دخل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منعطفاً جديداً منذ ساعات ليل الأربعاء الماضي، مع عودة الاحتلال لسياسة استهداف المنازل، سواء المأهولة بصورة مباغتة، أو تدميرها بعد الطلب من مالكيها إخلاءها.
وشهدت الساعات القليلة الماضية تدمير أربعة منازل بصورة كلية، بعد استهدافها بصورة مباشرة من قبل طائرات الاحتلال، منها ثلاثة منازل في محافظة خان يونس، والرابع شمال القطاع.
واستفاق سكان بلدة القرارة الحدودية شرق محافظة خان يونس، على دمار كبير أصاب منطقتهم، جراء استهداف الطائرات منزلاً تعود ملكيته لعائلة الأغا، يتكون من ثلاث طبقات.
وتسبب القصف الذي استخدمت خلاله قنابل كبيرة أسقطتها الطائرات بتدمير المنزل كلياً، ونشر الدمار والخراب في محيطه، وتضررت عدة منازل ومرافق بنية تحتية، إضافة لتسبب الانفجارات بحالة هلع ورعب كبيرة بين المواطنين.
وواصلت العائلة المكلومة تجميع ما نجا من حاجياتها، إذ لم يمهلها الاحتلال سوى عشر دقائق فقط لإخلاء المنزل قبل قصفه، بينما حاول الجيران تقديم ما استطاعوا من مساعدة وعون للعائلة.
وقال مواطنون من سكان المنطقة، إن الغارات المذكورة نشرت الرعب والدمار في كل البلدة، وأعادت للأذهان ذكريات عدوانَي 2021 و2014، وما حدث خلالهما من تدمير مئات المنازل، وتهجير قاطنيها.
وفي مناطق شمال غربي محافظة خان يونس، حيث مدينة حمد الأكثر هدوءاً في قطاع غزة، يعيش السكان حالة من الصدمة والذهول، بعد الاستهداف المباغت لشقة سكنية، ما تسبب بسقوط ثلاثة شهداء.
واستفاق سكان المدينة حديثة البناء عند حوالى الثانية من فجر أمس، على أصوات انفجارات مدوية هزت بناياتهم، ليكتشفوا لاحقاً أن هناك استهدافاً لشقة مأهولة في أحد أبراج المدينة.
وقال المواطن أحمد موسى، إن الغارات الإسرائيلية على المدينة كانت مفاجئة، وخلّفت الرعب في صفوف سكانها، وسكان المناطق المجاورة، ونشرت الدمار في البرج المستهدف والأبراج المجاورة، كما أن مشاهد انتشال الشهداء أشلاء ممزقة ومتفحمة خلّف صدمة مضاعفة.
وأشار إلى أن الجميع كانوا يظنون أن المدينة آمنة، لبعدها عن مناطق التماس، لكن يبدو أن الاحتلال أراد بقصفه الشقة فيها، إيصال رسالة لكل سكان غزة، بأنه لا يوجد مكان آمن، وأن جميع سكان القطاع في دائرة الخطر في أي وقت.
وأشار إلى أن العديد من العائلات نزحت عن منازلها المدمرة والمتضررة في المدينة، بينما يواصل آخرون محاولة تبديد حالات الخوف والهلع التي أصابت أطفالهم، جراء شدة القصف.
ولم تنجُ حتى المنازل المهجورة من الاستهداف، إذ أغارت طائرات الاحتلال على منزل مهجور بمنطقة بني سهيلا شرق محافظة خان يونس، ما تسبب باندلاع حريق.
وأطلقت الطائرات عدداً من الصواريخ الكبيرة تجاه المنزل المذكور، ما تسبب بتدميره، وشيوع حالة من الخوف والهلع في صفوف السكان، كما دمرت منزلاً تعود ملكيته لعائلة المصري شمال القطاع.
واستهجن مواطنون تركيز الغارات على المنازل في وقت متأخر من الليل، أو في ساعة مبكرة من الفجر، خلال خلود المواطنين للنوم، وباستخدام صواريخ وقنابل كبيرة، مؤكدين أن هذا السلوك ليس عشوائياً، بل هو مقصود من قبل الاحتلال، لمضاعفة الأثر النفسي السيئ للغارات، وإصابة المواطنين وخاصة الأطفال بحالات هلع وذعر.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف