اغتالت إسرائيل قياديا كبيرا في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بقصف مباغت لشقة سكنية في حي النصر بمدينة غزة، كما استشهد شاب آخر في نفس الهجوم، إضافة لشهيد ثالث سقط متأثراً بجروح أصيب بها خلال الأيام الماضية، وذلك في رابع أيام العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
ونعت "سرايا القدس"، الشهيد إياد العبد الحسني "أبو أنس"، عضو المجلس العسكري، ومسؤول وحدة العمليات في التنظيم.
وعلمت "الأيام"، أن الحسني تم، قبل يومين فقط، تعيينه خلفاً للشهيد خليل البهتيني الذي تم اغتياله، فجر الثلاثاء الماضي.
وإلى جانب جثمان القيادي الحسني، وصل مستشفى الشقاء جثمان الشهيد محمد وليد عبد العال (26 عاما)، جراء قصف الشقة في حي النصر، فيما أعلنت وزارة الصحة، أمس، عن استشهاد المواطن عطا عليان أبو وادي (36 عاما)، متأثرا بجروح أصيب بها في مناطق شمال القطاع قبل يومين، ليرتفع العدد الإجمالي لشهداء العدوان في يومه الرابع إلى 33 شهيداً، من بينهم ستة أطفال وثلاث سيدات، إضافة إلى أكثر من 147 جريحاً، عدد كبير منهم يعانون حالات خطرة، ويخضعون لعلاجات مكثفة.

غارات وتدمير منازل
وشهد، يوم أمس، تصاعداً كبيراً في الغارات والهجمات الإسرائيلية، خاصة تجاه منازل، إذ دمر الاحتلال أكثر من 12 منزلاً، في غارات شملت كافة أنحاء القطاع.
فقد أصيب سبعة مواطنين في غارتين استهدفتا منزلا تعود ملكيته لعائلة أبو عبيد في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما تسبب بتدمير المنزل بصورة كلية.
كما أغارات طائرات الاحتلال على منزل تعود ملكيته لعائلة الحشاش بمحافظة رفح، ما أسفر عن تدميره، وتدمير منزلين ملاصقين له بصورة كاملة.
كما دمرت طائرات الاحتلال منزلاً تعود ملكيته لعائلة ياسين في حي الزيتون، بعد استهدافه بعدد من الصواريخ والقنابل من الجو، وقد تسببت الغارة في وقوع أضرار كبيرة في منازل مجاورة، وقد جرى نقل إصابتين من محيط المنزل.
كما أغارت الطائرات على شقة سكنية في حي النصر بمدينة غزة، كان يتواجد فيها القيادي في الجهاد "الحسني"، ما تسبب باستشهاده، وشاب آخر، ووقوع 12 إصابة في صفوف المواطنين، وتدمير الشقة وعدد من المنازل المجاورة.
كما دمرت طائرات حربية منزلاً تعود ملكيته لعائلة أبو طير في بلدة عبسان الجديدة، شرق محافظة خان يونس، بعد الإغارة عليه عدة مرات.
وفي ذات السياق، استهدفت الطائرات بقصف مباشر منزلاً تعود ملكيته لعائلة طه، في منطقة البركة، ببلدة بيت لاهيا، ما تسبب بتدميره كلياً، وقبله بقليل، جرى تدمير منزل آخر بمنطقة الفاخورة بمخيم جباليا، بعد استهدافه من قبل الطيران الحربي.
واستهدفت الطائرات كذلك منزلاً تعود ملكيته لعائلة دغمش بمنطقة تل الهوا غرب مدينة غزة، ما أسفر عن إصابة مواطن واحد بجروح، ووقوع أضرار مادية كبيرة في المنزل.
وأصيبت طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات، جراء سقوط شظايا قبة حديدية على منزل عائلتها شرق محافظة رفح، كما أصيبت مواطنة وطفل، في قصف استهدف محيط منازل المواطنين، ببلدة الفخاري شرق محافظة خان يونس.
ومنذ ساعات الفجر، صعدت طائرات الاحتلال غاراتها الجوية تجاه أراض زراعية ومناطق مفتوحة، ومواقع لحركة الجهاد الإسلامي، إذ جرى رصد ما يزيد على 100 غارة في اليوم الرابع من العدوان.
فقد شنت الطائرات سلسلة غارات عنيفة ومركزة، استهدفت موقعا لحركة الجهاد الإسلامي على الحدود المصرية الفلسطينية بحي السلام جنوب شرقي محافظة رفح، كما نفذت ما يزيد على 20 غارة تجاه أراض زراعية في رفح.
أما في محافظة خان يونس، فقد تعرضت المناطق الشرقية والغربية لغارات إسرائيلية مكثفة، بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل استهدف مزارع المواطنين شرق المحافظة، وقد خلفت الغارات خمس إصابات على الأقل، بالإضافة إلى أضرار واسعة في الأراضي الزراعية.
كما أطلقت المدفعية قذائف دخانية وحارقة تجاه أراض زراعية، ما تسبب بحدوث حرائق في محاصيل المزارعين.
وشهد موقع وأراض قرب محطة توليد الكهرباء شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، غارات مكثفة، وقصفا متواصلا بصواريخ "أرض - أرض"، استمر حتى الساعات الأولى من فجر أمس، وخلف الشهيد "اللوح"، وخمسة مصابين، وأضرارا مادية واسعة، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من مناطق وسط القطاع.
كما تعرض مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع لأضرار كبيرة، طالت أقسام المستشفى، وغرف المرضى، وانتشر الرعب والهلع في صفوف المرضى والأطقم الطبية، بعد غارات جوية نفذتها طائرات الاحتلال في محيط المستشفى.
وتعرضت مدينة غزة لغارات وصفت بالأعنف منذ بدء العدوان، إذ أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على منازل، وأرض زراعية، في مناطق شرق، وغرب وشمال وجنوب، ووسط المحافظة، خاصة في أحياء الزيتون، الشجاعية، الشيخ عجلين.
وأكد مواطنون أنه ومنذ ساعات الفجر لم تتوقف أصوات الانفجارات، وشوهدت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من مواقع عدة، موضحين أن الاحتلال تعمد استخدام صواريخ وقنابل ضخمة، بعضها من النوع الثقيل و"الارتجاجي"، ما تسبب في وقوع دمار واسع في مناطق تقع على بعد مئات الأمتار من محيط مواقع الاستهداف.
ولم تكن مناطق شمال القطاع بأحسن حالاً من باقي مناطق القطاع، إذ تعرضت بلدات الشمال الثلاث إضافة لمخيم جباليا لسلسلة غارات عنيفة ومتواصلة، استهدفت منازل، وأراضي زراعية، ومواقع للفصائل، ما تسبب بوقوع ما لا يقل عن عشرة مصابين، نقلوا إلى المستشفى الأندونيسي لتلقي العلاج، وإحداث دمار وخراب كبيرين.
وأكدت مصادر مطلعة أن الغارات التي نفذت على مناطق شمال القطاع في اليوم الرابع من العدوان، كانت عنيفة وواسعة، وشملت أكثر من 30 هدفاً، وقوة القنابل التي أسقطتها الطائرات نشرت الدمار والخراب، وأوقعت إصابات لمواطنين كانوا بعيدين عشرات الأمتار عن مواقع القصف.
كما قصفت طائرات الاحتلال عدة منازل في بلدتي بيت حانون، وبيت لاهيا، تعود لمواطنين من عائلات أبو خاطر، وطه، والشيش، ومعروف.
ولليوم الثاني، شاركت بوارج وزوارق حربية إسرائيلية في العدوان على القطاع، إذ أطلقت قذائف صاروخية، ونيران رشاشات ثقيلة، مستهدفة مناطق واسعة على شاطئ البحر، ما تسبب بتدمير عدد من القوارب، حيث قال زكريا بكر منسق اتحاد لجان الصيادين، إن بوارج الاحتلال دمرت قارب صيد كان راسياً على الشاطئ في منطقة الشيخ عجلين، جنوب غربي مدينة غزة.

إطلاق قذائف صاروخية
وواصلت فصائل المقاومة في قطاع غزة، وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، إطلاق عشرات القذائف الصاروخية، وقذائف الهاون، تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية، إضافة لاستهداف قرى ومدن وبلدات إسرائيلية بعضها يقع بمحاذاة القطاع، وأخرى تبعد عشرات الكيلومترات عن حدود غزة.
وقالت فصائل مقاومة في بيانات وبلاغات منفصلة صدرت عنها، إنها استهدفت مدن عسقلان، وتل أبيب، وبئر السبع، واللد، وأسدود، ومناطق "كريات ملاخي"، و"كريات جاد"، إضافة لاستهداف مدينة القدس بعدد من القذائف الصاروخية.
كما كثفت الفصائل استهداف كافة القرى والبلدات المحيطة بغلاف غزة، عبر رشقات من القذائف المكثفة، لم تتوقف للحظة واحدة طوال يوم أمس.
وأكدت "سرايا القدس" في عدة بلاغات أصدرتها، أمس، مسؤوليتها عن رشقات صاروخية تجاه أهداف إسرائيلية، مهددة بالمزيد، رداً على استشهاد قادتها، وآخرهم الحسني.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف