
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2015-12-14
كنا عدة صحفيين حول طاولة في منتدى سبان قبل اسبوع. استمعنا لاقوال وزير الدفاع، بدأ نقاش بالهمس: هل يعرف أن حديثه مسجل؟ لا أعتقد، لم يكن ليتحدث بشكل علني، يجب ارسال رسالة الى عوفر، المتحدث بلسانه. هل جُننت؟ انظر الى العناوين التي يُقدمها.
حينما انتهى يعلون من الحديث كنا على ثقة أن هزة ارضية ستحدث في توقيت سياسي حساس، حيث يهاجم الجمهوريون براك اوباما متهمين إياه أنه لا يعرف العالم الذي يعيش فيه، يأتي وزير الدفاع الاسرائيلي ويتحدث عن غياب القيادة الامريكية في الصراع ضد داعش. ليس من المعقول أنه يريد أن يتم نشر هذا. اخطأنا. كان الامر بمثابة نصف عنوان فقط. يصل وزير دفاع دولة تستجدي من اجل الحصول على المزيد من الاموال من الولايات المتحدة، وينتقد الرئيس الامريكي في بيته، وبعد ايام قليلة من العملية في كاليفورنيا. هذا طبيعي بين قوة عظمى وبين حليفتها في الشرق الاوسط والامر ليس بالجديد.
الوسيط الأبدي دنيس روس كتب في مذكراته عن اجتماع طاقم السلام برئاسته من اجل بلورة اقتراح الوساطة الامريكي بين اسرائيل والفلسطينيين. جميع اعضاء الطاقم، قال روس، اعتقدوا أنه يجب تقديم اقتراح جغرافي قائم على أساس حصول الفلسطينيين على اراضٍ تساوي في حجمها الاراضي التي تم احتلالها عام 1967 مئة بالمئة. جميعهم اعتقدوا ذلك. لكن الاقتراح الذي تم تقديمه كان مختلفا، ومنحت اسرائيل 3 بالمئة اضافية من اراضي الضفة الغربية. ذات مرة سألت روس لماذا؟ فأجاب إن طاقم السلام لم يتصرف بشكل ديمقراطي، وهو كرئيس للطاقم لم يكن يعتقد أن مكانة الفلسطينيين مثل مكانة المصريين الذين حصلوا على 100 بالمئة من اراضيهم أو السوريين الذين اقترحت عليهم 100 بالمئة. اضافة الى ذلك فان الرئيس بيل كلينتون لم يكن ليقبل ذلك أبدا. قال روس.
صائب عريقات قال لي ذات مرة، لم يكن بيننا وبينكم اتفاق أبدا، كان الوسيط الامريكي يقدم الاقتراحات التي تناسب رئيس الحكومة الاسرائيلي. وهو على حق.
اهارون ميلر، من طاقم السلام الامريكي، تحدث ذات مرة عن كيفية تحول الوساطة الامريكية الى أحادية الجانب. ميلر قال أنا كنت هناك حينما تبدلت السلطة بين جورج بوش الأب والرئيس كلينتون، والازمة الكبيرة التي حدثت بين الادارة الامريكية وبين حكومة شمير حول الضمانات، حيث أخذت الادارة الامريكية على عاتقها عدم تكرار تلك الازمة وعدم التصادم مع اسرائيل. يصل وزير الخارجية الامريكي الى بنيامين نتنياهو ويسمع منه كلمة "لا"، فيذهب الى أبو مازن وهو منكسر ليبشره أنه لم ينجح في الحصول على أي شيء من نتنياهو.
استمعت الى جون كيري في منتدى سبان، وهو لم يتصنع، انه حقيقة متفطر القلب وقلق. كان الانطباع هو أن اسرائيل تتدحرج بالفعل نحو حل السلطة الفلسطينية، انتفاضة ودولة ثنائية القومية. وقد قال في لحظة ما "تذكروا ما قلته لكم"، حيث كانت ملامح وجهه متكدرة.
في اليوم التالي وصلت هيلاري كلينتون الى منتدى سبان، وهي المرشحة الأقوى لاستبدال اوباما. أنا أراهن على أنها تفكر مثل جون كيري، لكنها تتحدث مثل كحلون، حيث يتم تشبيه العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة مثل العلاقة داخل العائلة، وبدل أن يهب الأب لمساعدة إبنه وهو يرى أنه سيصطدم بالجدار، فانه يهمس له بأن يحذر.