أقرت الحكومة الإسرائيلية بأن الشرطة الإسرائيلية استخدمت القوة غير المبررة في عملية إخلاء المعتكفين من المسجد الأقصى، ليلة الأربعاء الماضي.
وهاجم مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع، في حديث مع القناة "12" الإسرائيلية، أداء الشرطة؛ بسبب شريط فيديو يوثق ضرب المتظاهرين في الأقصى، وقال: "نشاط الشرطة مبالغ فيه بعض الشيء، ويجب فحصه".
وتظهر مشاهد الفيديو أفراد الشرطة وهم يعتدون بهمجية على المعتكفين في المصلى القبلي، مستخدمة العصي والكراسي البلاستيكية، بعد إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وقطع الكهرباء عنهم.
وقال المصدر السياسي الإسرائيلي: "الصور التي قدمها فلسطينيون من المسجد الأقصى، والتي تظهر الشرطة وهي تضرب الذين تحصنوا هناك، لم تلحق فقط ضرراً كبيراً بالدعاية الإسرائيلية، بل ساعدت الرواية الكاذبة بأن الأقصى في خطر، ولكن نشاط الشرطة كان أيضاً مبالغاً فيه إلى حد ما، ويحتاج إلى فحص".
وأضاف: "اضطرت الشرطة إلى الدخول، في الوقت نفسه، كانت الصور التي خرجت من هناك فظيعة وألحقت أضراراً كبيرة. كان ينبغي القيام بأقل من ذلك بقليل، وستتم مراجعته".
من جهته، قال المفوّض العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، للقناة الإسرائيلية "كان": "هل أنا سعيد بالصور التي خرجت من هناك؟ لا".
وأضاف: "نحن نحقق في الحادث، وسوف ندرسه. أولئك الذين دنسوا المكان لم يكونوا رجال الشرطة الذين دخلوا هناك".
وبهذا الصدد، تتجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان، بدءاً من الأربعاء المقبل.
وقالت القناة الإسرائيلية "12": "يبدو أن هناك قراراً بعدم السماح لليهود بالصعود (اقتحام) إلى الحرم الشريف خلال الأيام العشرة المتبقية من شهر رمضان، في محاولة لمنع الاحتكاك بين اليهود والمسلمين".
واستدركت: "لا يزال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يطالب بالسماح لليهود بالدخول في اليوم السابع من عيد الفصح (الأربعاء المقبل) لكن القرار لم يتخذ بعد".
وفي هذا الصدد، أشارت القناة "13" الإسرائيلية إلى أن بن غفير يصر على فتح المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين، الأربعاء المقبل، الذي يصادف آخر أيام عيد الفصح اليهودي، وأول أيام العشر الأواخر من شهر رمضان.
ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقد جلسة مشاورات حول هذا الأمر، مقرّاً بأن انفجار الأوضاع في المسجد "يمكن أن يشعل النار في كل شيء".
وقالت: "تناولت المشاورات المحدودة، التي أجراها نتنياهو، مسألة كيفية تصرف إسرائيل خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ومتى تسمح لليهود بالصعود (باقتحام) إلى الحرم الشريف، ومتى تغلق الحرم أمام اليهود. وشارك في النقاش أيضاً وزير الدفاع يوآف غالانت، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ومسؤولون كبار آخرون في الأمن".
يذكر أنه عادة يتم إغلاق المسجد أمام اقتحامات المستوطنين في العشر الأواخر من شهر رمضان وحتى انتهاء عطلة عيد الفطر.
وقالت القناة الإسرائيلية: "الموقف المفاجئ الذي قدمه وزير الدفاع غالانت في النقاش، هو أنه يدعم أيضاً فتح الحرم القدسي والسماح لليهود خلال اليوم السابع من عيد الفصح" أي الأربعاء المقبل.
وأضافت: "هذا يحدث خلافاً لرأي الشرطة التي تعارض هذه الخطوة. وقالت مصادر في الشرطة بعد جلسة ليلة أمس: إنه كان قراراً متفجراً للغاية. يجب توضيح أن هذا القرار لم يتخذ بعد، حيث عبر الوزيران غالانت وبن غفير عن موقفهما، لكن رئيس الوزراء طلب انتظار القرار النهائي وسيتم اتخاذه في وقت قريب".
وتابعت: "هناك أمران رئيسان سيقودان إلى القرار، ما سيحدث الليلة في القدس، وكذلك قدرة الشرطة على احتواء هذه الأحداث".
وأشارت إلى أنه "خلافاً لموقف الشرطة، هناك مصادر في المؤسسة الأمنية تعتقد أنه يمكن السماح لليهود بالدخول، على الأقل خلال بعض الأيام الأخيرة من شهر رمضان".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف