
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2023-05-03
تواصلت المعارك العنيفة في السودان، أمس، بين قوات الجنرالين المتصارعين على السلطة رغم هدنة يتم تمديدها بانتظام دون الالتزام بها، فيما يحذر المجتمع الدولي من وضع إنساني "كارثي".
وأعلنت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان، امس، أن طرفي النزاع في السودان وافقا خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير على هدنة لمدة سبعة أيام تبدأ في 4 أيار.
وقالت الوزارة في بيان: إن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "وافقا من حيث المبدأ على هدنة لمدة سبعة أيام من 4 إلى 11 أيار".
ولم يعلن الطرفان موافقتهما بشكل رسمي حتى الآن.
وقال أحد سكان الخرطوم لوكالة فرانس برس: "نسمع طلقات نارية وهدير طائرات حربية ودوي مدافع مضادّة للطائرات".
تسود حالة من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 نيسان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً دارفور (غرب)، عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، بحسب البيانات الرسمية التي يُعتقد أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
ويستمرّ الأجانب في مغادرة البلاد كما يواصل السودانيون بالآلاف النزوح داخل بلدهم أو الفرار إلى الدول المجاورة.
وامس، قال متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف: إنّ المعارك الدائرة في السودان أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، وأكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة.
وأعلن الجيش الروسي، امس، إجلاء أكثر من 200 شخص من السودان إلى موسكو، ومن بينهم دبلوماسيون وطواقم عسكرية وأقاربهم ومواطنون آخرون من روسيا ومن "دول صديقة" وجمهوريات سوفياتية سابقة.
بدورها، أعلنت باكستان إجلاء كل رعاياها من السودان.
وتتوقع الأمم المتحدة فرار "800 ألف شخص" إلى الدول المجاورة مثل مصر وتشاد وأثيوبيا وإفريقيا الوسطى.
أما الذين لا يستطيعون مغادرة السودان، وكثيرون منهم لعدم توافر الإمكانات المالية، فيواجهون نقصا في الغذاء والمياه والكهرباء فيما تصل درجة الحرارة في الخرطوم إلى 40 درجة مئوية.
وخلال اجتماع في الأمم المتحدة، مساء الاثنين، حذّر منسق المساعدات الإنسانية للسودان عبده دينغ من أنّ النزاع يحوّل المأساة الإنسانية إلى "كارثة حقيقية".
وامس، أعلنت الأمم المتّحدة أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.
وعلى موقع تويتر، أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" في السودان عبر حسابها أن فرق الطوارئ التابعة لها "بدأت في الوصول إلى السودان لإطلاق أنشطة استجابة طارئة وإدارة الأنشطة القائمة أساسا في عدة مواقع".
كما أرسلت المنظمة، بحسب ما كتب على تويتر "عشرة أطنان من الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى مستشفى جبرة لمعالجة المصابين في الخرطوم، وذلك بتعاون وثيق مع وزارة الصحة".
ودعت المنظمة الدولية جميع أطراف النزاع إلى "ضمان احترام المرافق الصحية وحمايتها"، واصفة الوضع بأنه "حرج" في البلاد.
بدوره، حذّر الرئيس الكيني وليام روتو من أنّ الوضع في السودان بلغ "مستوى كارثياً".
وأضاف: إن الجنرالين "المتحاربين يرفضان الاستماع إلى نداءات" المجتمع الدولي، مطالباً بأن يتم "إرسال مساعدات سواء تم وقف إطلاق النار أم لا".
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الكيني، كرّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "دعم الولايات المتحدة" للجهود الدبلوماسية المبذولة "من أجل إنهاء النزاع" وتأمين "وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق".
وتوجّه مفوّض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الإثنين، إلى نيروبي في مهمة عاجلة.
وكتب غريفيث في تغريدة على تويتر "الوضع منذ 15 نيسان كارثي".
وما زاد الوضع تفاقماً هو أنّ أعمال العنف والنهب لم توفر المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية التي اضطر العديد منها إلى تعليق أعماله في السودان.
وتخشى منظمة الصحة العالمية كذلك من "كارثة" في النظام الصحّي الذي كان أساسا هشّا في بلد هو من الأفقر في العالم.
وتعمل 16% فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم ولكنها تعاني من نقص في المستلزمات وكوادرها الطبية منهكة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومع ذلك ترسل المساعدات بالقطّارة. فقد وصلت ست حاويات من منظمة الصحية العالمية محملة بمستلزمات طبية لمعالجة المصابين بجروح خطرة ومن يعانون سوء تغذية حادّاً.
وتمّ توزيع وقود على بعض المستشفيات التي تعتمد على مولّدات الكهرباء.
وعاود برنامج الأغذية العالمي استئناف نشاطه بعد أن علّقه مؤقتاً إثر مقتل ثلاثة من موظفيه في بداية الحرب.
وخارج الخرطوم، تسود الفوضى في ولاية غرب دارفور حيث بات مدنيون يشاركون في أعمال العنف بين القبائل المتناحرة، بحسب الأمم المتّحدة.
وأحصت الأمم المتّحدة سقوط قرابة مئة قتيل منذ الأسبوع الماضي عندما بدأ القتال في هذه المنطقة التي شهدت في العقد الأول من الألفية الثانية حربا أهلية أوقعت 300 ألف قتيل وأدّت إلى نزوح 2,5 مليون شخص.
وأعربت نقابة الأطباء عن قلقها إزاء "الانهيار الكامل للنظام الصحي في الجنينة"، عاصمة غرب دارفور، مضيفة: إنّ نهب المراكز الصحية ومخيّمات النازحين أدّى إلى "إجلاء عاجل" للفرق الإنسانية.
وأعلنت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان، امس، أن طرفي النزاع في السودان وافقا خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير على هدنة لمدة سبعة أيام تبدأ في 4 أيار.
وقالت الوزارة في بيان: إن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "وافقا من حيث المبدأ على هدنة لمدة سبعة أيام من 4 إلى 11 أيار".
ولم يعلن الطرفان موافقتهما بشكل رسمي حتى الآن.
وقال أحد سكان الخرطوم لوكالة فرانس برس: "نسمع طلقات نارية وهدير طائرات حربية ودوي مدافع مضادّة للطائرات".
تسود حالة من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 نيسان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً دارفور (غرب)، عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، بحسب البيانات الرسمية التي يُعتقد أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
ويستمرّ الأجانب في مغادرة البلاد كما يواصل السودانيون بالآلاف النزوح داخل بلدهم أو الفرار إلى الدول المجاورة.
وامس، قال متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف: إنّ المعارك الدائرة في السودان أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، وأكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة.
وأعلن الجيش الروسي، امس، إجلاء أكثر من 200 شخص من السودان إلى موسكو، ومن بينهم دبلوماسيون وطواقم عسكرية وأقاربهم ومواطنون آخرون من روسيا ومن "دول صديقة" وجمهوريات سوفياتية سابقة.
بدورها، أعلنت باكستان إجلاء كل رعاياها من السودان.
وتتوقع الأمم المتحدة فرار "800 ألف شخص" إلى الدول المجاورة مثل مصر وتشاد وأثيوبيا وإفريقيا الوسطى.
أما الذين لا يستطيعون مغادرة السودان، وكثيرون منهم لعدم توافر الإمكانات المالية، فيواجهون نقصا في الغذاء والمياه والكهرباء فيما تصل درجة الحرارة في الخرطوم إلى 40 درجة مئوية.
وخلال اجتماع في الأمم المتحدة، مساء الاثنين، حذّر منسق المساعدات الإنسانية للسودان عبده دينغ من أنّ النزاع يحوّل المأساة الإنسانية إلى "كارثة حقيقية".
وامس، أعلنت الأمم المتّحدة أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.
وعلى موقع تويتر، أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" في السودان عبر حسابها أن فرق الطوارئ التابعة لها "بدأت في الوصول إلى السودان لإطلاق أنشطة استجابة طارئة وإدارة الأنشطة القائمة أساسا في عدة مواقع".
كما أرسلت المنظمة، بحسب ما كتب على تويتر "عشرة أطنان من الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى مستشفى جبرة لمعالجة المصابين في الخرطوم، وذلك بتعاون وثيق مع وزارة الصحة".
ودعت المنظمة الدولية جميع أطراف النزاع إلى "ضمان احترام المرافق الصحية وحمايتها"، واصفة الوضع بأنه "حرج" في البلاد.
بدوره، حذّر الرئيس الكيني وليام روتو من أنّ الوضع في السودان بلغ "مستوى كارثياً".
وأضاف: إن الجنرالين "المتحاربين يرفضان الاستماع إلى نداءات" المجتمع الدولي، مطالباً بأن يتم "إرسال مساعدات سواء تم وقف إطلاق النار أم لا".
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الكيني، كرّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "دعم الولايات المتحدة" للجهود الدبلوماسية المبذولة "من أجل إنهاء النزاع" وتأمين "وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق".
وتوجّه مفوّض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الإثنين، إلى نيروبي في مهمة عاجلة.
وكتب غريفيث في تغريدة على تويتر "الوضع منذ 15 نيسان كارثي".
وما زاد الوضع تفاقماً هو أنّ أعمال العنف والنهب لم توفر المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية التي اضطر العديد منها إلى تعليق أعماله في السودان.
وتخشى منظمة الصحة العالمية كذلك من "كارثة" في النظام الصحّي الذي كان أساسا هشّا في بلد هو من الأفقر في العالم.
وتعمل 16% فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم ولكنها تعاني من نقص في المستلزمات وكوادرها الطبية منهكة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومع ذلك ترسل المساعدات بالقطّارة. فقد وصلت ست حاويات من منظمة الصحية العالمية محملة بمستلزمات طبية لمعالجة المصابين بجروح خطرة ومن يعانون سوء تغذية حادّاً.
وتمّ توزيع وقود على بعض المستشفيات التي تعتمد على مولّدات الكهرباء.
وعاود برنامج الأغذية العالمي استئناف نشاطه بعد أن علّقه مؤقتاً إثر مقتل ثلاثة من موظفيه في بداية الحرب.
وخارج الخرطوم، تسود الفوضى في ولاية غرب دارفور حيث بات مدنيون يشاركون في أعمال العنف بين القبائل المتناحرة، بحسب الأمم المتّحدة.
وأحصت الأمم المتّحدة سقوط قرابة مئة قتيل منذ الأسبوع الماضي عندما بدأ القتال في هذه المنطقة التي شهدت في العقد الأول من الألفية الثانية حربا أهلية أوقعت 300 ألف قتيل وأدّت إلى نزوح 2,5 مليون شخص.
وأعربت نقابة الأطباء عن قلقها إزاء "الانهيار الكامل للنظام الصحي في الجنينة"، عاصمة غرب دارفور، مضيفة: إنّ نهب المراكز الصحية ومخيّمات النازحين أدّى إلى "إجلاء عاجل" للفرق الإنسانية.


