يؤمن المقاومون في مخيم جنين أن العوارض الحديدية البدائية الموصولة بعبوات ناسفة محلية الصنع، والتي وضعوها على جميع مداخل المخيم، تحديداً الرئيسة منها، لن تمنع قوات الاحتلال من تنفيذ تهديداتها بالدخول إلى عمق المخيم، ولكنها تفيد بتأخير عملية الدخول إلى العمق.
وعلى مدار السنوات الثلاث الأخيرة، لم تتمكن قوات الاحتلال من الوصول إلى عمق المخيم إلا مرات معدودة، نتج عنها ارتقاء وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، جراء الاشتباكات المسلحة والمواجهات العنيفة مع تلك القوات، التي ركزت في الآونة الأخيرة عمليات الاقتحام على مشارف المخيم وفي محيطه دون اقتحامه.
ولكن في الأسابيع الأخيرة، ازدادت الأمور تعقيداً، كما قال أحد القاطنين في المخيم، حيث أصبحت عملية الدخول إليه أو الخروج منه أشبه ما تكون بالمهمة المستحيلة بالنسبة لأصحاب المركبات، تحديداً الشاحنات التي يحظر المقاومون دخولها إلى المخيم تحت أي ظرف كان، وذلك بسبب لجوء وحدات "المستعربين" الخاصة إلى استخدام بعضها في تنفيذ عمليات التسلل واغتيال المقاومين.
هنا في مخيم جنين الأمور مختلفة تماماً، وفقاً لأحد القاطنين في المخيم، حيث أضحت عملية الدخول إليه أشبه ما تكون بالولوج إلى ثكنة عسكرية، فعلى جميع مداخله وضعت العوارض المعدنية بدائية الصنع؛ لإعاقة أي محاولة اقتحام قد يتعرض لها المخيم من قبل جيش الاحتلال.
ولم يكتف المقاومون بوضع عارض حديدي واحد على كل مدخل، وإنما عدة عوارض تحيط بها أسلاك موصولة بعبوات ناسفة محلية الصنع، وقد حفر المقاومون عميقاً في وسط الشوارع من أجل تثبيتها في الأرض وعرقلة أي محاولة لاقتلاعها من قبل جرافات الاحتلال.
واتخذت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة في مخيم جنين، في الآونة الأخيرة، عدة خطوات وإجراءات في محاولة منها لإفشال محاولات اقتحام المخيم من قبل جيش الاحتلال.
وذكرت أنها قررت إغلاق مداخل المخيم مساء كل يوم بشكل كامل، ضمن التدابير والإجراءات الهادفة إلى إفشال محاولات الاحتلال لاقتحام المخيم، وتنفيذ عمليات اغتيال وملاحقة المقاومة وقادتها بداخله.
وأضافت، في بيان لها: إنها قررت حظر دخول الثلاجات أو الحافلات المغلقة إلى داخل المخيم، وطالبت أصحاب المحال التجارية باستلام بضائعهم خارج المخيم، من أجل منع وحدات "المستعربين" الإسرائيلية الخاصة من استخدام مثل تلك الحافلات في عمليات التسلل والاغتيالات، كما حدث في مرات سابقة.
وفي ظل تصاعد حدة التهديدات التي أطلقها الاحتلال، مؤخراً، بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق داخل مخيم جنين، أعلنت فصائل المقاومة النفير العام، وانتشرت مجموعاتها في أزقة المخيم وسط استعدادات للتصدي لأي عملية عسكرية جديدة، وتمكنت من تجهيز حواجز جديدة نصبتها على مداخل المخيم بعدما دمرت الجرافات الإسرائيلية سابقاً جميع الحواجز وصادرتها.
وبينما تغلق جميع مداخل المخيم بالمتاريس والعوارض الحديدية، لجأ المقاومون إلى تحصين مداخل الأزقة والشوارع الضيقة داخل المخيم المحصور في مساحة تقل عن نصف كيلومتر مربع، بالسواتر الرملية التي تمكن المقاومين من التمركز في مواجهة أي محاولة اقتحام.
وتختصر صورة التحصينات البدائية على مداخل المخيم ميزان القوة بين طرفين، الأول جيش الاحتلال صاحب القدرات العسكرية المتطورة، والثاني مجموعة من المقاومين ممّن لا يتجاوز تسليحهم بضع عشرات البنادق الآلية والمسدسات والعبوات الناسفة محلية الصنع.
يقول أحد المقاومين والذي شارك مع العشرات من جميع الفصائل في مؤتمر صحافي عقدته فصائل المقاومة في الساحة الرئيسة لمركز الشباب الاجتماعي: إن المقاومين يعلّقون آمالاً كبيرة على الحاضنة الشعبية التي احتضنتهم على مدار السنوات السابقة، وأبدت مقدرة عالية على التضحية، ولا تزال، في سبيل حماية أبنائها ممّن حملوا أرواحهم على أكفهم وهم يقارعون الاحتلال ويدافعون عن كرامة شعبهم وحقوقه.
ورأى أن العوارض المعدنية تجعل من الصعب على وحدات "المستعربين" التسلل إلى داخل المخيم بوساطة مركبات تحمل لوحة التسجيل الفلسطينية، ذلك أنه في حال اكتشاف أمرها فإن خروجها بسلام يكاد يكون مستحيلاً، خصوصاً في حال تأخر دخول قوات وآليات الاحتلال إلى قلب المخيم.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف