- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2024-04-04
كشف تقرير صحافي عن سياسة إطلاق النار التي اتبعها الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة والتي اعتمدت بالأساس على نظام ذكاء اصطناعي حدد في بداية الحرب نحو 37 ألف فلسطيني على أنهم "أهداف بشرية" بناء على معلومات غير موثوقة تشير إلى أنهم ناشطون في حركة حماس، وسمح بقتل ما بين 15 و20 مدنياً كـ"خسائر جانبية" لعمليات استهداف الأهداف المزعومة.
جاء ذلك بحسب ما أكد ستة ضباط مخابرات، جميعهم شاركوا في الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 180 يوماً على غزة، في تقرير نشره موقع "سيحا مكوميت" أمس.
وكشف التقرير أن الجيش الإسرائيلية اعتمد في بداية الحرب على استخدام نظام الذكاء الاصطناعي المسمى "لافندر"، لتحديد ناشطين في حماس دون معلومات أو تدخل بشري في صنع عملية صنع القرار.
وبحسب التقرير، فإن نظام "لافندر" يعمل على تحديد "الأهداف" المحتملة لمهاجمتها وذلك عبر معالجة كميات كبيرة من البيانات، في عملية قللت من المشاركة البشرية في صنع القرار، بهدف "تسريع إنتاج الأهداف"، بوساطة أدوات "أوتوماتيكية وغير دقيقة، أدت إلى مقتل غير متورطين"، وأدرج النظام، في مرحلة ما، أسماء ما يصل إلى 37 ألف فلسطيني ضمن بنك الأهداف.
وكشف ضباط المخابرات أن المسؤولين في الجيش سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، خصوصاً خلال الأسابيع الأولى من الحرب، عبر اعتبارهم "خسائر جانبية" لعمليات الاستهداف التي حددها نظام "لافندر"، بحيث سمح بقتل من 15 - 20 مدنياً فلسطينياً خلال كل هجمة تستهدف "ناشطاً صغيراً في حماس"، في إشارة إلى فلسطينيين غير معروفين اعتبر نظام الذكاء الاصطناعي أنه عنصر في فصائل المقاومة.
"قنابل غبية" لتدمير المنازل بالكامل وقتل سكانها
ونقل التقرير عن أحد ضباط المخابرات قوله: "لم نكن مهتمين بقتل النشطاء العسكريين (لحماس) فقط عندما يكونون في منشأة عسكرية، أو أثناء قيامهم بنشاط عسكري. على العكس من ذلك تماماً، قصف الجيش منازلهم دون حساب، كخيار أول. من الأسهل بكثير قصف منزل العائلة. النظام مبني على تعقبهم ورصدهم في هذه المواقف".
وكشفت المصادر أن الجيش الإسرائيلي اتخذ قراراً بالاعتماد المباشر على "لافندر" في تحديد الأهداف بعد نحو أسبوعين على اندلاع الحرب، بعد أن كان النظام يستخدم كأداة لتقديم توصيات بهذا الشأن بعد أن "تحقق معدل دقة بنسبة 90% في التعرف على ناشطي حماس"، وأنشأ النظام قاعدة بيانات تضم عشرات الآلاف من الأفراد الذين صُنّفوا على أنهم أعضاء من ذوي الرتب المنخفضة في الجناح العسكري لحماس.
ونقل التقرير عن أحد ضباط المخابرات الذين استخدموا نظام الذكاء الاصطناعي قوله: "على حد علمي، هذا أمر غير مسبوق"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يثق بنظام "لافندر"، أكثر من ثقته بـ"الجنود الذين كانوا يندبون على شخص يعرفونه قتل في السابع من تشرين الأول - أكتوبر خلال مشاركتهم في الحرب"، معتبراً أن "النظام يعمل وفق حسابات باردة (من دون تأثير العواطف) ويجعل الأمر أسهل".
وكشف التقرير أن الجيش سمح بقتل 15 أو 20 مدنياً كـ"خسائر بشرية" خلال الغارات الجوية على مسلحين ذوي رتب منخفضة.
وقالت المصادر إن الهجمات على مثل هذه الأهداف تُنفذ عادة باستخدام ذخائر غير دقيقة (قنابل غبية - غير موجهة)، تؤدي عادة إلى تدمير منازل بأكملها وقتل جميع ساكنيها. وقال أحد ضباط المخابرات: "لا نريد أن تضيع قنابل باهظة الثمن على أشخاص غير مهمين، فهي مكلفة للغاية بالنسبة لنا وهناك نقص في الذخيرة".