قال الطبيب الفرنسي رافائيل بيتي، إن إسرائيل "لا تلتزم بأي قواعد من قواعد القانون الإنساني الدولي"، وحذر من أنها "تعتزم ارتكاب إبادة جماعية وتدمير من تبقى من الشعب الفلسطيني"، في حال اجتياحها رفح.
وشبه بيتي قطاع غزة، الذي يشهد حرباً كارثية وحصاراً خانقاً مميتاً على يد إسرائيل منذ أكثر من نصف عام، بـ"معسكر اعتقال كبير في الهواء الطلق".
جاء ذلك خلال حديث طبيب التخدير الفرنسي وأستاذ طب الطوارئ، رافائيل بيتي، عن الأحداث التي شهدها في قطاع غزة حيث تواجد لأسبوعين تقريباً مع فريق أطباء فرنسيين.
وتوجه فريق مكون من 7 أطباء فرنسيين من بينهم الطبيب رافائيل إلى قطاع غزة في الفترة بين 22 كانون الثاني و6 وشباط، للعمل في المستشفى الأوروبي بغزة. وعاد رافائيل إلى فرنسا في 6 شباط، بعد أن عمل لمدة أسبوعين تقريباً في المستشفى المذكور.
وتحدث بيتي عن الصعوبات التي واجهها عندما قرر الذهاب إلى غزة للمساهمة في إسعاف المرضى. وقال، إن إسرائيل منعت المنظمات الدولية غير الحكومية من دخول المنطقة، تماماً كما فعلت مع الصحافيين.
وأضاف، "ولهذا السبب شكلنا لجنة لمتابعة ممارسات إعاقة أنشطة المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال مساعدة المدنيين، ذلك أن هذا النوع من الممارسات مخالف للقانون الإنساني الدولي".
وأوضح بيتي أن "الفريق الطبي الفرنسي وصل إلى غزة بعد انتظار دام 4 أشهر، بفضل منظمة أميركية غير حكومية كانت لها صلاحية الدخول إلى المنطقة".
وذكر أنه التقى مسؤولين بوزارة الصحة في غزة والجمعيات العاملة في المنطقة ووكالة الغوث "الأونروا"، مشددا على أهمية دور "الأونروا" في مد يد العون للمدنيين في المنطقة.
وعن فظاعة المشاهد التي كان شاهداً عليها في غزة، قال بيتي، إن الوضع في المستشفى الأوروبي بقطاع غزة كان "كارثياً" بكل معنى الكلمة، مشيراً إلى أن المدنيين والأطفال كانوا يفترشون الممرات في المستشفى.
وأوضح أن المستشفى يقدم الخدمات الطبية لنحو 3 آلاف شخص بـ 900 سرير، علماً أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى تبلغ 400 سرير فقط. ولفت إلى أن 25 ألف شخص يتواجدون حول المستشفى للحصول على دعم طبي.
وأوضح أن الناس كانوا يقيمون في خيام منصوبة على عجل بمواد بسيطة حول المستشفى، وأن الأشخاص الذين يعيشون حول المستشفى بحاجة لدعم صحي عاجل، وأن موظفي غرفة الطوارئ يعانون الإرهاق ويهرعون بين الممرات لمواكبة الحالة الصحية لأعداد كبيرة من المرضى.
وقال، "في الوقت نفسه، تنقل سيارات الإسعاف المزيد من المرضى إلى المستشفى، في ظل استمرار القصف والعمليات العسكرية، فيما يفترش المصابون والمرضى الممرات في المستشفى ومحيطها".
ونوه بيتي إلى أن العدد الكبير من المرضى والمصابين يضع الأطباء في موقف يصعب فيه إجراء تقييم لحالات المرضى حسب الخطورة وإدخال الحالات الأخطر إلى المستشفى.
وعن الوضع داخل المستشفيات، قال الطبيب الفرنسي، "كنّا نعمل في بيئة من الفوضى العارمة. الأدوية والإمدادات مفقودة. كل شيء مفقود".
وأضاف، "لهذا السبب يموت الكثير من الأشخاص بينما كان من الممكن إنقاذهم. وخاصة أولئك الذين يعانون من إصابات في الرأس وتركوا للموت في ظل عدم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية في وحدة العناية المركزة".
وأشار إلى أن "العديد من الأشخاص ماتوا في مثل هذه الحالة، وتم بتر أطراف أشخاص آخرين، لعدم وجود المعدات الطبية اللازمة".
وأكد، "الوضع حقاً فظيع ورهيب. المستشفى لم يكن مكاناً آمناً. فقد تعرض للقصف وسقطت قنابل على بعد حوالى 100 أو 200 متر منا. كان الانفجار عنيفا للغاية لدرجة أن جزءا من السقف المعلق قد تطاير".
وعن عملية اقتحام مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، قال الطبيب الفرنسي، إن "قوات الاحتلال هاجمت المستشفى وحاصرته ومنعت المرضى من الدخول والخروج من المستشفى".
وبيّن أن "الطاقم الطبي تعرض للاختطاف من قبل قوات الاحتلال للاستجواب، كما قامت تلك القوات بتوقيف ممرضة تعمل في المستشفى واحتجازها في النقب لمدة 32 يوماً معصوبة العينين".
وذكر أنه "تم تهجير الناس قسراً. سكان القطاع يعيشون بلا منازل أو طعام ومواد طبية، والقطاع عبارة عن معسكر اعتقال في الهواء الطلق".
وقال، "من الواضح ارتكاب إسرائيل العديد من الجرائم ضد الإنسانية في غزة، في ظل توقف المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة وموت الناس جوعا هناك".
وحذّر من أنه "في حال قررت إسرائيل مهاجمة رفح الآن، فيمكننا القول، إن تل أبيب تعتزم ارتكاب إبادة جماعية وتدمير من تبقى من الشعب الفلسطيني. إنها لا تلتزم بأي قواعد من قواعد القانون الإنساني الدولي".
وشدد بيتي على "ضرورة إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار في المنطقة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، لا سيما أن شاحنات المساعدات تقف على مسافة 15 إلى 20 كيلومترا عن الحدود المصرية".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف