استشهد، أمس، الشاب محمد عبد الحكيم نعيم ندى (23 عاماً)، جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال خلال تصدي المواطنين لعملية اقتحام واسعة شنتها في مخيم العين بمدينة نابلس.
وأعلنت وزارة الصحة، عن استشهاد الشاب ندى "23 عاماً" جراء إصابته بعيار ناري في الصدر أطلقه جنود الاحتلال.
وأكد مصدر في مركز الإسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر في نابلس، أن الشهيد ندى أصيب بالرصاص في صدره، خلال اقتحام قوات الاحتلال المخيم ومحاصرة أحد المنازل بذريعة تحصن "مطلوبين" بداخله، ونقل إلى مستشفى "رفيديا" الحكومي في المدينة، حيث وصفت إصابته بالخطيرة، وحاول الأطباء إنقاذ حياته، لكن دون جدوى حتى أعلن عن استشهاده.
وروت سيدة من المخيم لـ"الأيام"، أن مجموعة من شبان المخيم كانوا داخل أحد أزقة المخيم يحتسون الشاي، وفجأة حضرت سيارة خضراء اللون من نوع "تندر"، وترجل من داخلها نحو أربعة جنود صوبوا أسلحتهم نحو الشبان في الزقاق، بالتزامن مع بدء قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بالآليات العسكرية باقتحام المخيم من الجهة الغربية.
وأضافت السيدة: "هرب الشبان داخل أزقة المخيم، وكان الجنود يطلقون الرصاص بشكل جنوني على الشبان الذين كان من بينهم الشهيد ندى والذي أطل برأسه حتى يستكشف طريق العودة إلى بيته، فأصيب بعيار ناري في الصدر، وعندها سقط أرضاً مضرجاً بدمائه، فأخذت أصرخ بصوت عالٍ على الجنود وأنا أقول: الشاب تصاوب وهو ما عمل شي، وحاولت أن أحمله لكنني لم أستطع، وبقي ممدداً على الأرض حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وهو ينزف دماء غزيرة من صدره، ولم يستطع أحد الوصول إليه بسبب إطلاق النار الكثيف، وبصعوبة تمكنت مجموعة من الشبان من الوصول إليه وانتشاله وتسليمه إلى طاقم الإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر".
وأكد شهود عيان أن قوة من الوحدات الإسرائيلية الخاصة "المستعربين" تسللت إلى المخيم، وعند انكشاف أمرها أخذ أفرادها يطلقون النار بصورة عشوائية، ما أدى إلى إصابة الشهيد ندى بالرصاص الحي في صدره بينما كان يقف في الشارع برفقة عدد آخر من المواطنين.
وذكر الشهود، أن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المخيم، وسط إطلاق كثيف للرصاص واندلاع مواجهات في المنطقة، وحاصر مع بداية اقتحامه للمخيم منزلين، ووجه نداءات عبر مكبر للصوت طالب عبرها أحد المقاومين بتسليم نفسه، فيما اندلعت مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب نور البسيوني بعد إصابته في القدم بالرصاص ونفاذ ذخيرته خلال مقاومته لقوات الاحتلال التي حاصرته داخل منزل وهددت بتفجير المنزل الذي تحصن بداخله.
وروى شهود آخرون، أن مقاومين اكتشفوا عملية تسلل وحدات "المستعربين" إلى المخيم، واشتبكوا معها وتبادلوا إطلاق النار مع أفرادها، ما دفع جيش الاحتلال إلى إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى المكان عبر الحاجز العسكري المقام على مدخل بلدة دير شرف غرب مدينة نابلس، والذي يؤدي شارعه الرئيس إلى المخيم.
وأبلغ شاهد عيان "الأيام"، أن قوة "المستعربين" استخدمت سيارة من نوع "تندر" خضراء اللون تحمل لوحة التسجيل الفلسطينية توقفت على بعد أمتار قليلة من المحل الذي يمتلكه داخل المخيم بشكل مفاجئ، وقفز من داخلها عدد من الجنود وهم يطلقون النار بشكل كثيف وعشوائي.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال أطلق طائرات مسيرة حلقت على ارتفاع منخفض في سماء المخيم مع بدء عملية الاقتحام، ومنع طواقم الإسعاف من الدخول إلى المخيم، فيما تعمدت آليات الاحتلال العسكرية صدم عدد من السيارات وإلحاق أضرار مادية جسيمة بها.
وقالت "كتيبة نابلس" التابعة لـ"سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في بيان، إن مقاتليها تمكنوا من اكتشاف أمر قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى مخيم عين بيت الماء، واستهدفوها بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة، وقاموا بتفجير عبوات ناسفة محلية الصنع على مدخل المخيم في طريق آليات الاحتلال العسكرية، في الوقت الذي شنوا فيه هجمات على جيش الاحتلال على مداخل المخيم.
وأعلنت كتائب "شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة فتح في بيان أن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال بالرصاص في محيط المنزل المحاصر داخل المخيم.
وفي وقت لاحق، شيعت جماهير غفيرة من مخيم عين بيت الماء جثمان الشهيد ندى إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بالمخيم، حيث انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى "رفيديا" الحكومي في نابلس صوب مسقط رأس الشهيد في المخيم، حيث ألقت والدته وعائلته نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر قبل مواراته الثرى.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف