أصيب سبعة شبان بالرصاص واعتقل ثلاثة آخرون خلال عملية عسكرية خاطفة شنتها قوات الاحتلال في أطراف مخيم جنين، واستهدفت وفقا لادعاءات الاحتلال خلية مسلحة تابعة لكتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، ضالعة في تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية وإطلاق صواريخ نحو مستوطنات في الأشهر الأخيرة.
وفي التفاصيل، روى شهود عيان لـ"الأيام"، أن قوات خاصة من وحدات "المستعربين" تسللت إلى منطقة "الجابريات" المطلة على المخيم في جهته الجنوبية، بمركبة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية، وحاصرت منزل عائلة الشهيد يوسف شريم الذي اغتالته قوات خاصة قبل شهور وسط مدينة جنين برفقة الشهيد نضال خازم.
وروت والدة الشهيد شريم: "عند العاشرة والنصف صباحا كنت أجهز الطابق الثاني من المنزل استعدادا لإطلاق سراح ابني من سجون الاحتلال قريباً، فسمعت حركة غريبة في الخارج، وإذا بجنود الاحتلال يحاصرون منزلنا ومنزل شقيق زوجي، ويهمون بتفجير الطابق الأرضي، وعندما شاهدوني في الطابق الثاني أخذوا يصرخون علي وطلبوا مني بالوقوف وعدم التحرك، وأخذ أحد الجنود يصرخ بأعلى صوته أين الشباب وأين السلاح؟، فأجبته: ما عندنا لا شباب ولا سلاح".
وأضافت شريم: "احتجزوني داخل غرفة في الطابق الثاني، وكانت ابنتي تصرخ من شدة الخوف وهي داخل غرفتها في الطابق الأول، وشاهدت أحد الجنود يهم بإلقاء قنبلة كانت بحوزته داخل المنزل، فصرخت عليه أن لا يفعل ذلك حتى لا تصاب ابنتي بأذى".
وتابعت: "أخضعني أحد ضباط المخابرات للتحقيق الميداني حول الشاب ورد شريم، وعندما أجبته بعدم معرفتي به، هدد بتفجير المنزل حيث قام عدد من الجنود بتمديد الأسلاك استعدادا لتفجيره، وعندها أجبرنا الجنود على مغادرة المنزل صوب منزل أحد الجيران، وسرعان ما سمعنا دوي انفجار، وعندما عدنا وجدنا كل شيء داخل المنزل مدمرا بالكامل بسبب التفجير، بدون أي مبرر".
وفور اكتشاف تسلل القوات الخاصة إلى محيط مخيم جنين، أطلق مقاومون صفارات الإنذار وهي إشارة على تعرض المخيم لعملية اقتحام من قوات الاحتلال، التي سرعان ما بدأت تدفع تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيطه وسط اشتباكات مسلحة.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة مواطنين من مخيم جنين، بينهم اثنان مصابان بالرصاص، هم: ورد شريم، ومعتصم جعايصة، وعبد الله صبح.
وقال والد المعتقل عبد الله صبح، إن نجله نجا من عدة محاولات اغتيال كان أبرزها تفجير المركبة التي كان بداخلها قبل عدة شهور، ما أدى إلى إصابته إصابات بليغة ونجا من الموت بأعجوبة، وأصيب خلال الهجوم الجوي والبري على المخيم في الثالث من تموز الماضي بشظية صاروخ في بطنه، مشيرا إلى أنه تلقى تهديدات كثيرة من قبل مخابرات الاحتلال بتصفية نجله، وضيقوا الخناق على عائلته التي كان منزلها هدفاً دائماً للتخريب والدهم والتفتيش من قبل جيش الاحتلال، وذلك في سبيل الضغط عليها لتسليم نجلها المطارد.
وقالت كتيبة جنين التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي: تمكن مقاتلونا من اكتشاف القوة المتسللة واستهدافها بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص وخوض اشتباك مباشر معها، ووجهوا ضربات مكثفة صوب قوات الاحتلال وآلياته التي وصلت للحي الغربي، واستهدفوا طائرات الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص وتمكنوا من إسقاط إحداها والسيطرة عليها، فيما تمكنت وحدة الهندسة في كتيبة جنين من تفجير سلسلة من العبوات المعدة مسبقا بآليات الاحتلال محققين إصابات مباشرة فيها".
وأظهرت مقاطع مصورة تداولها، لحظة اقتحام قوات الاحتلال منزل أمين سر حركة فتح في إقليم جنين عطا أبو ارميلة والواقع في منطقة "الجابريات"، وأخرى لمروحية عسكرية إسرائيلية حطت في منطقة جبلية جنوبي المخيم في مهمة لنقل مصابين اثنين على الأقل من الشبان الثلاثة والذين اعتقلتهم قوات الاحتلال.
وقالت كتائب "شهداء الأقصى" الذراع العسكري لحركة فتح، إن مقاتليها استهدفوا قوات وآليات الاحتلال بالرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي استخدم لأول مرة طائرة انتحارية مسيرة من نوع "ماعوز" خلال عملية قصيرة في جنين بعد أن استخدمها لأول مرة في الضفة الغربية خلال عملية جنين الواسعة "بيت وحديقة" قبل نحو شهرين.
وأضافت الصحيفة: "مجموعة من المطلوبين المستهدفين كانوا يحاولون الفرار بمركبة، فتم استهدافهم وإصابة ثلاثة منهم واعتقالهم ووصفت جروح أحدهم بأنها خطيرة، ويبدو أن الجيش لم يكن يريد الفشل باعتقالهم نظرا لخطورة الخلية التي خططت لسلسلة هجمات خطيرة ولمسؤوليتها عن محاولات إطلاق صواريخ من جنين".
وقالت صحيفة "مكور ريشون" إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة من عناصر حركة "حماس" مع قائدهم في مخيم جنين، ونقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن المطلوبين الذين تم اعتقالهم هم عناصر من "كتيبة العياش" والذين حاولوا إطلاق صواريخ بدائية الصنع تجاه المستوطنات ست مرات خلال الأشهر المنصرمة، وهم يقولون إنهم ينتمون للجناح العسكري لحركة حماس، وتم اعتقال قائدهم عبد الله صبح.
وقال جيش الاحتلال في بيان مشترك مع "الشاباك" وقوات "حرس الحدود"، إن القوات اعتقلت 3 من عناصر حركة حماس، أحدهم قيادي كبير هو عبد الله حسن محمد صبح من بلدة برقين غرب جنين، وبرفقته ورد شريم ومعتصم جعايصة من مخيم جنين، فيما عثرت القوات على سلاح من نوع "M16" يتبع لأحد المعتقلين، مضيفاً، إنه خلال الاقتحام، تم رصد مطلوبين مسلحين في أحد المباني وأطلقت القوات النار عليهم ووقعت إصابات في صفوفهم، كما أطلق مسلحون آخرون النار تجاه القوات التي ردت بالمثل.
وادعى أن المعتقل صبح، يعد ناشطا بارزا في "حماس"، وتم إعلانه كمطلوب مهم للجيش بسبب تنفيذه سلسلة عمليات إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة وتجهيز سيارات مفخخة ومحاولاته إطلاق صواريخ، فيما شارك شريم في عدة عمليات إطلاق نار وعمليات مسلحة أخرى بالتعاون مع عبد الله صبح وآخرين، حسب زعم بيان الاحتلال، والذي أكد أنه تم تحويل المعتقلين للتحقيق لدى "الشاباك".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف