استشهد، أمس، الشاب عمر هشام قطين جبارة (27 عاماً) من ترمسعيا، وأصيب العشرات بجروح بينهم مواطنون وصفت إصاباتهم بالخطيرة وأُحرقت عشرات المنازل والمنشآت والمركبات ومساحات من الأراضي الزراعية وتضررت أخرى، جراء اعتداءات واسعة واصل خلالها مئات المستوطنين المسلحين بحماية من قوات الاحتلال جرائمهم بحق المواطنين وممتلكاتهم في العديد من قرى وبلدات الضفة.
فقد استشهد الشاب عمر هشام قطين جبارة (27 عاماً) من بلدة ترمسعيا شمال رام الله، متأثراً بإصابته بعيار ناري في الصدر أطلقه عليه أحد جنود الاحتلال، خلال هجوم واسع النطاق شنه نحو 400 مستوطن على البلدة، ظهر أمس، ما أدى إلى إصابة نحو 12 مواطناً بالرصاص الحي، والعشرات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، في وقت تعرض فيه 30 منزلاً، وأكثر من 60 مركبة للإحراق على أيدي المستوطنين.
وذكر د. أحمد البيتاوي، المدير التنفيذي لمجمع فلسطين الطبي، أن قوات الاحتلال تركت الشهيد جبارة ينزف لمدة 40 دقيقة، مشيراً إلى استقبال المجمع سبع إصابات أخرى، من ضمنها إصابة لشاب بعيار ناري في الظهر.
ولفت إلى أن الإصابات كافة التي وصلت المجمع، كانت في الأطراف العلوية.

الغزو
وفي التفاصيل، فقد فوجئ الكثير من أهالي البلدة التي يقطنها نحو 5000 نسمة، قرابة الساعة الواحدة ظهراً، بالمئات من مستوطني "شيلو" المقامة على أراضي المواطنين شمال رام الله، وهم يقتحمونها على شكل مجموعات، ويشرعون بإطلاق النار، وتحطيم كل ما يعترض طريقهم.
وحسب شهود عيان، فإن المستوطنين تعمدوا إضرام النار في عشرات المنازل والمركبات، في الوقت الذي حاول فيه أهالي البلدة التصدي لهجوم المستوطنين، عبر إلقاء الحجارة باتجاههم.
كما أشاروا إلى توجه حشود غفيرة من أبناء البلدات والقرى المجاورة مثل سنجل، والمغير وأبو فلاح إلى ترمسعيا، في محاولة لمساندة أهالي البلدة في مواجهة المستوطنين، الذين تسبب هجومهم في حالة من الهلع في أوساط النساء والأطفال.
وقد تسارع وقوع مصابين في بداية الأحداث، نتيجة كثافة النيران التي استخدمها المستوطنون وقوات الاحتلال، ما اضطر المواطنين وفق مصادر محلية، إلى نقل المصابين بسياراتهم الخاصة، قبل أن تتمكن طواقم جمعية الهلال الأحمر من إرسال عدد من مركباتها إلى البلدة، التي فرضت قوات الاحتلال طوقاً مشدداً على مداخلها.
وقال المواطن عوض أبو سمرة: "إن عصابات المستوطنين حاولت في وضح النهار الاعتداء على أهالي ترمسعيا، بالتالي قامت بإحراق وتحطيم عشرات المنازل والمركبات".
وبين أن المستوطنين لم يتركوا شيئاً على حاله في المنطقة التي تم استهدافها، لدرجة أنه تم إحراق حتى أشجار الزيتون، موضحاً أن الكثير من المنازل التي لم يتم إحراقها، تم تحطيم نوافذها بالحجارة.
وأضاف: سارع الشبان في البلدة، إلى إخلاء المنازل من الأطفال والنساء وكبار السن، في الوقت الذي كان فيه المستوطنون وجنود الاحتلال يطلقون النار أيضاً باتجاه المواطنين.
وقال المواطن وليد أبو الهموم: فوجئنا بعد صلاة الظهر، بهجوم مئات المستوطنين المدججين بالسلاح، اقتحموا البلدة بشكل همجي بحماية جيش الاحتلال، وأحرقوا ما لا يقل عن 30 بيتاً، و60 مركبة، وقد استخدم جيش الاحتلال الرصاص الحي بحق المواطنين.
واستدرك: الأطفال والنساء وكبار السن كانوا في المنازل وتحديداً في المنطقة الشمالية التي تركز فيها الاعتداء، ولولا مسارعة الشبان لإخراجهم من البيوت، لوقعت كارثة حقيقية، فما حدث بمثابة حرب بحماية هذه الدولة الإرهابية التي تتغنى بالديمقراطية، وهم واهمون إذا كانوا يظنون أن مثل هذه الأفعال ستثنينا عن نضالنا ضد الاحتلال.
وتابع: الإصابات الأولى سجلت بسبب المستوطنين، لكن الإصابات اللاحقة ومن ضمنها الشهيد سجلت برصاص جيش الاحتلال وليس رصاص المستوطنين، وإن الهجمة التي حصلت لم تكن عفوية.
وأكد أن المستوطنين حاولوا اقتحام وإحراق أكثر من مسجد، لكن تدخل عدد من شبان ترمسعيا، والبلدات المجاورة حال دون ذلك.
وأشاد بمناقب الشهيد، مبيناً أنه كان مقاولاً، ومن خيرة شبان البلدة.
وقال عبد الله أبو رحمة مدير العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار خلال وجوده في القرية: استغل المستوطنون تواجد النساء والأطفال في مثل هذه الساعات، بينما البقية في أعمالهم للانقضاض على المنازل وتنفيذ اعتداءاتهم، وكما لاحظنا فإن جيش الاحتلال يقوم بحمايتهم بدلاً من اعتقالهم، ويطلق الرصاص وقنابل الغاز باتجاه كل من يحاول التصدي لهؤلاء المجرمين.
ولفت مدير العلاقات العامة والإعلام في جهاز الدفاع المدني المقدم نائل العزة، إلى أن طواقم الجهاز توجهت إلى البلدة فور بداية هجوم المستوطنين، مبينا أن سبع مركبات إطفاء وإنقاذ، تم إرسالها إلى البلدة.
وقال: التقديرات الأولية أن هناك أكثر من 25 حريقاً اندلعت في مركبات المواطنين، نتيجة الحرق المتعمد من قبل المستوطنين، علاوة على إخماد منزل لم تنتشر النيران فيه، وحرائق أخرى اندلعت في محيط عدة منازل، بما في ذلك الأشجار.
وأشار إلى نقل مركبات إطفاء وإنقاذ من طواقم الجهاز في سلفيت وضواحي القدس، بغية تغطية أي أحداث، مضيفاً "أصيب أحد أفراد الجهاز بالاختناق".
كما اعتبر رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا، ما حدث بحق أهالي ترمسعيا، جريمة بكل معنى الكلمة، مضيفاً: "فوجئنا فترة الظهيرة بهذا الهجوم الذي طال منازل معظم أصحابها من حملة الجنسية الأميركية، والذين يأتون في مثل هذه الفترة من العام إلى هنا، لقضاء فترة الصيف في القرية".
واستدرك: فوجئنا في المغير والقرى المجاورة بهذا الحدث، وللأسف الشديد لم نتمكن من الوصول في الوقت المناسب، ونتيجة تواجد المستوطنين في الشارع الرابط ما بين المغير وترمسعيا، اضطررنا إلى القدوم إلى البلدة مشياُ على الأقدام، وبينما سارعنا بالقدوم إلى هنا لمحاولة إنقاذ أهلنا في ترمسعيا من المستوطنين، كان جيش الاحتلال يطلق النار باتجاه المواطنين.
وفي المقابل، ذكرت قوات الاحتلال ممثلة بالناطق باسمها في بيان، "أن مواطنين إسرائيليين أقدموا على إشعال النار في الممتلكات لفلسطينيين، قبل فترة وجيزة في قرية ترمسعيا، حيث دخلت قوات الأمن إلى القرية لإخماد الحرائق، ومنع الاحتكاك وجمع الأدلة".
وتابعت: لقد غادر المواطنون الإسرائيليون القرية وقد فتحت الشرطة تحقيقاً في الحادث، وإن الجيش الإسرائيلي يدين حوادث العنف الخطيرة وتدمير الممتلكات، وإن أحداثاً من هذا النوع، من شأنها أن تعرقل جهود الجيش وقوات الأمن، في التركيز على مهمتهم الرئيسة - حماية أمن مواطني دولة إسرائيل، ومنع (الإرهاب)".
.. وفي مناطق أخرى
وفي قرية اللبن الغربي، شمال غربي رام الله، أحرق مستوطنون عدداً من مركبات المواطنين، وهاجموا محال تجارية.
وذكرت مصادر محلية، أن مستوطنين هاجموا المحال التجارية وحطموا محتوياتها، كما حطموا مركبات متوقفة على الشارع الرئيس.
ولفتت المصادر، إلى اندلاع مواجهات بين المواطنين والمستوطنين الذين فروا إلى مستوطنة "بيت آريه" المقامة على أراضي اللبن الغربي.
وفي بلدة سنجل، شمال رام الله، أطلق مستوطن النار باتجاه منازل المواطنين بينما تجمهر مستوطنون في محاولة لاقتحام البلدة.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال ومجموعات من المستوطنين حاولت اقتحام البلدة ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.
وفي بلدة كفر الديك، غرب سلفيت، هاجم مستوطنون، منازل المواطنين وأغلقوا الطرق أمام المارة.
وذكر رئيس بلدية كفر الديك محمد ناجي أن عدداً من المستوطنين هاجموا المنازل الواقعة على أطراف البلدة، وقاموا بتكسير نوافذ منزل المواطن يزيد درويش.
وفي بلدة برقة، شمال غربي نابلس، جدد مستوطنون هجومهم على منازل المواطنين.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة إن مستوطنين هاجموا بلدة برقة للمرة الثانية خلال الساعات الماضية، وحاولوا مهاجمة منزل محمد أمين الشيخ حجي على مدخل البلدة وتصدى لهم الأهالي، وسط اندلاع مواجهات في المنطقة.
وأشار إلى أن المستوطنين أقدموا صباحاً على تخريب ثلاثة غرف زراعية وتدمير محتوياتها، وسرقة بعضها، وتحطيم أشجار في محيطها في أراضي منطقة المسعودية التابعة لأراضي برقة، شمال غرب نابلس.
وأفاد المواطن هاني مخالفة بأنه تفاجأ صباحاً عند زيارته للغرفة الزراعية في سهل المسعودية، بتحطيم المستوطنين لمحتويات غرفته الزراعية بالكامل، والأثاث والأدوات الصحية فيها.
وأشار إلى أن المستوطنين أقدموا كذلك على تحطيم غرفتين زراعيتين لجيرانه وتكسير النوافذ فيهما، كما حطموا 25 شجرة ليمون وتين مزروعة في أرضه.
وفي قرية اللبن الشرقية، جنوب نابلس، أحرق مستوطنون مركبتين وغرفة حراسة داخل محطة وقود ومشطب مركبات وأراضي.
وأكد "الدفاع المدني" أن طواقمه حدت من وصول النيران إلى مرافق محطة الوقود الرئيسة، وحصرت الأضرار في المركبات وغرفة الحراسة.
وأشار إلى أنها أخمدت حريقاً بمركبة داخل ساحة أحد المنازل وعدة حرائق في ساحات منازل أخرى، وأخمدت حريقاً في مشطب مركبات في محيط القرية.
وفي قرية حوسان، غرب بيت لحم، أضرم مستوطنون النيران في أراضٍ زراعية.
وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين أضرموا النيران في أراضي منطقة قديس، الواقعة وسط مستوطنة "بيتار عيليت" الجاثمة على أراضي المواطنين الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى الأراضي لإخماد النيران.
وأشارت إلى أن مواجهات اندلعت بين المواطنين وقوات الاحتلال في القرية تركزت في منطقة المطينة على المدخل الشرقي قرب الشارع الرئيس.
وأكدت أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، والصوت، صوب المواطنين، وأغلقت مدخلي القرية الغربي.
وفي قرية كيسان، شرق بيت لحم، طارد مستوطن رعاة الأغنام تحت تهديد السلاح، لمنعهم من رعي أغنامهم.
وأفاد رئيس مجلس قروي كيسان موسى عبيات بأن مستوطنا رعى قطيعا من الأغنام في أراضي المواطنين المزروعة بأشجار الزيتون، تعود للمواطن حسين عبد الله عبيات، لا تبعد أكثر من 100 متر عن منازل المواطنين ومحاذية لمستوطنة "ايبي هناحل" الجاثمة أراضي المواطنين، وطارد مستوطن رعاة الأغنام تحت تهديد السلاح، لمنعهم من رعي أغنامهم.
وفي قرية بيرين جنوب شرقي الخليل، اعتدى مستوطنون مسلحون على مواطن بالضرب المبرح وسرقوا محفظته وبطاقته الشخصية ونقوده.
وذكر رئيس مجلس قروي بيرين، فريد برقان أن مجموعة من مستوطني ما تسمى مستوطنة "بني حيفر" اعتدت بالضرب على المواطن إبراهيم موسى عزازمة (41 عاماً) خلال تواجده عند مدخل القرية، ونقل لتلقي العلاج بمستشفى محمد علي المحتسب بالمدينة، جراء إصابته برضوض نتيجة الاعتداء عليه.
وذكر برقان، إن المستوطنين سرقوا محفظة عزازمة وبطاقته الشخصية و750 شيكلاً.
وفي قرية ياسوف، شرق سلفيت، حطم مستوطنون، مساء عدداً من مركبات المواطنين قرب من مدخل القرية عقب رشقها بالحجارة.
وقال مواطنون: إن عددا من المركبات تعرضت للتحطيم والتكسير من مستوطني مستوطنه تفوح المقامة على أراضي المواطنين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف