أصيب 8 مواطنين بجروح خلال اشتباكات عنيفة أعقبت عملية اقتحام واسعة شنتها قوات الاحتلال في مخيم جنين، في وقت أخطرت فيه بوقف بناء مسجد و18 منزلاً غالبيتها مأهولة في بلدة الزاوية، وواصلت إجراءاتها العسكرية المشددة في الأغوار الشمالية لليوم الـ11 على التوالي، تزامن ذلك مع إقدام مستوطنين على استهداف مركبات جنوب نابلس، ومطاردة رعاة في مسافر يطا.
فقد أصيب ثمانية مواطنين بجروح، بينهم سيدة وضابط إسعاف، خلال عملية اقتحام واسعة النطاق شنتها قوات الاحتلال في مخيم جنين، واعتقلت خلالها ثلاثة شبان.
وذكرت وزارة الصحة في بيان مقتضب، أن ستة مواطنين أدخلوا إلى مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي جراء إصابتهم بالرصاص الحي في الأطراف، فيما نقلت إصابتان في الأطراف أيضا إلى مستشفى "ابن سينا" التخصصي.
وأفاد شهود عيان، بأن من بين المصابين سيدة تبلغ من العمر (68 عاما) أصيبت برصاصة في يدها، إلى جانب مسعف أصيب بشظايا الرصاص.
وأكدوا أن وحدات خاصة انتشرت داخل عدد من المنازل وعلى أسطح بنايات مرتفعة، بينما منعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر من دخول المخيم لنقل الإصابات، واستهدفت مركبة إسعاف، وحاصرت منزلا في المخيم، وسط تحليق مكثف لمروحياتها في الأجواء.
وروى شاهد عيان لـ"الأيام"، أن وحدة "مستعربين" تسللت إلى المخيم من جهته الشرقية بشاحنة لنقل العجول، وتمركزت على بعد أمتار قليلة من مدخل المسجد الكبير الشمالي.
وتابع، "اكتشف أمر المستعربين بعد تخفيهم أكثر من نصف ساعة داخل الشاحنة، عندما أطلق شاب النار اتجاه الشاحنة، بعد أن شك في أمرها".
ومضى، "يبدو أن المستعربين فوجئوا من اكتشاف أمرهم وتعرض الشاحنة لإطلاق نار، فقفزوا من داخلها إلى منزل قريب من مسجد المخيم الكبير، ونشروا خمسة من القناصة على نوافذه وتمركز الباقون داخل المنزل وبحوزتهم صواريخ مضادة للدروع.
وفي أعقاب انكشاف أمر الوحدة، حاصرت قوات الاحتلال منزلا آخر، وسط تحليق مكثف لمروحيات قتالية من نوع "أباتشي" أخذت تطلق البالونات الحرارية في أجواء مدينة جنين ومخيمها، بينما اقتحمت المخيم قوة كبيرة تتقدمها جرافتان لإزالة السواتر الحديدية التي وضعها المقاومون لإعاقة تقدم قوات الاحتلال نحو عمق المخيم.
وتحولت مشارف المخيم ومداخله الرئيسة إلى مسرح لاشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال ومقاومين أطلقوا صليات كثيفة من الرصاص وعشرات العبوات الناسفة محلية الصنع صوب قوات الاحتلال، في اشتباكات تعتبر الأولى من نوعها خلال شهر رمضان، واستمرت نحو ساعة.
من جهته، زعم تقرير صادر عن الناطق العسكري الإسرائيلي بوقوع اشتباكات بين مقاتلين في الجيش الإسرائيلي داخل مخيم جنين بهدف إحباط عمليات أمنية وسط أنباء عن وقوع إصابات
وقال، "تمكن مقاتلو الوحدة الخاصة من دوفدفان من إلقاء القبض على فلسطينيَين يشتبه بتخطيطهما لتنفيذ عملية أمنية كبيرة بشكل فوري".
وفي بلدة الزاوية، غرب سلفيت، أخطرت قوات الاحتلال بوقف بناء مسجد و18 منزلاً.
وقال نائب رئيس بلدية الزاوية غسان شقير، إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وسلّمت مواطنين إخطارات بوقف العمل والبناء في مسجد و18 منزلاً، في منطقة "ميون" الواقعة شمال شرقي البلدة بحجة البناء في منطقة مصنفة "ج".
وأكد شقير أن الإخطارات وزعت على منازل مأهولة بالسكان وبعضها قيد الإنشاء، لافتاً إلى أن المسجد المخطر بني قبل ست سنوات.
وفي الأغوار الشمالية، واصلت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية المشددة لليوم الـ11 على التوالي.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز الحمرا في الأغوار الشمالية أوقفت مركبات المواطنين، وفتشتها بشكل دقيق، ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية، ما تسبب بإعاقة وصولهم إلى أماكن عملهم.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال واصلت إغلاق غالبية الطرق المؤدية إلى التجمعات والأراضي الزراعية، التي تعد منفذا للمزارعين للوصول إلى أراضيهم شرق شارع (60) في الأغوار.
وأوضحت أن إغلاق هذه الطرق يعرقل سير الحياة اليومية كونها تعد ممرات حيوية للمزارعين للوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى كونها ممرات أساسية لإيصال المنتجات الزراعية وتسويقها خارج المنطقة.
وعلى صعيد الاعتداءات الاستيطانية، طارد مستوطنون رعاة في مسافر يطا.
وقال فؤاد عمور، منسق لجان الحماية والصمود في مسافر يطا، إن مجموعة من المستوطنين قامت بمطاردة رعاة الأغنام من عائلة الجبارين، ومنعتهم من رعي أغنامهم في منطقة "شعب البطم"، بحجة أنها أراضٍ تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال دهمت منزلا في قرية التواني بالمسافر، يعود للمواطن خليل أبو عرام، وقامت بتفتيشه بشكل دقيق قبل انسحابها.
في الإطار، أصيبت مواطنة بجروح عقب مهاجمة مستوطنين مركبة جنوب نابلس.
وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، إن مستوطنين هاجموا، فجراً، مركبات المواطنين بالحجارة على الطريق الواصل بين رام الله ونابلس، بالقرب من بلدة ترمسعيا، ما أدى لإصابة المواطنة عرين حج محمد من بلدة عورتا جنوب نابلس، بجروح، وجرى نقلها للمستشفى.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف