تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس "إعادة الهدوء والأمن" إلى الدولة العبرية عبر العمل "على كلّ الجبهات" وشدد على أن إسرائيل "تتعرّض لهجوم إرهابي.
وقال نتنياهو في خطاب: "لن نسمح لحركة حماس الإرهابية بأن ترسّخ وجودها في لبنان"، بعدما أطلق نحو 30 صاروخاً من لبنان باتجاه إسرائيل في قصف اتّهمت إسرائيل مجموعات فلسطينيّة بالوقوف خلفه.
وفي خطوة نادرة، اعترف نتنياهو علانية بتنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في سورية، وقال: "عملنا ضد أهداف إيرانية في سورية".
وأعلن نتنياهو أيضاً في خطابه الإبقاء على يوآف غالانت في منصبه، وزيراً للدفاع، وذلك خلال مؤتمر صحافي متلفز، عُقد مساء أمس.
وفي ما يخصّ وزير الدفاع، الذي كان قد قرر إقالته في وقت سابق، دون أن يصدر كتاب رسمي بذلك، قال: "قررت إبقاء غالانت في المنصب".
وتطرّق إلى الضجة التي أحاطت إقالة غالانت، والتي شملت تظاهرات حاشدة خرجت في عدة أماكن في إسرائيل، وقال إنه "قرر ترك الخلافات وراءه".
وأضاف نتنياهو إنه يعمل مع غالانت، "على مدار الساعة".
وكان نتنياهو قد أجرى برفقة غالانت، زيارة ميدانية لقوات الجيش الإسرائيلي، الإثنين الماضي، في أوّل ظهور لهما معاً، منذ أن أعلن نتنياهو إقالة وزير دفاعه. وكانت الزيارة حينها، مؤشراً قوياً على احتمال بقاء غالانت في منصبه.
وهاجم نتنياهو المعارضة الإسرائيلية، والتظاهرات ضد إضعاف جهاز القضاء، قائلاً إن "الحكومة السابقة وقعت اتفاقاً مع ’حزب الله’، سلّمت بموجبه أراضي الدولة واحتياطيات الغاز للعدو، دون الحصول على أي شيء".
وفي الصدد ذاته، أضاف نتنياهو: "وعدتنا (الحكومة السابقة) بأن اتفاقية الشراء هذه، ستؤخّر المواجهة مع التنظيم الإرهابي، وحدث العكس تماماً".
وزعم نتنياهو أن "الحرس القومي، لن يكون خاضعاً" لوزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير؛ علما أن "الحرس القومي" كان ضمن ما اتُّفق على إقامته في إطار صفقة مع نتنياهو.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 13 الإسرائيلية الأحد أن حزب ليكود برئاسة نتنياهو سيخسر أكثر من ثلث مقاعده إذا أجريت انتخابات الآن وأن نتنياهو لن يحصل على أغلبية مع شركائه من اليمين المتطرف في الائتلاف.
وقال نتنياهو للصحافيين: "لست منزعجاً من الاستطلاع".
وأضاف إن العلاقات مع الولايات المتحدة التي بدت متوترة بسبب خطة التعديلات القضائية التي تتبناها الحكومة لا تزال "أقوى من أي وقت مضى".
وأشار إلى أن البلدين يتعاونان في مجالي الأمن والمخابرات.
وتحدث نتنياهو عن مسألة عدم دعوته بعد لزيارة رسمية في البيت الأبيض في أحدث فترات ولايته كرئيس للوزراء.
وقال نتنياهو: "ستكون هناك زيارة، لا تقلقوا".
وبعيد خطاب نتنياهو، علّق كل من زعيم المعارضة، يائير لابيد ، ورئيس حزب "المعسكر الوطني" بيني غانتس، عبر تغريدات نشراها في "تويتر".
وقال لابيد: "في الوقت الذي يواصل فيه أعداؤنا إزهاق أرواح بشرية ثمينة، وتُسفَك دماء إخواننا وأخواتنا في الشوارع، يفقد رئيس الحكومة السيطرة أمام الأمة".
وأضاف: "بدلاً من عقد المؤتمرات الصحافية، وإلقاء اللوم على الآخرين في المشاكل التي سببتها الحكومة الأكثر تطرفاً وفشلاً في تاريخ البلاد، فقد حان الوقت بالنسبة إليه ولوزرائه، أن يتوقفوا عن التذمّر وتحمُّل المسؤولية أخيراً".
وذكر أن "إلغاء إقالة وزير الدفاع، غالانت، المتسرعة والفاضحة؛ هي خطوة صحيحة، أباركها"، مضيفاً: "توقفوا الآن عن التذمّر، واذهبو للعمل".
بدوره، كتب غانتس في تغريدة، رداً على خطاب نتنياهو، أن "النحيب لا يبني قيادة".
وقال رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، إن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو، مساء أمس، "تثبت أن الرجل غير مؤهل لأداء مهامه، وأن الرجل ليس مسؤولا عن أفعاله، وأن الرجل ببساطة ليس معنا (في إشارة منه إلى أن لنتنياهو مشاكل في الإدراك)".
وأضاف إن "الاستنتاج الوحيد من كل التصيُّد الذي رأيناه، وسمعناه الليلة، هو أنه - وفي أحسن الأحوال - أصبح بنيامين نتنياهو المقاول التنفيذيّ ليائير (ابن) نتنياهو".
ودعا ليبرمان أعضاء الليكود "إلى التحرّك وإعادة نتنياهو إلى المنزل".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف