- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2023-12-22
علق خبير الاقتصاد والتشريعات المالية المصري عمرو يوسف على دور قناة السويس واحتمال ظهور بدائل عنها، بعد تغيير بعض الشركات التجارية وجهة سفنها عن البحر الأحمر في ظل هجمات الحوثيين.
وقال يوسف في تصريح لـRT: "من وسط أحداث متواترة تأتي بين الحين والآخر شائعات تخص وجود بديل لقناة السويس لتأتي الأحداث الأخيرة بالبحر الأحمر لتشكل موجه جديدة من التوتر اللوجيستي حول العالم، لتغير معها خمسون ناقلة تقريبا وفقا للبيانات الرسمية خطتها الملاحية واستخدام رأس الرجاء الصالح بديلا عن قناة السويس ليثور الحديث حول إمكانية الاستغناء في المستقبل القريب عن قناة السويس، ومن ثم التأثير على اقتصاد مصر باعتبار أن قناة السويس ضمن أهم مصادر الإيرادات العامة ومكون رئيس لحجم الموارد المالية داخل الموازنة العامة للدولة".
وأوضح يوسف أن ذلك لا يعدوا مجرد تخوفات لا أساس لها من الصحة أو هناك تضخيم لما يحدث حاليا، حيث إذ ما تم مقارنة عدد السفن المارة بقناة السويس وطبقا للأرقام الرسمية والتي بلغت خلال الشهر المنصرم أكثر من 2000 قطعة بحرية لتكون نسبة ما تم تحويل مساره لرأس رجاء الصالح لا يتجاوز نسبة الـ2.5%، غير أن وفي الواقع العملي لا بديل حتى اللحظة ومنذ عقود لقناة السويس، حيث العبور الأسرع للسلع والخدمات والذي يختزل معه عاملي الزمن والتكلفة فضلا عن وجود الخبرات المهنية والخدمات اللوجستية والتي لا غنى عنها للسفن المارة.
وأشار إلى أن ذلك لم مؤثر حتى اللحظة على حجم الإيرادات المنتظرة لمصر مقابل العبور، موضحا أنه منذ القدم وحتى الوقت الراهن لا بديل للقناة المصرية يمكن أن يلبي ما تقدمه قناة السويس من خدمات. وتواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية بث رسائل تخويف لمصر من عواقب هجمات الحوثيين على السفن، ولاسيما بعد إعلان القاهرة أنها لن تتدخل ضد الحوثيين.
وتحت عنوان "التهديد الحوثي: مصر في مركز الأضرار الاقتصادية"، قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" إن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بإسرائيل تتضاءل مقارنة بخطر الأضرار التي تلحق بمصر.
وأضافت الصحيفة: "ستتضرر مصر بشدة بسبب تعليق حركة المرور في قناة السويس، فإن إغلاق حركة المرور في البحر الأحمر سيضع مصر وكذلك الأردن في حصار بحري كامل".
وتابعت: "أدى تزايد تهديد الحوثيين لحركة النقل البحري في البحر الأحمر إلى إحداث هزة في سوق النقل البحري العالمي، حيث يمر نحو 30% من تجارة العالم بالحاويات، ونحو 12% من تجارة العالم البحرية في النفط، عبر باب المندب المصري والبحر الأحمر وقناة السويس".
وقالت: "بعد إعلان كبرى شركات الشحن العالمية وشركة النفط بي بي عن تغيير مسار سفنها عبر البحر الأحمر ومنه إلى قناة السويس، تحولت الحادثة من أزمة إسرائيلية محلية إلى أزمة مصرية وعالمية".
وكتبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "مصر أصبحت الضحية الرئيسية لانضمام الحوثيين إلى الحرب في غزة بمنعهم السفن القادمة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر من عبور مضيق باب المندب".
وقالت إنه "بالرغم من الخسائر الجمة المتوقعة للاقتصاد المصري بسبب انخفاض حاد متوقع في إيرادات قناة السويس إلا أن مصر حتى الآن مترددة في الانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وكذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية".