أعلنت د. عادلة العايدي هنيّة، مدير عام المتحف الفلسطيني، عن إطلاق مرافق جديدة متخصصة في حفظ وترميم الأقمشة والأثواب والمطرّزات التراثية، تتضمن فضاءً جديداً مُهيّأً لحفظ وتحزين الأقمشة، ومختبراً جديداً لترميم الأقمشة التراثية، يقوم عليها فريق المجموعات في المتحف، بحيث تم تجهيزها لتلبية احتياجات صيانة مجموعة المتحف الدائمة، والمجموعات الخاصة بالمؤسسات والأفراد.
ويعدّ هذا المشروع رياديّاً ليس في فلسطين فحسب بل في المنطقة، هو الذي تم بدعم من مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (إِلف)، وبالشراكة مع متحف فكتوريا وألبرت البريطاني، بالتزامن مع يوم الزي الفلسطيني، ولمناسبة مرور قرابة العامين على قرار "اليونسكو" الخاص بإدراج التطريز الفلسطيني والأعمال المرتبطة به على لائحة التراث الثقافي العالمي غير المادّي، وبما يتسق مع أهداف المتحف في توثيق التراث الثقافي الفلسطيني، وحمايته، وإتاحته للمجتمعات المحليّة والجمهور الأوسع.
ولفتت العايدي في مؤتمر صحافي بمقر المتحف في بلدة بيرزيت، إلى أن هذا الافتتاح للمرافق، رافقه تدريب كوادر متخصصة على الترميم، فقد كان فريق وحدة المجموعات والترميم في المتحف الفلسطيني انتظم في تدريبات متخصصة حول ترميم الأقمشة والأثواب التاريخية على مدار شهر، العام الماضي، في متحف فكتوريا وألبرت بالعاصمة البريطانية لندن، أحد أكبر متاحف العالم للفنون والتصميم، أتيح خلالها للفريق فرصة التعامل مع أنواع مختلفة من الأقمشة، والتدرب على صياغة وتحضير مواد الترميم الكيماوية، وممارسة الترميم الفعلي على أثواب من مجموعة المتحف الفلسطيني، والتي سيتمّ استكمال العمل عليها بتعاون مستمر مع المتحف البريطاني، مشيرة أيضاً إلى دور المتحف الإسباني "موسيو ديل تراخي" في تقديم المشورة التقنية للمتحف الفلسطيني وكوادره في مجال تخزين الأقمشة.
وأشارت مدير عام المتحف الى أن افتتاح المرافق المتخصصة هذه يتزامن مع إطلاق برنامج توعوي يقدّم الإرشاد والتدريب للمؤسسات والأفراد المهتميّن في مجال حفظ التراث الماديّ في فلسطين، كما يرافقه برنامج عام وتعليمي موجّه للجمهور، لرفع المستوى المعرفي حول الممارسات المُثلى لحماية وحفظ التراث الثقافي، وخصوصاً المطرّزات في فلسطين.
وشددت العايدي على دور الفلسطينية المغتربة مها الحلبي ربيع، وكانت بين الحضور على منصة الإعلان عند إطلاق المرافق الجديدة بالمتحف، هي ورفيقاتها في لجنة المحافظة على التراث الفلسطيني في واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، والتي قدمت للمتحف قرابة الثمانين ثوباً نادراً شكلت النواة لهذا المشروع الآخذ بالنمو والتطور، وذلك على إثر حملة التمويل الجماعي التي أطلقها المتحف في العام 2021 بعنوان "80 قصّةً وثوباً من الشتات للبلاد"، والتي تمكنت من خلالها من استعادة الأثواب النادرة التي قدمتها الحلبي ورفيقاتها من أميركا إلى الوطن، حيث تم في وقت لاحق تشخيص وضعها المادي وحاجتها إلى الترميم، كاشفة عن أن المتحف قام بتوثيقها لتكون متاحةً عبر موقع المتحف الفلسطيني الإلكتروني قريباً، وبأن المتحف نفذ مسحاً ميدانياً، وإنشاء قاعدة بيانات لمجموعات المطرزات والأقمشة التراثية الفلسطينية الموجودة في المنطقة العربية، لدى المؤسسات غير الحكومية والأفراد.
وقدّم بهاء الجعبة، مدير وحدة المجموعات والترميم في المتحف الفلسطيني، عرضاً تفصيلياً حول مراحل تجهيز المخزن والمختبر والتدريب، موضحاً الأهمية الكبيرة لتجهيزها بما يخدم مجموعة الأثواب المحفوظة في المتحف، لافتاً إلى أن المختبر سيفتح أبوابه لترميم المجموعات الخاصة والأفراد من الراغبين في الحفاظ على مجموعاتهم من الأثواب والمطرّزات خلال النصف الثاني من العام المقبل، لافتاً إلى أنه وبالتعاون مع متحف فكتوريا وألبرت البريطاني، اقترب المتحف الفلسطيني من إنجاز ترميم ثوب نادر من مجموعة متحف طراز في الأردن لصاحبته وداد قعوار، ما يعكس فلسفة المتحف في الحفاظ على الموروث الفلسطيني، وخاصة المطرزات والأقمشة التراثية من خلال هذا المشروع، من خارج مجموعة المتحف الخاصة.
وبرفقة زميلتيه مُرمّمتَيْ الأقمشة التراثية براء بواطنة وسلمى أبو مريم، ومن داخل "استوديو" الترميم، قدّم الجعبة ورفيقتاه شرحاً تفصيلياً للحضور حول الاستوديو والمخزن والمرافق الجديدة التي أُطلقت بالأمس، مشيراً من بين ما تحدث عنه إلى أن تجهيز المخزن اشتمل على توفير غرفة منفصلة بدرجة حرارة ورطوبة ثابتتين مع كامل المستلزمات الأخرى، من معدات للتغليف والتأثيث مخصصة للاستخدام المتحفي، في حين تطلّب تجهيز المختبر تزويده بالمعدات اللازمة للتكييف والتعقيم وتحضير المواد الحافظة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف