تعمد مربو الدجاج اللاحم من أصحاب المزارع المغلقة تأخير بيع الدجاج رغم وصوله إلى الوزن المثالي 2 كيلوغرام للدجاجة، حيث فضلوا الانتظار لعدة أيام أملاً في تحسن الأسعار، لكن ضعف الحركة الشرائية الذي اعقب عيد الأضحى خيب آمالهم ودفعهم إلى بيع الدجاج بأسعار متدنية ودون سعر التكلفة بعد أن وصلت لأوزان كبيرة غير مرغوبة لدى غالبية المواطنين والمطاعم.
وأدى ضخ كميات كبيرة ومتزامنة من الدجاج ذات الأوزان المرتفعة في الأسواق إلى انخفاض الأسعار إلى ما دون سبعة شواكل للكيلو الواحد، أي دون سعر التكلفة، كما أدى إلى انخفاض آخر على أسعار الدجاج من الأوزان المتوسطة.
ولجأ التجار إلى إطلاق حملات واسعة لتنزيل الأسعار لتشجيع المواطنين على الشراء وكذلك المطاعم والمرافق الأخرى، كما هو الحال مع محمود حرب صاحب احد المحال التجارية في مدينة غزة، حيث اضطر إلى تخفيض الأسعار بشكل غير مسبوق للتخلص من الكميات الهائلة التي اشتراها من إحدى المزارع المغلقة والتي تنتج أعدادا مضاعفة من الدجاج مقارنة بالمزارع المفتوحة التقليدية.
وقال حرب لـ"الأيام"، دون تنزيل الأسعار بشكل واضح لا يمكن تسويق الحد الأدنى من الكميات المكدسة في محله، مشيراً إلى أن معظم مبيعاته تخلو من الأرباح بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة وتزامنها مع موجة الحر الشديد التي تتطلب حذراً شديداً في الاتجار بهذا النوع من اللحوم.
ووصف رئيس نقابة مربي الحيوانات والطيور في قطاع غزة مروان الحلو وضع قطاع تربية الدجاج اللاحم بالكارثي في ظل الانخفاض المتواصل للأسعار دون سعر التكلفة بأكثر من شيكلين للكيلو الواحد.
وعزا الحلو، في حديث لـ"الأيام"، الأزمة إلى عدة أسباب أبرزها الركود الاقتصادي وإحجام المواطنين عن شراء الدجاج بعد عيد الأضحى ولمدة أسبوعين، وكذلك التراجع في ارتياد المواطنين للمطاعم التي تستهلك نحو 70% من كمية الدجاج في القطاع، إضافة إلى تلاعب الموزعين بالأسعار، وكذلك موجة الحر التي دفعت أصحاب المزارع المفتوحة للإسراع في بيع الدجاج خوفاً من نفوقه.
وأوضح الحلو أن النقابة طلبت من وزارة الزراعة التدخل العاجل والفوري لإنقاذ قطاع الدجاج عبر ضبط الأسعار وتحديد سعر أدنى للكيلو، خصوصاً ان المزارعين التزموا بسعر أعلى حددته الوزارة مسبقاً.
وقال الحلو، إن الأسعار تتجه إلى انخفاض آخر خلال الفترة القادمة ما ينذر بكارثة اقتصادية ومادية للمزارعين.
من جانبه، قال عضو غرفة تجارة وصناعة وزراعة محافظة غزة، حسام الحويطي، إن الأسواق تعاني بشكل حاد من تراجع واضح في الحركة الشرائية بعد عيد الأضحى، بسبب نفاد السيولة من المواطنين وتأخر صرف الرواتب والمنحة القطرية وعدم صرف مستحقات "الشؤون"، وكذلك تزاحم المناسبات التي تستنزف قدرات المواطنين وتدفعهم إلى تقنين عمليات الشراء.
وأضاف الحويطي لـ"الأيام"، إن الأسواق غير قادرة في الوقت الحالي على استيعاب كميات كبيرة من الدجاج اللاحم التي بدأت المزارع المغلقة بضخه بشكل متزامن، ما يؤدي إلى تكبد المزارعين خسائر فادحة وغير متوقعة.
وتوقع الحويطي أن تستمر حالة الركود لأسابيع أخرى على الأقل لوجود أولويات عند المواطنين تتمثل في الادخار لموسم المدارس المقبل.
ولم يعف الحويطي أزمة الكهرباء من المسؤولية عما سيتعرض له قطاع تربية الدواجن بسبب التكلفة العالية المترتبة على استخدام المولدات الكهربائية ذات التكلفة المرتفعة في تشغيل المكيفات في المزارع المغلقة.
وقال، إن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة يؤثر سلباً على حظوظ المزارعين في تحقيق أرباح بل ويعرضهم لخسائر مادية جسيمة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف