في ظل الأجواء الحارة الشديدة التي تسود قطاع غزة، يلجأ الأطفال في مخيمات النزوح بمدينة رفح إلى طرق بسيطة للتغلب على ارتفاع درجات الحرارة التي بدأت تتراوح بين 25 و27.
وأمام خيمهم البدائية، يعمد الأطفال إلى سكب الماء على أجسادهم بشكل متكرر، سعياً للتخفيف من شدة الحرارة المرهقة، حيث لا خيار آخر يمكنهم اتخاذه.
ومع بداية مجيء فصل الصيف، لا تزال الحرب الإسرائيلية مستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، ما يزيد من صعوبة الوضع الإنساني لسكان قطاع غزة.
ويعيش عشرات آلاف المواطنين في مخيمات بدائية بمدينة رفح ومناطق متفرقة في قطاع غزة، نتيجة لعمليات النزوح القسري التي نتجت عن الحرب والقصف الذي طال منازلهم.
وتفتقر تلك الخيام، المصنوعة من النايلون والقماش البالي، لمقومات الحياة البشرية، وذلك خاصة في ظل شح مياه الشرب.
وبجانب خيمتهم، وبين يديها زجاجة ماء صغيرة قامت الطفلة نرمين رزق (9 سنوات) بثقب الزجاجة، ثم بدأت في رش الماء على شقيقها، في محاولةً لتخفيف درجات الحرارة المرتفعة.
ويلجأ النازحون إلى النوم خارج خيمهم ليحظوا بقليل من الهواء البارد الذي يفتقرون إليه داخل الخيمة، ويصفون الخيمة التي تفتقر لوسائل التهوية والتبريد من الداخل بـ"الفرن" الذي تشتعل فيه النيران بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ويهرب المواطن زياد عبد (44 عاماً)، الذي يعيل أسرة مكونة من 5 أفراد، للخارج من خيمته التي ترتفع بها درجات الحرارة، إلى مكان مظلل، برفقة أبنائه ليستمتعوا بالهواء.
وقال: "الوضع داخل الخيمة صعب جداً في ظل موجة الحر الشديدة التي بدأت تأتينا، وفي ظل عدم وجود وسائل تهوية". وأضاف: "بدأ الأطفال يعانون من انتشار الحبوب جراء ارتفاع درجات الحرارة، وهذه مأساة جديدة تواجهنا".
وأشار إلى أنه ليس لديهم بديل سوى تلك الخيمة التي نزحوا إليها بعد قصف منزلهم في شمال قطاع غزة، وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأوضح أنهم يواجهون صعوبة في الحصول على مياه الشرب في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ما يتطلب نقلها من أماكن بعيدة، وهو أمر يزيد في تعقيد الأوضاع خاصة في شهر رمضان.
من جهته، قال المواطن فكري عبد اللطيف (33 عاماً): "نزحنا من مدينة خان يونس إلى مدينة رفح في فصل الشتاء، حيث عانينا من هطول الأمطار، والآن نعاني من ارتفاع درجات الحرارة". وأضاف: "الخيمة من الداخل ترتفع بها الحرارة بشكل كبير، وحالتنا صعبة".
بدوره، قال صابر يوسف، الذي نزح من مخيم النصيرات إلى مدينة رفح: "الجو حار بشكل كبير، ونحن نعيش في خيمة تفتقر لكل شيء، ونعاني ويلات النزوح وارتفاع الحرارة".
وأعرب المواطنون عن أملهم في وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والعودة إلى منازلهم والعيش بسلام.
ويقيم النازحون بمخيمات مؤقتة في مدينة رفح، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون و300 ألف نسمة، وذلك نتيجة للأوضاع الصعبة التي يواجهونها جراء الحرب، وفقاً لمسؤولين حكوميين في غزة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف