كشف تحقيق أجرته صحيفة «هآرتس» العبرية ونشرته أمس، تفاصيل مروّعة، عن قيام مجندتين في جيش الاحتلال بإجبار 5 فلسطينيات من الخليل على التعري، خلال اقتحام منزل عائلتهن في شهر تموز الماضي.
وجاء في التحقيق أن قوة مكوّنة من 50 جندياً اقتحموا ليلة العاشر من تموز الماضي منزل عائلة مواطن جنوب الخليل، برفقة مجندات وكلاب هجومية.

وذكرت الصحيفة، أن مجندتين مقنعتين أرغمتا 5 نساء على خلع ملابسهن بالكامل، حيث تم إدخالهن إلى غرفة الأطفال في المنزل، وأُرغمن على خلع ملابسهن أمام الأطفال تحت تهديد مهاجمة الكلاب لهن.
وقالت إحدى النساء التي أرغمت على التعري، «إن المجندات طلبن منها خلع ملابس الصلاة وبعدها خلع بقية الملابس، وبعد رفضها جرى تهديدها عبر أحد الكلاب الهجومية وكل ذلك أمام أطفالها الفزعين».
وأفادت السيدات أن كاميرات توثيق كانت مركبة على خوَذ المجندات وبالتالي فقد جرى توثيق العملية، «حيث جرى احتجاز الرجال في غرفة والنساء في غرفة أخرى»، وفق قولهن.
واكتشف أفراد العائلة، فور خروج الجنود، بحسب ما نقلته الصحيفة عنهم، «اختفاء كيس يحتوي على مجوهرات من ذهب، كان قد اشتراها الابن الأصغر من أجل زواجه القريب، وتبلغ قيمتها نحو 40 ألف شيكل (نحو 11 ألف دولار)».
وقدّم أفراد العائلة شكوى لدى الشرطة في مستوطنة «كريات أربع»، حيث قيل لهم إن شيئاً لم يُسرق منهم لكنهم أصرّوا على حدوث السرقة، وفي اليوم التالي استدعتهم الشرطة لاستلام المجوهرات، وقالت لهم إن «الجنود ظنوه كيس رصاص»، كما نقلت الصحيفة عن العائلة أنها فقدت أيضاً مبلغاً من المال، ولم تستعده.
بدوره، قال الناطق بلسان جيش الاحتلال، «إن معلومات استخباراتية وصلت الجيش بوجود سلاح M16 في البيت، وبالتالي فقد تم القيام بتفتيش دقيق وذلك عبر التفتيش الجسدي»، مدعياً بعدم وجود كاميرات على خوذ المجندات.
وتقول منال الجعبري الحقوقية في منظمة «بتسيلم» اليسارية الاسرائيلية، إنه في الآونة الأخيرة وثقت 20 حالة من هذا القبيل، وهناك تزايد واضح في إجبار السيدات الفلسطينيات على التعري تحت تهديد السلاح واستخدام الكلاب البوليسية.
وأشارت الجعبري إلى أن السيدات الفلسطينيات اللواتي تعرضن لهذه التجربة يرفضن إجراء مقابلات والحديث عن ذلك، لكن أفراد هذه العائلة التي تعرضت لهذه الواقعة تحدثوا بتفاصيل عما جرى.
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن قيام مجندات في جيش الاحتلال بإجبار مواطنات على خلع ملابسهن، يعبر عن مدى الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه جيش الاحتلال وحكومته.
وطالب فتوح، في بيان، مساء امس، الأمم المتحدة والمنظمات والبرلمانات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بفتح تحقيق في هذا الاعتداء، الذي يمس جميع أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف إن هذا الاعتداء هو انتهاك لإنسانية الفرد وحريته ولمبادئ اتفاقية جنيف التي تحمي النساء والأطفال من الابتزاز والتحرش.

وبهذا الصدد، دعا الحراك الشبابي في الخليل إلى مسيرات غضب اليوم بعد صلاة الظهر على دوار ابن رشد عقب الجريمة الواضحة والحدث الشنيع.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف