أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، مساء أمس، في بيان مقتضب، عن استشهاد الأسير القائد الوطني المفكر وليد دقة (62 عاماً)، داخل مستشفى "آساف هروفيه"، من مدينة باقة الغربية بأراضي الـ48، الذي أمضى بمعتقلات الاحتلال 39 عاماً؛ جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمد "القتل البطيء" التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.
وكانت محكمة الاحتلال رفضت، في شهر آب من العام الماضي، الإفراج المبكر عن الأسير المريض وليد دقة، ووقتها أكدت عائلته وحملة الإفراج عنه أنها ستستأنف على قرار عدم الإفراج المبكر للمحكمة المركزية.
كما طالب الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، في آذار العام 2023، بضرورة الإفراج الفوري عن الأسير المفكر والمبدع وليد دقة، الذي يعاني من مرض السرطان.
وتدهور الوضع الصحي للأسير وليد دقة منذ آذار من العام الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر من موعد تحرره السابق؛ نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد، إلى جانب إصابته بسرطان التليف النقوي في 18 كانون الأول من العام 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، والذي تطور عن سرطان الدم الذي شُخص قبل نحو عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي.
في نيسان من العام الماضي، خضع الأسير دقة لعملية جراحية جرى خلالها استئصال جزء من رئته اليمنى، ثم جرى نقله إلى "عيادة سجن الرملة"، وفي 22 أيار تعرض لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى "آساف هاروفيه"؛ جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال، بسبب الاختناق التنفسي الشديد جداً، والتلوث، وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة، بسبب قصور ملحوظ في عضلة القلب، وبعد ثلاثة أيام أعادت سلطة السجون الأسير دقة إلى "عيادة سجن الرملة"، ما تسبب له بتدهور جديد، ونقل مجدداً إلى مستشفى "آساف هاروفيه"، ثم أعيد إلى الرملة.
تعرض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال للاستيلاء على كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي والنقل التعسفي.
واعتقل الأسير دقة، في 25 آذار 1986 إلى جانب مجموعة من رفاقه وهم: إبراهيم أبو مخ، ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة.
يذكر أن الاحتلال أصدر بحقه حكماً بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقاً بـ37 عاماً، وأضاف الاحتلال في العام 2018 على حُكمه عامين ليصبح (39) عاماً.
يُشار إلى أن دقة أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم 24 أسيراً، حيث اعتقل في 25 آذار 1986، وارتبط العام 1999 بزوجته سناء سلامة، وفي شباط 2020، رزق وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة.
وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، وساهم معرفياً في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت".
وارتفع عدد الشهداء في سجون الاحتلال إلى 14، منذ بدء العدوان على شعبنا في السابع من تشرين الأول الماضي، وباستشهاده ترتفع حصيلة شهداء الحركة الأسيرة منذ العام 1967 إلى 251 شهيداً.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف