بيوت ومركبات محترقة، أعمدة دخان وفرق إسعاف تنشط في قرية ترمسعيا شمال شرقي مدينة رام الله التي تعرضت أمس إلى اعتداءات مستوطنين وكذلك كان المشهد في قرى فلسطينية أخرى.
وقال رئيس بلدية القرية أديب لافي لفرانس برس: "نحن في ترمسعيا مستهدفون، يوماً بعد يوم، من قبل البؤر الاستيطانية العدوانية التي أقيمت هنا".
وقدّر لافي وسكان آخرون أن القرية تعرضت لهجوم شارك فيه ما بين 200 و300 مستوطن.
ورأى مصورو ومراسل فرانس برس في القرية منازل ومركبات محترقة وجرحى يجري إجلاؤهم في سيارات إسعاف.
وقال عوض أبو سمرة وهو من سكان القرية لفرانس برس إنه "في ساعات الظهيرة هاجم نحو 200 مستوطن البلد وحرقوا محاصيل في الأرض ... وأحرقوا وكسروا أكثر من عشرين بيتاً ... وعشرات المركبات".
وأضاف أبو سمرة: "أطلق المستوطنون علينا عيارات نارية وعندما حضرت الشرطة والجيش الإسرائيلي أطلقوا علينا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع".
وتابع أبو سمرة "لدينا 15 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي وعشرات الإصابات بالاختناق"، مشيراً "إلى أن مواجهات جرت في القرية مع الجيش الذي يحرس المستوطنين".
وأكد أن معظم المنازل التي أحرقت هي لمواطنين فلسطينيين يحملون الجنسية الأميركية.
وتُعرف قرية ترمسعيا ببيوتها ذات القرميد الأحمر.
ووصل إلى القرية نحو ست سيارات إسعاف مدني للمساعدة في إخماد الحرائق.
وتساءل سكان ترمسعيا "أين السفارة الأميركية، أين مبعوثو السلام لرؤية ما يجري" وذلك عبر مقاطع فيديو نشرت على منصات التواصل الاجتماعي.
في القرية، التقت فرانس برس الشاب محمد زكريا عبد الله الذي وصل إلى ترمسعيا قادماً من ولاية شيكاغو الأميركية.
وقال عبد الله: "كانوا مسلحين (المستوطنون) أطلقوا النار على مركبة أبناء عمي، وأطلقوا النيران حولنا، أطلقوا النار على أحد أقاربنا وتوفي".
وأكد عبد الله "نحن جميعاً خائفون ... أنا هنا للمرة الأولى منذ 12 عاماً ... لم أرَ شيئاً كهذا أبداً إلا من خلال الإنترنت".
وفي قرية اللبن الشرقية الواقعة بين مدينة نابلس ورام الله والقريبة من مستوطنة عيلي وشيلو، كانت آثار حرق الحقول والمركبات ظاهرة، بحسب مصور فرانس برس. وكان السكان يتفقدون مركباتهم المحروقة وممتلكاتهم.
وقال بلال مصطفى أقرع صاحب مركبة أحرقها المستوطنون لفرانس برس: "عندما فشل المستوطنون في دخول قرية اللبن الشرقية، عادوا إلى الشارع الرئيس في الجهة المقابلة، كسروا محال تجارية وحرقوا بيتين".
وأضاف: "جاؤوا إلى مركباتنا ترافقهم شرطية ومعهم الجيش الإسرائيلي، نحن لم نستطع أن نحمي مركباتنا لأن زوجاتنا كنّ برفقتنا".
وتابع بلال "اضطررنا إلى الصعود إلى الجبل وساعدنا شباب من قرية اللبن الشرقية، وجاء المستوطنون وأحرقوا مركباتنا ... ولو مكثنا في المركبة لحصلت وفيات".
أما منير حكواتي وهو عامل في محطة وقود في اللبن الشرقية فقال: "أحرقوا محطة الوقود، حاول ابني النزول كي يرى ما حدث، ولكن الجيش الإسرائيلي كان عند الشارع الرئيس ومنع الناس من الوصول للمنازل، كان هناك حريق بمحل مواد بناء وبيوت ومركبات".
في حوارة، قرب نابلس، هاجم نحو مئة مستوطن يهودي السكان وأضرموا النار في أرض زراعية، وفق ما أفاد رئيس البلدية وأحد السكان لفرانس برس عبر الهاتف.
وسبق أن شهدت حوارة أعمالاً انتقامية بعد هجوم فلسطيني أوقع قتيلين إسرائيليين في شباط الماضي.
وأفاد مراسل ميداني لفرانس برس بأن المستوطنين أحرقوا أشجار زيتون. وسجل الهلال الأحمر الفلسطيني عشرات الإصابات.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف