تعرضت محافظات غزة لسلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف، خلال ساعات فجر وصباح أمس، في عدوان وُصف بأنه الأوسع منذ أيار عام 2021.
وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي العودة للروتين الطبيعي في المستوطنات القريبة من القطاع، قائلاً: لم يعد سكان مستوطنات غلاف غزة مطالبين بالبقاء بالقرب من المناطق المحصنة، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين: إذا تم الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة، فإن الجيش الإسرائيلي لن يهاجم القطاع مرة أخرى.
وكان القصف، الذي شاركت فيه طائرات ودبابات وبطاريات مدفعية، استهدف مواقع عسكرية ونقاط رصد وأراضي زراعية ومناطق مفتوحة، واستخدمت خلاله قنابل وصواريخ كبيرة، ما أدى إلى إصابة طفل، ووقوع أضرار مادية كبيرة في منازل ومزارع وممتلكات عامة.
وتصدت مختلف فصائل المقاومة في غزة للعدوان، وأطلقت ما يزيد على 50 قذيفة صاروخية تجاه قرى وبلدات في غلاف غزة، إضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية مضادة للطائرات، ونيران من رشاشات ثقيلة تجاه الطائرات.

تفاصيل القصف
وبدأت الغارات بقصف مكثف ومتواصل استهدف مناطق مفتوحة قرب حيَّي الزيتون والتفاح شرق مدينة غزة، كما قصفت الطائرات كذلك موقعاً للمقاومة جنوب مدينة غزة بصواريخ ثقيلة (موقع "نتساريم")، كما استهدفت الطائرات بغارات مكثفة ثلاثة مواقع للمقاومة وسط قطاع غزة، تحديداً قرب مخيمَي المغازي والنصيرات، ومدينة دير البلح، وشنّت غارات واسعة استهدفت أكثر من موقع جنوب القطاع، وتحديداً في محافظتَي رفح وخان يونس.
وقالت مصادر أمنية ومحلية: إن الطائرات استهدفت أرضاً زراعية شرق محافظة رفح، فيما استهدفت موقع "رعد" بحي التفاح بـ12 صاروخاً، وموقع بدر جنوب غربي غزة بـ4 صواريخ، وموقع القسطل بمدينة دير البلح بأكثر من ثماني صواريخ، وموقع "القادسية" الواقع غرب محافظة خان يونس بأكثر من 6 صواريخ.
وتسبب القصف العنيف شرق مدينة غزة بوقوع أضرار مادية جسيمة في مستشفى الدُرة للأطفال.
وقصفت الطائرات أكثر من خمسة مواقع شمال القطاع، تحديداً قرب بلدتَي بيت حانون وبيت لاهيا، مخلفة أضراراً مادية كبيرة.
كما طال القصف موقع تدريب تابعاً للمقاومة على طريق صلاح الدين شرق جباليا، وهو ما يعرف بالإدارة المدنية سابقاً بصاروخ واحد.
وشاركت دبابات وبطاريات مدفعية في عمليات القصف، إذ قصفت ما يزيد على ثماني نقاط رصد منتشرة على طول خط التحديد من محافظة رفح جنوباً، وحتى مناطق بيت لاهيا وبيت حانون في الشمال، ما تسبب بتدميرها، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، نظرا لأنها كانت خالية.
وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال في سلسلة بلاغات وتصريحات، ليلة أول من أمس، أن الطائرات استهدفت عدة مواقع لحركة "حماس"، والفصائل في قطاع غزة، من بينها مسارات لأنفاق، ومواقع لإنتاج وتخزين الأسلحة، واستهدفت كذلك رشاشاً ثقيلاً أطلق النار على الطائرات حسب زعم الناطق، موضحاً أن حركة "حماس" مسؤولة عن أي انتهاك تتعرض له المدن الإسرائيلية، وفق قوله.

المقاومة تتصدى للعدوان
وردّت فصائل المقاومة على العدوان الإسرائيلي، وأطلقت ما يزيد على 50 قذيفة صاروخية تجاه بلدات وقرى إسرائيلية محاذية لغلاف غزة، على دفعات زمنية متقاربة.
وأعلن جيش الاحتلال أنه تم إطلاق ما يزيد على 45 صاروخاً، خلال ساعات فجر أمس من قطاع غزة، تم اعتراض عدد منها، وسقط بعضها في مناطق مفتوحة، نافياً وقوع إصابات.
كما أطلق مقاومون قذائف صاروخية محمولة على الكتف من نوع "جو - أرض"، تجاه الطائرات المُغيرة.
وفي وقت مبكر من أمس، أصدر العديد من الفصائل بلاغات عسكرية، تبنت خلالها إطلاق قذائف صاروخية تجاه بلدات إسرائيلية؛ رداً على العدوان، مؤكدة أنها سترد على أي غارات تستهدف غزة.
كما تبنت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إطلاق قذائف مضادة للطائرات تجاه الطائرات المغيرة على القطاع.
ورغم عودة الهدوء في محيط قطاع غزة بعد توقف الغارات الجوية والقصف المتبادل، صباح أمس، إلا أن أجواء من التوتر ما زالت تخيم على محيط القطاع، ويواصل الاحتلال الدفع بآليات ثقيلة ودبابات على طول خط التحديد، مع محاولة إخفائها عن الأنظار، وتفريغ نقاط المراقبة من الجنود، إذ بات يعتمد على آليات غير مأهولة، ونقاط مراقبة تعمل بوساطة التحكم عن بعد، خشية تعرض النقاط والآليات المأهولة لإطلاق قذائف من داخل القطاع.
كما واصلت المقاومة استنفارها، خشية "غدر إسرائيلي مفاجئ"، بتنفيذ عمليات اغتيال، أو قصف لمواقع مأهولة، لا سيما مع استمرار تحليق طائرات استطلاعية محملة بالصواريخ في الأجواء.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف