بمعرض لوحات لرسومات الفنان الشهيد رسّام الكاريكاتير ناجي العلي، وخاصة تلك التي نشرت في جريدة "القبس الكويتية"، وبأغنيات وطنية للفنان كمال خليل، وقصائد للشاعر يوسف عبد العزيز، ومداخلة للكاتب والروائي جهاد الرنتيسي حول تجربة مبتكر "حنظلة" في الكويت، نظم منتدى الفكر الأردني في مقره بالعاصمة الأردنية عمّان، مساء أول من أمس، حفلاً فنيّاً وأدبياً لمناسبة مرور ستة وثلاثين عاماً على اغتيال العلي.
وأشار عبد الله حمودة مؤسس ورئيس المنتدى لـ"الأيام" إلى أنهم يحيون كل عام، ذكرى اغتياله منذ العام التالي لاغتياله، وهذا العام تم تنظيم المعرض الذي يحتوي على رسومات لناجي العلي في جريدة القبس الكويتية، نشرت في ثمانينيات القرن الماضي، وجمعها بنفسه لمحبته إياه، ولتواصله معه هاتفيّاً لأكثر من مرّة، معرباً عن أمله بنقل المعرض إلى فلسطين، ودول عربيّة أخرى، مضيفاً إنه في كلّ عام تتم استضافة مثقف أو فنان أو أديب على صلة بناجي العلي أو بتجربته الفنيّة، وقدموا شهادات شخصيّة غنيّة عنه على مدار السنوات الماضية، مؤكداً أنه، ورغم اغتياله، لا يزال حيّاً رغماً عن الجميع.
وقدّم الشاعر يوسف عبد العزيز ثلاث قصائد ومقاطع من قصيدة رابعة مُطوّلة، كانت الأولى بعنوان "رسائل سوداء"، جاء مطلعها على شكل تساؤلات: "هل نسقط الراية في آخر المشوار؟.. هل نخلع الدم والتراب وننحني، حتى يمرّ الميتون إلى خريف السلّم؟.. هل نمضي إلى أعدائنا؟.. هل ننتحر"، في حين حملت الثانية عنوان "أمطار فاطمة"، والثالثة "القسطل" وأهداها إلى روح القائد الفلسطيني الشهيد عبد القادر الحسيني، فيما أنهى مشاركته بالحفل بقراءة مقطع من قصيدة طويلة بعنوان "ليكن موته أغنية" أهداها إلى روح شهيد الثورة الفلسطينية عيسى شماسنة.
وممّا جاء في مداخلة الكاتب والروائي جهاد الرنتيسي نقلاً عن أحمد النفيسي رئيس مجلة الطليعة سابقاً، أنه حين احتجبت المجلة عن الصدور في العام 1967 احتجاجاً على ما وصفه بتزوير الانتخابات النيابيّة في الكويت، اضطرت إدارتها إلى تسريح عدد من العاملين فيها، مع الاحتفاظ بناجي العلي، ولكن مع خفض راتبه أسوة بمن بقوا على رأس عملهم، لكن انتقل للعمل في صحيفة السياسة، التي تناقض قناعته، وحين سئل عن تكيّفه مع ذلك، أجاب بأنه يتعامل مع المساحة التي يشغلها رسمه باعتبارها منطقة مُحرّرة، متحدثاً عن كثير من مفاصل تجربة العلي في الكويت، وتعاطي صديقه الروائي الكويتي البارز إسماعيل فهد إسماعيل معها روائياً، بداية وبشكل جزئي في رواية "في حضرة العنقاء والخل الوفي" (2012)، وبشكل كامل في روايته الأخيرة قبل وفاته، أي رواية "في عهدة حنظلة" (2020).
بدوره قدّم الفنان كمال خليل، الذي اشتهر كواحد من أركان فرقة "بلدنا" ومغنيّها الأول، وهي التي تأسست على يد الفنان وضّاح زقطان في العام 1977، العديد من الأغنيات التي ارتبطت بالمقاومة الفلسطينية، وخاصة في فترة انتفاضة الحجارة، وما تلاها، من أغنيات الفرقة، فصدح بصوته المتميّز: "للأرض بنغني"، و"يا راية شعبي المرفوعة"، و"تلوّى يا شعر الحيّة" وهي من كلمات إبراهيم نصر الله وألحان خليل نفسه، وأتبعها بأغنية "علمونا كيف نصنع من ظلام الليل شعلة" من كلمات إبراهيم نصر الله أيضاً وألحان وضّاح زقطان.
كمّا غنّى من بين أغنيات حفل إحياء ذكرى اغتيال ناجي العلي، أغنية "في الطريق إلى الجنوب تخالف الكلمات شاعرها" من كلمات يوسف عبر العزيز وألحان وضّاح زقطان، وأغنية "شايفك حيران" من كلمات إبراهيم نصر الله وألحان كمال خليل نفسه، وغيرها من أغنيات فرقة "بلدنا".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف