تعرّض وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، أمس، لخروقات عدة مع تبادل القذائف الصاروخية والرشقات النارية، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان.
وأكد القيادي في حركة فتح اللواء منير المقدح لفرانس برس أن الفرقاء كافة "مصرون على وقف تام لإطلاق النار، ونعمل على معالجة بعض الخروقات".
وتابع، "هناك ترتيبات تجري لتثبيت وقف جدي لإطلاق النار"، مشيراً إلى العمل لضمان "ألا تتكرر الحوادث" لافتاً إلى "قرار جماعي من الفصائل كافة لمحاسبة أي مخلّ أو مرتكب لأي حادث أمني".
وتتولى قوة أمنية مشتركة مسؤولية ضبط الأمن في المخيمات الفلسطينية ويتم العمل على تعزيز حضورها ودورها في عين الحلوة، بموازاة العمل، وفق المقدح، "على سحب المسلحين من الشوارع، وتشكيل لجنة تحقيق" لتحديد هوية المتورطين ومحاسبتهم.
وأبدى المقدح خشيته من أن يكون "المستهدف الأول هو المخيم وتهجير سكانه".
وذكر مسعف في المنطقة أن القناصة عادوا للتمركز على الأسطح وأن الوضع داخل المخيم الذي يضم 80 ألف شخصا صار "شديد التوتر" من جديد.
وسقطت قذيفة على موقع تجمع لصحافيين قرب المخيم مباشرة. ولم يتم تسجيل إصابات.
وكان البرلماني اللبناني أسامة سعد، الذي يمثل صيدا في المجلس، مفاوضا رئيسا في وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بين الفصائل المتنافسة في ساعة متأخرة من يوم الاثنين، وأكد في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" أن وقف إطلاق النار قد تم انتهاكه.
وقال لـ"د.ب.أ" هاتفيا من صيدا، "نعمل مع الفصائل المعنية على احتواء الموقف".
واندلع الاشتباك في مخيم عين الحلوة جراء اغتيال القيادي بحركة "فتح" أبو أشرف العرموشي وعدد من مساعديه.
وأدى القتال إلى فرار 2000 شخص من المخيم.
وتسببت الاشتباكات في احتراق عدد من المنازل والسيارات داخل المخيم وفي محيطه وسجلت حركة نزوح كثيفة إلى خارج المخيم، وأقفلت المؤسسات والمدارس والجامعات في مدينة صيدا.
وفي المخيم، كان إسماعيل عكاوي يرتّب، أمس، الخضار على عربة متواضعة فيما السوق الشعبي مقفر، مع ملازمة السكان منازلهم خشية من الاشتباكات المستمرة منذ أربعة أيام.
ويقول عكاوي لوكالة فرانس برس، "أنا مضطر في هذه الظروف المرعبة لأن أخرج من البيت لبيع الخضار. إذا لازمت بيتي لتجنّب إصابتي برصاصة في الشارع، ستعاني عائلتي في معيشتها".
ويضيف، "ربما تطول المعارك، فهل أبقى في المنزل؟ من يؤمن لي قوتي وقوت عائلتي؟".
وأسفرت المواجهات عن مقتل 11 شخصاً، بينهم قيادي في حركة فتح وأربعة من رفاقه قضوا في كمين، يوم الأحد. كما أصيب 40 شخصا، وفق حصيلة أعلنتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الإثنين. ودفعت المواجهات مئات العائلات إلى النزوح خارج المخيم.
وبدت الأضرار التي خلّفها القصف واضحة في أرجاء المخيم، خصوصاً في المنازل الواقعة على خطوط تماس بين المجموعات الإسلامية والنقاط العسكرية التابعة لمقاتلي "فتح". وشاهد مراسل فرانس برس عشرات المسلحين وقناصة من الطرفين.
وفي حي حطين في الطرف الجنوبي للمخيم الذي شهد اشتباكات عنيفة، تحولت سيارات إلى هياكل متفحمة جراء القصف.
وشهد السوق الشعبي حركة خفيفة، أمس، لليوم الرابع على التوالي، اقتصرت على قلة من الباعة، بينهم مختار، بائع الخبز الذي ضاعف الكمية التي اشتراها من صيدا لتلبية الطلب المتزايد.
ويقول، "الناس يشترون كيسين تحسباً لفقدان الرغيف خشية تطور الأحوال الأمنية" في المخيم الذي غالباً ما يشهد عمليات اغتيال وأحياناً اشتباكات خصوصا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة.
وطال القصف محيط حواجز يقيمها الجيش عند مداخل المخيم، وتشكل ممراً إجبارياً للعابرين منه وإليه. كما تسببت الاشتباكات كذلك بإقفال إدارات رسمية ومدارس ومؤسسات في صيدا، إحدى كبرى مدن الجنوب اللبناني، خصوصاً بعدما سقطت قذائف عدة فيها.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف