"نكبة جديدة".. كانت هذه الكلمات تتردد على ألسنة كثيرين من أهالي مخيم جنين، أمس، وقد بدا كثيرون منهم مذهولين من حجم الدمار الهائل الذي ألحقته قوات الاحتلال بمخيمهم خلال هجومها البري والجوي عليها، فجر الاثنين الماضي، والذي استمر نحو 48 ساعة متواصلة.
وأينما تأخذك عيناك في هذا المخيم الذي يقول اللاجئون فيه إنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه، تشاهد حجم الخراب والدمار الذي خلفه الاحتلال في كل مكان، حيث بدت آثار القصف والحرق والمركبات المدمرة والبيوت التي تعرضت للتخريب في مشاهد تتكرر عند الانتقال من حي إلى آخر في المخيم بعد انسحاب جيش الاحتلال منه فجراً.
واضطر نحو ثلاثة آلاف نسمة من أصل أكثر من 13 ألف نسمة يعيشون في مخيم جنين، إلى مغادرة مساكنهم بالقوة، بعدما أجبرهم جيش الاحتلال على ذلك.
وقالت أم محمود "قررنا البقاء في بيتنا وسط المخيم، رغم القصف، حتى اقتحم عشرات الجنود البيت، وطلبوا ما إخلاءه فورا، وعندما رفضنا هددونا بالسلاح، وقال الضابط المسؤول إن الجيش سوف يقصف البيت، فانتقلنا إلى بيت الجيران حتى نتمكن من العودة إلى بيتنا بعد وقت قصير، لكن الجنود لاحقونا من جديد، وأجبرونا وعدد من الجيران على مغادرة الحي بالقوة".
وأمام بيته المدمر، وقف المواطن أبو جهاد الغول، والذي قال إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله المكون من ثلاثة طوابق، وقامت بتفتيشه كاملا، وخرجت لتعود وتخبره أنه يجب عليه مغادرة المنزل تمهيدا لقصفه، بعد أن اعتقل الجنود ثلاثة من أبنائه، وسرقوا أمواله التي كانت في المنزل.
وقال الغول "إن جنود الاحتلال لم يتركوا حصالات الأطفال، فسرقوا ما فيها، إلى جانب ما وجدوه من محتويات ثمينة في المنزل".
بدوره، قال مروان الغول (52 عاماً)، والذي عاد لتوه من رحلة الحج قبل ساعات فقط من بدء العدوان الإسرائيلي، إنه لم يحصل حتى على راحته من السفر، فقام الاحتلال بقصف منزله.
ومضى وهو يقف أمام منزله المحترق في حارة الدمج داخل المخيم، إن الاحتلال أجبره على مغادرة المنزل تمهيدا لقصفه، ليعود إليه صبيحة اليوم التالي، وقد احترق بشكل كامل.
وفي شهادة أخرى، قال أبو سعيد (55 عاماً)، إن قوات الاحتلال استهدفت محيط منزله في المخيم، ما أدى إلى تضرر المنزل بشظايا الصواريخ التي أطلقت من الجو صوبه.
وأكد أن قوات الاحتلال قطعت المياه والكهرباء عن المخيم، ما فاقم الأوضاع الإنسانية للأهالي، خاصة أن هناك أطفالا ومرضى ومسنين بقوا لساعات دون طعام أو شراب، وسط انقطاع تام عن العالم الخارجي.
وكتب أحد المواطنين في مخيم جنين رسالة موجهة للمقاومين تركها داخل منزله بعد أن أجبره الاحتلال على الخروج منه برفقة عائلته "أنا مسامحكم ببيتي وكل ما أملك فداء لكم، وهناك مبلغ 700 شيكل مخبيهم في الثلاجة مسامحكم فيهن إذا احتجتم لها.. الله معكم.. الله ينصركم ويكسر عدوكم".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف