ينظر تلاميذ في العاشرة من العمر إلى مدارسهم المدمرة في غزة ويتألمون، بينما يتذكرون ما فقدوه من التعليم والوقت الذي قضوه مع الأصدقاء في أفنيتها بعد اندلاع الحرب قبل أكثر من ستة أشهر، والتي أصابتهم بصدمة.
وقال عابد القرا، التلميذ بالصف الخامس بينما كان يتفقد الأضرار مع صديقه محمد الفجم في بني سهيلا بشرق مدينة خان‭‭ ‬‬يونس في جنوب قطاع غزة: "كنا ندرس في هذه المدارس، كنا نلعب في الساحة ونخرج نتجول في الصفوف ويأتي المدير ويوزع علينا الكتب. كنا ننزل هناك ونرى الناس ونقف على بوابة المدرسة. كنا عايشين يعني".
أحدث الرصاص ثقوباً في المباني وتناثرت الأوراق في الفصول الدراسية المدمرة وتمزقت الملصقات على الجدران وتلفت الكتب.
وكل هذا تذكير قاسٍ بما فقده أولئك الذين يمثلون مستقبل غزة من تعليم وأحلام منذ اندلاع الصراع في السابع من تشرين الأول في القطاع المكتظ بالسكان، الذي يعاني نقصاً حاداً في المياه والغذاء والدواء والرعاية الصحية.
وتشن إسرائيل حرباً على القطاع تقول السلطات الصحية في غزة إنه أسفر عن مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني، وسوى جزءا كبيراً من مباني غزة بالأرض، بما في ذلك المدارس التي لها مكانة كبيرة في مجتمع يشكل فيه الأطفال حوالى نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون في غزة.
وصار تلاميذ صغار متعطشون للتعلم يتساءلون إذا ما كانوا سيستطيعون حزم كتبهم والعودة إلى المدرسة مجدداً.
وسكان غزة كباراً وصغاراً في حاجة ماسة لرؤية أي مؤشر على أن القتال سينتهي، لكن لا يوجد شيء.
وجلس المدرس محمد الخضري على الأنقاض وكتب على قطعة من الورق ما عبر فيه عن الخراب الهائل الذي أصاب منظومة التعليم بجميع مراحلها، من رياض الأطفال إلى الجامعات.
وقال: "نحن نهيب بالجميع الاهتمام بالعملية التعليمية (في غزة) وإعادة التعليم إلى ما قبل الحرب".
ومع ذلك فإن البعض لم يفقد الأمل مثل محمد الفجم التلميذ بالصف الخامس.
وقال: "أنا من الأوائل.. احصل 98 أو 100 (بالمئة).. كنت من الأوائل".
وأضاف: "نريد أن نعمل خياماً وندرس فيها. سندرس في الخيام مهما كان الثمن".
ويشير بحسرة نحو مدرسته قائلاً: انظر صفنا كيف احترق. انظر غرفة المدير الذي كان يوزع الكتب والحلويات والألعاب".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف