أصيب العشرات بجروح وحالات اختناق بينهم طلبة مدارس خلال عملية اقتحام واسعة شنتها قوات الاحتلال في محافظات عدة، فجرت خلالها منزلاً ومحلاً تجارياً وحطمت مركبات ومنشآت تجارية في مخيم نور شمس، وأخذت قياسات منزلي شهيدين تمهيداً لهدمهما في مدينة نابلس ومخيم عسكر، في وقت أخطرت فيه بوقف بناء 14 منزلاً و5 غرف زراعية غالبيتها مأهول في بلدة دير بلوط ومسافر يطا، ومنعت بناء منزل في بلدة الولجة، وواصلت إغلاق مدخلي قرية المغير لليوم الثامن عشر على التوالي.
ففي مخيم نور شمس، شنت قوات الاحتلال، عملية اقتحام واسعة فجّرت خلالها منزلاً ومحلاً تجارياً وأبواب منازل ودمرت محتوياتها في وقت حطمت فيه جرافاتها مركبات وبسطات وأكشاكاً وتوعدت عائلات بتصفية أبنائها في حال لم يسلموا أنفسهم.
ووصف شهود عيان عملية الاقتحام، بأنها الأضخم منذ سنوات، لافتين إلى أنها استمرت نحو خمس ساعات دفع خلالها جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة من قواته وجرافاته إلى المخيم، فيما اعتلى القناصة أسطح منازل مطلة.
وفجرت قوات الاحتلال منزلاً يعود لعائلة مقاوم بقصفه بقذائف "الأنيرجا" الحارقة، ما أدى إلى تضرر عدد من المنازل، في وقت فجرت فيه محلاً تجارياً وسط المخيم، ونشرت دورياتها الراجلة والمحمولة في أزقته وأغلقت مداخله، وسط اشتباكات عنيفة.
وتعمدت تفجير أبواب معظم المنازل التي دهمتها، دون إعطاء مجال لأصحابها بفتحها، واحتجزت عائلات وأخضعتها للاستجواب الميداني في ظل أجواء ترهيب.
وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة خلال اقتحام المخيم ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق أغلبهم من النساء والأطفال.
وروى أحد الشهود، إن شوارع وأزقة المخيم تحولت إلى مسرح للاشتباكات المسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومين، فيما وصف شاهد آخر ما جرى في شوارع وأزقة المخيم بأنه "حرب شوارع" أصيب خلالها جندي من وحدة "الدوفدوفان" بجروح، ما دفع جيش الاحتلال إلى ممارسة كل أشكال الانتقام من أهالي المخيم.
وقال فيصل سلامة، منسق فصائل العمل الوطني في طولكرم، إن قوات الاحتلال دهمت عشرات المنازل، واعتقلت شابين من عائلة حرب، وتوعدت عائلات أخرى بتصفية أبنائها، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تعمدت تخريب المنازل وتحطيم محتوياتها وسط تحليق طائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
من جهتها، أكدت كتيبة طولكرم التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها أفشلت محاولة قوات الاحتلال اغتيال عدد من مجاهديها.
وكشفت أن المقاتلين فجروا عدداً من العبوات الناسفة بآليات الاحتلال بشكل مباشر في أكثر من منطقة، وتمكنوا من استهداف تمركزات قناصة الاحتلال، ونجحوا في إيقاع قوات الاحتلال بـ"حقل من النار محققين إصابات مباشرة".
بدورها، ذكرت "قناة 14" العبرية، أن جندياً أصيب جراء انفجار عبوة ناسفة خلال اقتحام المخيم، في حين أشار موقع "0404" العبري، إلى أن الجندي أصيب بجروح متوسطة جراء انفجار العبوة الناسفة.
وانسحبت قوات الاحتلال من داخل المخيم في ساعات الصباح، حيث خرج مئات المواطنين إلى الشوارع وهم يهتفون ويحتفلون بفشل عملية الاحتلال التي استمرت أكثر من خمس ساعات دون أن تنجح في اعتقال أي من "المقاومين ممن حمل الأهالي عدداً منهم على الأكتاف فور انسحاب قوات الاحتلال وجابوا بهم عدداً من الشوارع.

ومواجهات في نابلس
ومخيم عسكر

وفي مدينة نابلس ومخيم عسكر، اندلعت مواجهات تخللتها اشتباكات مسلحة خلال التصدي لعملية اقتحام أخذت خلالها قوات الاحتلال قياسات منزل الشهيد حسام سليم في شارع الاتحاد بمنطقة الجبل الشمالي في مدينة نابلس، ومنزل الشهيد حسن قطناني في مخيم عسكر، كمقدمة لهدمهما.
وأكدت "كتيبة نابلس - مجموعات عسكر"، أن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال بصليات من الرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع.
وذكر أحمد جبريل، مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، أن طواقم الإسعاف تعاملت مع 46 إصابة خلال اقتحام المدينة والمخيم، واحدة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأخرى حالة سقوط، بالإضافة إلى 44 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع، فيما اندلع حريق في أحد البساتين بالقرب من مستشفى الاتحاد بمدينة نابلس بفعل قنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب مصادر محلية.
في بلدة حوارة جنوب نابلس، أصيب طلبة ومعلمون في مدرسة عمر بن الخطاب الأساسية للبنين، بالاختناق.
وأفاد مدير المدرسة رجا عواد، بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت تجاه الطلبة والمعلمين، عقب خروجهم من المدرسة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وأكد أن طلاب المدرسة التي تضم 500 طالب من الصف الأول حتى السابع الأساسي، يعانون من الإرباك والتوتر والخوف من الوصول إلى المدرسة، جراء ممارسات جنود الاحتلال الاستفزازية.
وفي قرية المغير، شرق رام الله، اندلعت مواجهات في القرية التي يواصل الاحتلال إغلاق مدخليها لليوم الـ 18.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال المتمركزة على المدخل الغربي للقرية أطلقت قنابل الغاز والصوت صوب طلبة المدارس والأهالي، فيما رشقها الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وأكدت أن القرية تتعرض بين الحين والآخر لاعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، التي تواصل إغلاق المدخلين الرئيسين للقرية، وتمنع المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها، ما يضطرهم إلى سلوك طرق ترابية وعرة للوصول إلى أماكن عملهم.
وفي بلدة تقوع، جنوب شرقي بيت لحم، احترقت أشجار جراء استهدافها بقنابل الغاز خلال مواجهات مماثلة.
وقال شهود عيان إن مواجهات اندلعت على المدخل الشمالي للبلدة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة ما أدى وقوع إصابات بالاختناق، واشتعال النيران في حقول زراعية طالت عدداً من أشجار الزيتون تعود للمواطن خليل أحمد حميد.

إخطارات
من جهة أخرى، أخطرت قوات الاحتلال، بوقف العمل في منزلين وبئر في مسافر يطا.
وقال الناشط أسامة مخامرة: إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية أم لصفة بمسافر يطا جنوب الخليل، وسلمت المواطن محمد سعيد عليان عوض إخطاراً بوقف العمل في منزله قيد الإنشاء، وتبلغ مساحته 160 متراً مربعاً.
وأشار إلى أنها سلّمت المواطن فارس جميل عوض إخطاراً بوقف العمل بمنزله قيد الإنشاء، والبالغة مساحته 150 متراً مربعاً، كما سلمت أحمد إبراهيم عوض إخطاراً بوقف العمل في بئر مياه.
وفي بلدة دير بلوط، أخطرت قوات الاحتلال بوقف العمل في منازل مأهولة، وأخرى قيد الإنشاء، وغرف زراعية.
وأوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال سلمت 17 إخطاراً بوقف العمل والبناء في 7 منازل مأهولة بالسكان، و5 قيد الإنشاء، و5 غرف زراعية، في منطقة ضهر رجال شمال البلدة.
وأضافت إن المنازل والغرف الزراعية تعود ملكيتها لكل من: أحمد يوسف مصطفى، ويعقوب يونس عبد الجواد، وإبراهيم مصطفى، وعزام عبد الجواد، ورياض مصطفى، ووجيه مصطفى، وناظم أبو خير، وبشار بشير مصطفى، وأحمد عبد الخالق مصطفى، وإحسان حسان، وبهاء الدين عبد عودة، ولؤي عبد عودة، وعبد الباقي عبد الجواد، وعمر رسلان مصطفى، ومحمد بشير، وإياد موسى، وعايد موسى.
وفي بلدة الولجة، شمال غربي بيت لحم، منعت قوات الاحتلال بناء منزل.
وأفاد رئيس مجلس قروي الولجة خضر الأعرج بأن قوة من جيش الاحتلال أطلقت الرصاص صوب جرافتين وشاحنة، أثناء قيامها بأعمال حفريات للبناء، قبل أن تستولي عليها.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف