عقد الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات مع رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في البيت الأبيض أمس لتوثيق التعاون بخصوص ردع التصعيد النووي من جانب كوريا الشمالية وسط قلق من تنامي ترسانتها من الصواريخ والقنابل.
وقال بايدن خلال مراسم استقبال يون في البيت الأبيض: «اليوم نحتفل بالتحالف الصلب والرؤية المشتركة لمستقبلنا والصداقة العميقة بين جمهورية كوريا (الجنوبية) والولايات المتحدة».
وفي تصريحات بالمكتب البيضاوي بينما يجلس بايدن إلى جانبه، وجه يون فيما يبدو انتقادات إلى الصين وروسيا لما يعتبره الغرب سياسات عدوانية.
وقال: «سيدي الرئيس، محاولات تغيير الوضع الراهن بالقوة، وتفكيك سلاسل الإمداد وتعطيلها، والتحديات التي تواجه الأمن الغذائي وأمن الطاقة تهدد السلام والاستقرار العالميين».
وبعد يوم من المحادثات ومؤتمر صحفي مشترك، من المقرر أن يحضر الزعيمان مأدبة عشاء رسمية يعدها طاه أميركي هاجرت والدته من كوريا.
ويستخدم بايدن ويون أول زيارة دولة رسمية يقوم بها زعيم كوري جنوبي لواشنطن خلال أكثر من عشر سنوات لإرسال تحذير إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
وأثارت برامج الأسلحة التي تتطور سريعا لكوريا الشمالية بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تصل إلى مدن أميركية تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم بالفعل أسلحتها النووية للدفاع عن كوريا الجنوبية بموجب ما تسميه «الردع الموسع».
وتظهر استطلاعات الرأي في كوريا الجنوبية أن غالبية المواطنين يرغبون في أن تمتلك سول قنابل نووية خاصة بها وهي خطوة تعارضها واشنطن.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحافية إن من المتوقع أن تسفر القمة عن «مخرجات رئيسية» بشأن قضايا مثل الرد الموسع وأمن الإنترنت والحد من تغير المناخ والمساعدات الأجنبية والاستثمار الاقتصادي.
وقال مسؤولون أميركيون إنه بموجب «إعلان واشنطن» ستقدم الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية رؤية مفصلة فيما يخص خطط الطوارئ الأميركية، والتعبير عنها، لردع أي واقعة نووية في المنطقة والرد عليها بواسطة مجموعة الاستشارات النووية التابعة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وأبلغ مسؤولين كبار بالإدارة الأميركية الصحفيين عبر الهاتف بأن الحليفين سيوجهان نداء جديدا لكوريا الشمالية للانخراط في الدبلوماسية لكن واشنطن سترسل إلى كوريا الجنوبية أيضا تكنولوجيا عسكرية ضخمة تشمل غواصة مزودة بصواريخ باليستية في استعراض للقوة. وأضافوا أن هذه ستكون أول زيارة لغواصة من هذا النوع منذ الثمانينيات.
وأكد المسؤولون على أنه لن يتم إعادة أي أسلحة نووية أميركية إلى شبه الجزيرة الكورية.
وأردفوا أن كوريا الجنوبية ستؤكد مجددا التزامها بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وبوضعها غير النووي.
وقال مسؤول بارز في إدارة بايدن «نقوم بهذا الأمر على غرار ما فعلناه مع الحلفاء الأوروبيين خلال ذروة الحرب الباردة في فترات مماثلة من التهديد الخارجي المحتمل».
والخطوات التي جرى الاتفاق عليها لا تصل إلى ما دعا إليه البعض في كوريا الجنوبية ومن غير المرجح أن تغير اتجاه البرنامج النووي لكوريا الشمالية. لكن هذه الخطوات قد تتيح لرئيس كوريا الجنوبية محاولة إقناع مواطنيه في الداخل بأن واشنطن ستأخذ مخاوف كوريا الجنوبية على محمل الجد.
وأفاد المسؤولون الأميركيون بأن الولايات المتحدة تطلع الصين على الخطوات مسبقا، وهو إجراء يشير إلى الرغبة في تهدئة توتر العلاقات في المنطقة.
وأبدى يون للمرة الأولى في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي شيئا من اللين في موقفه بخصوص تسليح أوكرانيا قائلا إن حكومته قد لا «تصر على تقديم الدعم الإنساني والمادي فحسب» إذا شُن هجوم واسع النطاق على المدنيين أو إذا حدث «موقف لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتغاضى عنه». ومن المتوقع أن يُناقش الموضوع اليوم الأربعاء (أمس) فضلا عن مناقشة تغير المناخ وأمن الإنترنت.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف