اقتحم مستوطنون، فجر امس، منزل عائلة صب لبن في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة في القدس وسيطروا عليه، بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال وإخلائه من أصحابه واعتقال المتضامنين مع العائلة هناك.
وقال أحمد صب لبن، "اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المنزل أثناء نوم العائلة والمتضامنين وأخلته من المتواجدين فيه، وقد تم إخلاء المنزل من جميع الأفراد والتحفظ على أثاثه وتسليمه للعائلة لاحقا"، ما أحدث حالة من الخوف والهلع لدى العائلة التي تفاجأت بعملية الاقتحام.
وأضاف صب لبن، إن الشرطة الإسرائيلية أغلقت المنطقة بالكامل لحظة عملية اقتحام المنزل وإخلاء أفراد العائلة منه بالقوة وتسليمه للمستوطنين الذين سيطروا على الأثاث المنزلي داخل العقار وسمح لنا بإخراج الوثائق والأوراق الشخصية الخاصة.
وأشار صب لبن إلى أن العائلة تمكنت من اصطحاب شجرة أثناء خروجها من المنزل بعمر 17 عاما لتبقى ذكرى لحين العودة مرة أخرى، لافتا إلى أن العائلة خاضت صراعا قضائيا طويلا استمر عشرات الأعوام في المحاكم الإسرائيلية بهدف منع الإخلاء لكن دون جدوى.
وقالت نورة غيث صب لبن (68 عاما)، وهي تنظر إلى منزلها في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة في القدس الذي بات يستعمره مستوطنون بعد إخلائها وأفراد عائلتها منه في ساعات الليل،
"شكيتكم إلى الله، الذي هو أكبر منكم ومن حكومتكم ومن الاحتلال ومن الاستعمار".
نورة كان يعتصرها الألم الشديد وهي تنظر إلى المنزل الذي لم تعرف غيره بعد أن أقامت عائلتها فيه منذ العام 1953 وخاضت وزوجها مصطفى، (72 عاما)، صراعا مريرا على مدى 45 عاما في المحاكم وفي مواجهة استفزازات المستوطنين التي لم تتوقف.
وقالت غيث صب لبن، "الله كريم، ستعود فلسطين والقدس تبقى عربية ولن تكون أبدا إسرائيلية".
وأضافت، "أرضنا وترابنا وبيوتنا ستبقى فلسطينية وأنتم إلى زوال فالظلم إلى زوال والاستعمار إلى زوال والاحتلال إلى زوال".
وتابعت موجهة كلامها إلى المستوطنين، "الله عليكم وحسبي الله ونعم الوكيل فيكم".
وفي السياق، قمعت قوات الاحتلال منذ ساعات الصباح، وقفة احتجاجية رفضا لإخلاء منزل عائلة صب لبن، حيث ردد المشاركون شعارات وهتافات دعت قوات الاحتلال إلى إخلاء المستوطنين من المنزل، وإعادته إلى سكانه الأصليين.
هذا وقمعت قوات الاحتلال عشرات المتضامنين والأهالي في القدس القديمة، وأجبرتهم على إخلاء المنطقة، واعتدت على عدد منهم.
من جهتها، قالت الإذاعة العبرية العامة، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 5 من المتضامنين من محيط منزل عائلة صب لبن.
وشهدت الأسابيع الماضية فعاليات وزيارات من قبل وفود دبلوماسية غربية تضامنية مع العائلة الفلسطينية التي رفضت إخلاء منزلها طوعا منذ قرار المحكمة.
وقوبلت عملية إخلاء المنزل والسيطرة عليه بتنديد فلسطيني. واعتبرت وزارة شؤون القدس في السلطة الفلسطينية أن ما جرى بحق عائلة صب لبن "تطهير عرقي"، قائلة، إن إخلاء العائلة المقيمة في المنزل منذ العام 1953 والاستيلاء عليه هو "تهجير عرقي يرقى إلى جريمة حرب".
واتهمت الوزارة في بيان، الحكومة الإسرائيلية بضرب عرض الحائط بكل الدعوات الدولية بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي لوقف هذه "الجريمة التي طالت منزلا قريبا من المسجد الأقصى".
وحذر البيان من أن يكون إخلاء منزل عائلة صب لبن بمثابة مقدمة "للاستيلاء على المزيد من المنازل الفلسطينية وخاصة في البلدة القديمة وأحيائها مثل سلوان والشيخ جراح". ودعا البيان المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والحاسم لوقف جميع قرارات "الإخلاء القسري وهدم المنازل والنشاط الاستعماري الاستيطاني ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى والاعتداءات على المقدسات".
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر لإخلاء العائلة من منزلها بداعي امتلاكه من قبل يهود قبل العام 1948، ولكن العائلة أصرت على عدم إخلائه طوعا حيث تم إخلاؤها بالقوة.
وتعتبر المحكمة العليا الإسرائيلية أعلى هيئة قضائية يمكن أن تلجأ إليها العائلة في مواجهة مخطط الاستيلاء على منزلها.
وهب نشطاء من اليسار الإسرائيلي للتضامن مع العائلة في مواجهة استيلاء المستوطنين على المنزل المطل على قبة الصخرة المشرفة والذي يتواجد في الطريق المؤدي إلى المسجد الأقصى.
وانتهت، يوم الأحد الماضي، المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء عائلة صب لبن من منزلها.
وسبق للمستوطنين أن استولوا قبل عدة سنوات على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة صب لبن يتوسط المبنى الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.
وكانت العائلة استأجرت المنزل العام 1953 من المملكة الأردنية، وتم منحها حقوق إيجار محمية، لكن بعد احتلال القدس جرى وضعه تحت إدارة ما يسمى "حارس أملاك الغائبين"، بادعاء أن ملكيته تعود لليهود، وهذا ما نفته العائلة بشكل قاطع.
وسبق لمحاكم الاحتلال أن منعت العام 2016، أبناء العائلة المقدسية "صب لبن" رأفت وأحمد وزوجته وأولاده، وشقيقتهما من العيش داخل المنزل، ما أدى إلى تشتت العائلة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف