالهتافات، من ضمنها "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".
كما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، بالإضافة إلى شعارات مناهضة لسياسات جهاز شرطة الاحتلال التي يتّبعها ضد الفلسطينيين في الداخل، وما وصفوه "بجريمة الإعدام الميدانية" التي أودت بحياة الشهيد العصيبي. وردّد المتظاهرون الشعارات المناصرة للمسجد الأقصى والقدس المحتلة.
وعند مفرق نحف، رفع المشاركون اللافتات التي تؤكد على عروبة المسجد الأقصى، والمنددة بجرائم الاحتلال والإعدام الميداني للشهيد العصيبي، إذ كتب على بعض اللافتات: "جسد الطبيب العصيبي مساحة مقدسة"، "عصابات الإجرام = شرطة الإجرام"، "القدس عربية"، "دم الشهيد العصيبي لن يذهب سدى".
وعلى مفرق البعينة نجيدات، استنكر المتظاهرون جريمة الشرطة بحق الشهيد العصيبي، ورفعوا لافتات كتب على بعضها: "لن نترك الأقصى وحيدا"، "لست مخرباً.. أريد الصلاة"، "إعدام ميداني... قتل بدم بارد"، "أنتم الإرهابيون وليس المصلون"، "الأقصى للمسلمين وليس لأوباش المستوطنين".
وفي مجد الكروم، رفع المشاركون لافتات كتب على بعضها: "العصيبي.. شهيد القدس والأقصى"، "لن ترهبنا شرطة بن غفير"، "الخزي والعار لشرطة وجيش الاحتلال"، وندد المتظاهرون بجريمة الإعدام الميداني بحق الطبيب الشاب، الشهيد العصيبي.
وفي سخنين، رفع المشاركون شعارات تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني والمنددة بجرائم الاحتلال، إذ كتب على بعض اللافتات: "النقب ليس وحيداً"، "شرطة إجرام"، "كفى لقتل الأبرياء"، "شعبنا عصي على الكسر".
وفي الطيبة، استنكر المتظاهرون جريمة الشرطة بحق الشهيد العصيبي، ورفعوا لافتات كتب على بعضها: "الاحتلال هو الإرهاب"، "قتل بدم بارد"، "الدم العربي مش رخيص"، "كل الخزي والعار لحكومة المجرمين".
وفي بيان صدر عنها، مساء أمس، ادعت الشرطة أنه تم العثور على بقايا الحمض النووي للشهيد العصيبي على مسدس أحد عناصرها في موقع جريمة الإعدام الميداني الذي نفذ بحقه، عند باب السلسلة في القدس المحتلة، ووفق مزاعم الشرطة، فإن الحمض النووي للشهيد وجد على أخمص وهيكل المسدس (المقبض وأجزاء الحركة).
وقالت الشرطة: إن هذه النتائج خلص إليها معهد الطب الجنائي، وكررت شرطة الاحتلال مزاعمها بأن الشهيد حاول انتزاع المسدس من أحد عناصرها واستهداف "شرطيات في المكان"، وادعت أن عناصرها استهدفوا الشهيد لأنهم كانوا "في مواجهة خطر حقيقي على حياتهم".
وكانت شرطة الاحتلال قد زعمت أن جريمة إعدام الطبيب الشاب العصيبي بالحرم القدسي لم يتم توثيقها بالكاميرات، تم إحصاء 7 كاميرات مراقبة على الأقل في مكان استشهاد العصيبي بمنطقة باب السلسلة، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة المثبتة على زي عناصر الأمن.
في سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس"، عن مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية، أنه "من غير المنطقي عدم وجود توثيق للحادث".
وأضاف: "ليس حقيقياً عدم وجود كاميرات في باب السلسلة". فيما صرّح قائد شرطة الاحتلال السابق في القدس، يائير يتسحاكي، بالقول: "لا أصدق أنه لا توجد كاميرات مراقبة وثّقت الحادث، أنا بنفسي نصبت كاميرات في المنطقة خلال فترة عملي".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف