- تصنيف المقال : الصحة
- تاريخ المقال : 2023-05-29
الدورة الدموية هي نظام دوران للدم، مغلق الدائرة، يتألّف من: القلب الذي يضخّ الدم، والشرايين التي تنقل الدم المحمّل بالأوكسجين والغلوكوز والعناصر الغذائية إلى مختلف أعضاء الجسم، والأوردة التي تتولى مهمة إعادة الدم من مختلف أنحاء الجسم، ليحطَّ رحاله في رحاب القلب مرة أخرى.
من المهم جدًا أن يملك الإنسان دورة دموية جيّدة، سواء في الشرايين أو في الأوردة، لضمان حسن سير العمل في كل أعضاء الجسم وخلاياه، لأن أي ضعف ينال من الدورة الدموية سوف يترك، عاجلًا أم آجلًا، آثارًا صحية سلبية لا يُحمد عقباها. من هنا تبرز أهمية رصد أي ضعف في الدورة الدموية باكرًا ما أمكن، من أجل تجنب حدوث نتائج ضارة بالصحة.
أهم العلامات التحذيرية لضعف الدورة الدموية
إذا حدث ضعف في الدورة الدموية في مكان ما في الجسم، فإن كمية الدم المتدفقة إلى ذلك المكان تكون غير كافية، ما قد يسفر عنه مجموعة من المشكلات الصحية. من هنا، فإنه من الضروريّ أن نكون على دراية بالمشكلات التي تتعلّق بالدورة الدموية، لكي تتم معالجتها على الفور، ولتفادي المضاعفات، وما أكثرها.
نستعرض في السطور الآتية العلامات التحذيرية الأكثر شيوعًا لضعف الدورة الدموية:
-
البرودة في اليديْن والقدميْن
إذا شعرْت بالبرودة في اليديْن والقدميْن في الطقس البارد فهذا أمر عادي جدًا، فجسمك هنا يحاول الحفاظ على درجة حرارته الداخلية من خلال إطلاق آليات مختلفة، من بينها تحويل كميات أقل من الدم إلى الجلد والأطراف، ويكون الشعور بالبرودة هنا مؤقتًا. في المقابل، إذا شعرت بالبرودة في اليديْن والقدميْن بشكل دائم على الرغم من أن حرارة باقي أنحاء الجسم طبيعية، فهذا يعني أن هناك شيئًا ما يجري في الكواليس، ربما يعود إلى مشكلات في الدورة الدموية.
-
جفاف القدمين
مع وصول كميات أقل من الدم إلى خلايا القدمين، فإن الجلد يصبح جافًا ومتشقّقًا، ويرجع السبب في هذا إلى عدم تشكّل خلايا الجلد السليمة بالسرعة التي يتم تكوينها عند الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة، ويرجع هذا إلى عدم حصول تلك الخلايا على كفايتها من الأوكسجين والعناصر الغذائية الحيوية القادمة عبر الدم، فتكون النتيجة تدهور البنية الهيكلية لتلك الخلايا.
-
الخدر والتنميل في اليديْن والقدميْن
إن أحد أكثر الأعراض شيوعًا لضعف الدورة الدموية هو الخدر والتنميل في اليدين والقدمين، فهذا يعني بكل بساطة وجود قيد أو إعاقة ما على حركة تدفق الدم، وعدم قدرته على الوصول إلى الأطراف بكميات كافية.
-
تساقط الشعر في الساقيْن والقدميْن
عندما يكون الدم غير قادر على توفير الدم المحمّل بالأكسجين والمغذيات إلى بصيلات الشَّعر، فإن الشَّعر ينمو ببطء ويصبح خفيفًا في البداية، ليتساقط نهائيًا بعد حين، قد يُشاهَد هذا الأمر في أيِّ منطقة من الجسم مصابةٍ بضعفِ التروية الدموية، إلا أنه يكون أكثر وضوحًا في الساقيْن وحول القدميْن.
-
تغيّر لون الجلد
عندما لا تصل كميات كافية من الدم الشرياني إلى الجلد فإنه يبدو شاحبًا أكثر من المعتاد، وإذا ما تسرَّب الدم من الشعيرات الدموية فإن لون الجلد يتحوّل إلى الأرجواني، ويكون هذا ملحوظًا في مناطق مثل الأنف، والشفة، والأذن، وحلمات الثدي، واليدين، والقدمين.
يمكن أن يتسبَّب ضعف الدورة الدموية في تحويل لون أصابع اليدين والقدمين والأظافر إلى اللون الأزرق، وهذا يعني وصول إمدادات قليلة من الدم إلى تلك الأنحاء من الجسم.
-
الأظافر الهشَّة
تنمو أظافر اليدين والقدمين عند الأشخاص الأصحّاء بسرعة وبشكل مستمر إذا كانت التروية الدموية طبيعية، أما إذا حدث ضعف في التروية الدموية، فلا تتلقّى الأظافر ما يلزمها من الأكسجين والعناصر المغذّية التي تحتاجها، وإذا استمر الوضع على هذه الحال، فإن الأظافر تنمو ببطء، وتُصاب بالضعف والهشاشة، وقد تتعرض إلى التشقّق والسقوط.
-
بطء اندمال الجروح
وجود دورة دموية نشطة وجيدة يعد أساسيًا لشفاء الجروح، لأنه يضمن وصول الدم المشبّع بالأكسجين والمغذيات وعناصر التخثّر وخلايا الدم البيضاء إلى الأنسجة التالفة في مكان الجرح، من أجل ضمان حسن سير عملية الاندمال على أفضل ما يرام. إذا كنت تعاني من ضعف في الدورة الدموية، فلن يصل الدم بشكل كافٍ إلى مكان الجرح، الأمر الذي يؤخِّر من عملية التئامه وشفائه، وهذا ما قد يفتح الباب أمام الإصابة بالعدوى، وما قد يتبعها من مضاعفات.
يؤدي ضعف الدورة الدموية إلى تباطؤ تدفق الدم الذي يحمل معه عناصر القوة والحياة إلى كافة أنحاء الجسم، وخاصة الأعضاء الحيوية، كالقلب والرئة والدماغ والكلى وجهاز الهضم، وهذا ما ينعكس سلبًا على أداء تلك الأعضاء فلا تقوم بمهامها بشكل جيد، فتكون النتيجة استنزاف الطاقة في الجسم، فيعاني المرء من التعب والوهن العام الذي يتطور عادة ببطء، ويؤثر على روتين الحياة اليومية.
-
الدوار عند الوقوف
يؤدي ضعف جريان الدم إلى الدماغ لعدم حصوله على كمية دم كافية للقيام بوظيفته، ويتجلّى هذا الأمر بالشعور بالدوار عند النهوض من فراش النوم، أو عند النهوض من الكرسي أو الأريكة، أو حتى أثناء ممارسة الأنشطة الرياضة البسيطة.
-
التدهور المعرفي
يؤثر ضعف الدورة الدموية على الدماغ، ما يؤدي إلى ظهور مشكلات في الذاكرة والتركيز، ويرجع السبب في هذا إلى عدم حصول خلايا المخ على إمدادات كافية ووافية من الدم.
-
الألم في الساقيْن عند المشي (العرَج المتقطِّع)
إذا عانيت من ألم مفاجئ في بطّة الساق عند المشي أو صعود الدرَج إلى درجة أنه يضطرك إلى التوقف، فإن هذا يشير عادة إلى الإصابة بمرض تصلب الشرايين المحيطية، الذي يمنع العضلات من الحصول على ما يكفيها من الأكسجين والعناصر المغذية للقيام بعملها بشكل سليم.
-
الألم في الصدر
يحدث ألم الصدر بسبب انخفاض تدفق الدم إلى العضلة القلبية نتيجة وجود انسداد جزئي أو كلي في واحد أو أكثر من شرايين القلب التاجية، إذ تعجز هذه الأخيرة عن إيصال ما يكفي من الأكسجين اللازم لعمل العضلة القلبية.
-
تورّم الأطراف السفلية
قد يكون التورّم الحاصل في الطرفَين السفلِيَّيْن علامةً ملحوظةً على ضعف الدورة الدموية، وينتج التورّم عن تراكم السوائل في الساقيْن والكاحلَيْن والقدمَيْن، وقد يترافق التورّم مع الإحساس بالدفء تحت الجلد جرّاء تراجع الدم وتجمّعه في منطقة واحدة.
-
الدّوالي
قد يؤدي ضعف الدورة الدموية إلى نشوء الدوالي في الأطراف السفلية، إذْ تتوسّع أوردة الساقين فيتجمّع الدم فيها ولا يستطيع العودة بسهولة إلى القلب. وتعدّ الدوالي شائعة عند الأشخاص الذين يعملون جلَّ أوقاتهم وقوفًا.
-
مشكلات في الجهاز الهضمي
الدم ضروري لهضم الطعام، فإذا كنت تعاني من مشكلات في الهضم، مثل المغص والإسهال والإمساك والدم في البراز، فليس مستبعدًا أن يكون السبب هو الضعف في الدورة الدموية.
-
ضعف الانتصاب
وفقًا لكلية طب جامعة ميشيغان، فإن ضعف الانتصاب يعتبر من المضاعفات الشائعة لدى مرضى السكري النوع الثاني، ويرجع السبب في ذلك إلى تلف الأوعية الدموية، الناجم عن ارتفاع مستوى السكر الذي لا يتم ضبطه. يؤدي التلف في الأوعية الدموية إلى تقليل كمية الدم المتدفقة عبر شرايين القضيب إلى الجسمَيْن الكهفيّيْن الممتدَّيْن على طول العضو الذكري، فلا يحصل الانتصاب الكامل كما يجب من أجل ممارسة الوصال الجنسي.
وبالطبع، فإن هناك أسبابًا أخرى تسبِّب ضعف الانتصاب غير الداء السكري، نذكر من بينها: تصلّب الشرايين، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض تصلب الشرايين المحيطية.
خير الكلام
إذا كان لديك عارض أو أكثر من الأعراض السالفة الذكر، فربما يعني هذا أن لديك تروية دموية ضعيفة وسيئة، ومن باب العلم، فإن هذه الدورة الدموية لن تتحسّن من تلقاء نفسها، بل قد تزداد سوءًا مع مرور الوقت. من هنا، فإنه يجب عليك أن تستشير مقدم الرعاية الصحية، قبل أن تتعرض لمضاعفات خطيرة تهدد حياتك.