استشهد مواطن، مساء أمس، برصاص قوات الاحتلال قرب قرية حارس، غرب سلفيت، بدعوى محاولته تنفيذ عملية دهس، غير أن مشاهد مصورة أظهرت إطلاق أحد جنود الاحتلال النار على الشهيد بعد إجباره على الترجل من سيارته تحت تهديد السلاح.
وأفادت وزارة الصحة، في بيان مقتضب، باستشهاد أحمد يعقوب طه (39 عاماً) برصاص الاحتلال.
وقد أظهرت عدة لقطات صورتها هواتف مواطنين تواجدوا في المكان، أحد عناصر الاحتلال وهو يشير إلى طه للترجل من مركبته تحت تهديد السلاح، وعندما فعل ذلك أطلق جندي إسرائيلي الرصاص صوبه، في عملية إعدام واضحة، وقد استمر بإطلاق النار صوبه بكثافة بعد إصابته وسقوطه أرضاً.
وأظهر أحد المقاطع الشهيد طه ملقى على الأرض جثة هامدة، ومن حوله جنود إسرائيليون يصوبون السلاح تجاهه.
من جهته، ادعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي في بيان مقتضب أن فلسطينياً حاول تنفيذ عملية دهس عند مفرق "جيتي-أفيسار" غرب سلفيت.
وزعم أن الفلسطيني كان يمسك أيضاً بسكين لتقوم قوات الاحتلال المتواجدة في المكان بإطلاق النار عليه و"تحييده" دون وقوع إصابات في صفوفها، وباشرت بأعمال تمشيط في المنطقة.
وعُلم أن الشهيد من سكان بلدة بديا في محافظة سلفيت.
من جانب آخر، أصيب 14 مواطناً على الأقل برضوض وحالات اختناق بالغاز في الأغوار أمس، جراء اعتداءات قوات الاحتلال، والمستوطنين الذين كثفوا هجماتهم على المواطنين وممتلكاتهم وقطع الأشجار في أنحاء مختلفة من الضفة، فيما نفذ عشرات منهم اقتحاماً جديداً للمسجد الأقصى.
فقد أصيب عشرة مواطنين على الأقل برضوض وحالات اختناق جراء تعرضهم للاعتداء من قبل قوات الاحتلال وعدد من المستوطنين المسلحين في خربة الساكوت وقرية عين البيضا بالأغوار الشمالية.
وقال معتز بشارات مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، إن اشتباكات بالأيدي والعصي وقعت بين المواطنين وعصابات المستوطنين في منطقة الساكوت.
وأكد بشارات، أن جيش الاحتلال وشرطته تدخلوا لصالح المستوطنين وتعمدوا توفير الحماية لهم لممارسة أعمال العربدة بحق المواطنين ورعاة الأبقار والمزارعين في أراضيهم.
وذكر أن ستة مواطنين أصيبوا جراء هذه الاشتباكات، وتم إدخالهم جميعاً إلى مستشفى طوباس الحكومي التركي، ووصفت إصاباتهم بأنها طفيفة بالرضوض وتعرضهم للرش بالغاز والفلفل.
وأشار، إلى أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال بادرت إلى إغلاق منطقة الساكوت، مع تواجد كبير لجيش الاحتلال في المنطقة وعلى مدخل قرية عين البيضا والجهة الشرقية، وسط تخوفات من اعتداءات جديدة قد ينفذها المستوطنون بحماية من جيش الاحتلال على ممتلكات المواطنين.
وكانت مجموعة من المستوطنين أقامت قبل أيام حظيرة للأبقار في المنطقة، وأتلفت أجزاء من المحاصيل المروية في سهل الساكوت، وسط مخاوف من أن تشكل هذه الحظيرة بمثابة نواة لبؤرة استيطانية رعوية جديدة في المنطقة.
وفي سياق متصل، أصيب أربعة مواطنين على الأقل جراء قمع قوات الاحتلال تظاهرة نظمها أهالي قرية عين البيضا في الأغوار الشمالية، تنديداً باعتداءات المستوطنين في المنطقة.
وأفاد الناشط الميداني فارس فقها بأن قوات الاحتلال قمعت التظاهرة التي شارك فيها الأهالي عند مدخل القرية على الشارع السريع المسمى "شارع ٩٠"، وذلك تنديدا بالاعتداءات المتكررة التي ينفذها المستوطنون في المنطقة منذ فترة، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.

تواصل القيود المشددة
وبشكل متزامن، واصلت قوات الاحتلال، لليوم الحادي والعشرين على التوالي، تشديد إجراءاتها العسكرية على حاجز "الحمرا" العسكري في الأغوار الشمالية، والذي يقيمه الاحتلال على مفرق طرق يربط مدن الضفة الغربية بالأغوار الوسطى والجنوبية والشمالية.
وأفاد شهود عيان، بأن جنود الاحتلال المتواجدين على الحاجز أوقفوا العشرات من مركبات المواطنين وفتشوها، ودققوا في البطاقات الشخصية للركاب، ما تسبب بإعاقة وصولهم إلى أماكن عملهم ومزارعهم.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لإحدى مجندات الاحتلال وهي تعتدي بالضرب على فتاتين لدى محاولتهما عبور الحاجز بواسطة مركبة كانت تقودها إحداهن.
وفي محافظة الخليل، نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية وفتشت عدداً من المنازل في المحافظة.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال نصبت حواجز عسكرية على مدخل بلدتي الظاهرية ويطا، ومنطقة الحرايق جنوب الخليل، وعلى مفترق بيت عنون، والحواور، والمدخل الشمالي للمدينة، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
كما داهمت قوات الاحتلال عدداً من منازل المواطنين عُرف منهم عائلتا أبو تركي، وأبو حسين، في منطقة "خلة الدار" جنوب المدينة، وفتشتها وحطمت أبوابها وعبثت بمحتوياتها.
وفي محافظة نابلس، هاجم مستوطنون مسلحون مركبات المواطنين وممتلكاتهم قرب مدخل قرية عين شبلي، شرق المدينة.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن 25 مستوطناً مسلحاً هاجموا مركبات المواطنين ومنازلهم والبيوت البلاستيكية، قرب مدخل قرية عين شبلي، وسط أعمال عربدة واستفزاز في المنطقة.
وفي محافظة نابلس ايضا، قطع مستوطنون عشرات أشجار الزيتون المعمرة من أراضي قرية قريوت جنوب المدينة.
وقال دغلس إن المواطنين تفاجؤوا بإقدام المستوطنين على تقطيع أكثر من 160 شجرة زيتون معمرة، من منطقة "بطيشة" غرب القرية.
كما اقتلع مستوطنون عشرات أشتال العنب والزيتون، وأتلفوا محاصيل زراعية ودمروا شبكة ريّ، في أراضي قرية حوسان غرب بيت لحم.
وأفاد مدير مجلس قروي حوسان رامي حمامرة بأن مجموعة من المستوطنين اقتلعت عشرات أشتال العنب والزيتون، وأتلفت محاصيل باذنجان وبندورة وفلفل في أراضي منطقة "واد قديس" غرب القرية، ودمرت شبكة مياه كانت تستخدم لريّ المزروعات، وتعود للمواطنين الشقيقين عماد عبد الفتاح حمامرة وعادل، وحامد عبد العزيز حمامرة، ورباح خليل حمامرة.

اقتحام جديد للأقصى
ونفذ عشرات المستوطنين، أمس، اقتحاماً جديداً للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن المستوطنين اقتحموا باحات المسجد على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقَّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدَّوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه.
وكثفت شرطة الاحتلال من انتشارها داخل الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، ودقّقت في بطاقات الوافدين للصلاة في المسجد.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف