يزعم الجيش الإسرائيلي أن بين الذين قتلوا في غزة يوجد حوالى 9 آلاف مقاتل، يصفهم بأنهم "مخربون"، لكن ضباطاً إسرائيليين في الخدمة العسكرية الدائمة والاحتياط "يشككون جداً" في صحة معطيات الجيش وبأن هؤلاء القتلى هم مقاتلون، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "هآرتس"، أمس.
وأضاف الضباط: إنه "ليس مستبعداً أن فلسطينيين الذين لم يلمسوا سلاحاً طوال حياتهم، تمّت ترقيتهم إلى رتبة مخرب بعد موتهم". وقال أحد الضباط الإسرائيليين في الاحتياط وشارك في القتال بقطاع غزة: إن "المخرب، باختصار، هو أي شخص قتله الجيش الإسرائيلي داخل منطقة القتال مع القوة العسكرية".
وشكك ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي بالمعطيات التي ينشرها الجيش. "إنه لأمر مذهل سماع التقارير حول كم مخرباً قتلت القوات بعد أي عملية عسكرية. وبعد نصف سنة على القتال لا ينبغي أن تكون عبقرياً كبيراً كي تدرك أنه لا يهرول الآن عشرات المسلحين، حاملين أسلحتهم ويقاتلون الجيش الإسرائيلي، في أحياء خان يونس أو جباليا".
وأضاف ضابط في الاحتياط حول طبيعة القتال في القطاع، حالياً، إنه "في غالب الأحيان يختبئ مخرب، أو اثنان – ثلاثة، داخل مبنى ويكتشف مكانهم جنود مع وسائل خاصة ودرونات" أي طائرات مسيّرة صغيرة.
وأفادت الصحيفة بأن مجموعة من عناصر الاحتياط والجنود، الذين شاركوا في العمليات العسكرية في القطاع، يشيرون إلى "السهولة التي يدخل فيها قتيل فلسطيني إلى فئة معينة بعد موته. ويبدو أن السؤال هو ليس ماذا فعل، وإنما أين قُتل".
ويطلق الجيش الإسرائيلي على مناطق القتال تسمية "مناطق الإبادة"، وهي عبارة عن منطقة تتمركز فيها قوات، داخل بيت مهجور في غالب الأحيان، وتتحول المناطق من حوله إلى "منطقة عسكرية مغلقة" غير معلنة.
وقال ضابط في الاحتياط: إنه "في أي منطقة قتال يحدد الضباط مناطق إبادة. وهذه تعني أنه توجد خطوط حمراء واضحة يحظر على أي أحد، ليس جزءاً من قوات الجيش الإسرائيلي، الدخول إليها، بهدف منع إمكانية استهداف القوات في المكان".
وأضاف الضابط نفسه: إنه "عندما يدخل أشخاص، خاصة الرجال، إلى منطقة الإبادة، يصدر الأمر العسكري بإطلاق نار، بهدف القتل أيضاً، وحتى إذا لم يكن ذلك المشتبه مسلحاً". وأشارت الصحيفة إلى أنه بهذه الطريقة قتلت القوات الإسرائيلية ثلاث رهائن إسرائيليين بعدما هربوا من الأسر.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد المدنيين الفلسطينيين إلى استشهدوا في "مناطق الإبادة" ليس واضحاً. وقال جندي: إنه "لم نتلق تعليمات بشأن إطلاق النار، ولا أذكر أنهم (الضباط) ركزوا على أي حدث".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف