نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في يومه الـ198 على التوالي، ورصدت أبرز القصص التي تُوثق المعاناة الإنسانية، وتُظهر مآسي المواطنين ومعاناتهم المتفاقمة، خاصة في ظل تصاعد المجازر على محافظة رفح، واكتشاف مقبرة جماعية جديدة في خان يونس.
ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام" مشهد يوثق تصاعد المجازر وعمليات القصف التي تستهدف محافظة رفح، ومشهد آخر تحت عنوان: "إنقاذ جَنين من رحم أمه الشهيدة"، ومشهد ثالث يرصد العثور على مقبرة جماعية في ساحة مجمع ناصر الطبي بمحافظة خان يونس، ومشهد رابع يرصد استياء المواطنين جراء آلية توزيع المساعدات القائمة.

رفح في عين العاصفة
صعّد الاحتلال هجماته الجوية على محافظة رفح جنوب قطاع غزة، بشكل لافت خلال الأيام القليلة الماضية، وارتكبت قوات الاحتلال مجازر واسعة في المحافظة، وسط مخاوف من أن يكون الهجوم الجوي المذكور، مقدمة لاجتياح المحافظة، وهو السيناريو الذي تكرر خلال الأشهر الماضية، قبل اجتياح أي منطقة في القطاع.
وتعرضت منازل معظمها مأهولة لقصف إسرائيلي مباغت، ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء، وعدد كبير من الجرحى.
فخلال الساعات الماضية ارتكبت قوات الاحتلال ثلاث مجازر على الأقل، راح ضحيتها أكثر من 30 شهيداً، بقصف منازل رضوان، وعبد العال، وجودة، وغيرها من المنازل.
وأكد أطباء في مستشفيي الكويت وأبو يوسف النجار في رفح، أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت توافد عدد كبير من الشهداء والجرحى إلى مستشفيات المحافظة، خاصة خلال ساعات الليل، مع الملاحظة أن أغلب الشهداء هم من الأطفال، وبعضهم مواليد جدد، وكانوا يصلون بأغطية النوم، إذ جرى استهدافهم وهم نيام.
وقال المواطن يوسف عرفات، الذي شارك في انتشال جثامين وجرحى من منزل تعرض للقصف شرق رفح، إن الجميع لاحظوا أن هناك تركيزاً غير مسبوق على مدينة رفح، خاصة بعد انسحاب آليات الاحتلال من مخيم النصيرات، ولا تمرّ ليلة دون غارات إسرائيلية تستهدف المنازل، وترتكب مجازر.
وأشار إلى أن الجميع يُدرك أن هذه الاستهدافات لها ما بعدها، وثمة ترقب لما قد تحمله الأيام المقبلة من أحداث وتطورات في مدينة رفح.
ورغم أن محافظة رفح لم تتعرض لعدوان بري حتى الآن، إلا أنها شهدت على مدار الأشهر الستة الماضية غارات جوية عنيفة، واستهداف مئات المنازل، ما تسبب بسقوط آلاف الشهداء والجرحى.

إنقاذ جَنين من رحم أمه الشهيدة
رغم كم الشهداء والجرحى الكبير الذي وصل بصورة متزامنة إلى مستشفى الكويت التخصصي في محافظة رفح، وهو مستشفى صغير، إلا أن الأطباء تنبهوا سريعاً إلى أن من بين الشهداء امرأة حاملاً، وبدا أنها في مراحل متقدمة من الحمل، فكان القرار السريع، شق بطنها في محاولة لإنقاذ الجنين، لاسيما أن وقتاً قصيراً مضى على استشهادها.
وبالفعل سارع الأطباء بإجراء العملية للشهيدة بينما كانت على سرير قسم الاستقبال، وأخرجوا الجنين من رحم أمه وهو على قيد الحياة، لكنه كان في وضع صحي سيئ.
وسارع الأطباء بإجراء محاولات إنعاش، باستخدام الأكسجين، وتدليك منطقة الصدر، حتى عاد له التنفس بعد وقت قصير.
ووفق أطباء في المستشفى فقد جرى استدعاء طبيب حضانة، سارع إلى التعامل مع الجنين "أنثى"، حتى بدأت حالتها تتحسن، واستقر وضعها، وجرى تحويلها إلى مستشفى غزة الأوروبي، لإجراء فحوص طبية، والاطمئنان أكثر على حالتها.
وأكد الأطباء أنه كان يجب إجراء محاولة لإنقاذ الجنين، وقد نجحوا في ذلك. واستشهد ذوو الجنين، وهم والدها شكري جودة، وأمها صابرين جودة، وشقيقتها الطفلة ملاك، ما يعني أنه في حال كتبت لها النجاة ستكون هي الناجية الوحيدة من عائلتها.
يذكر أنها المرة الثانية التي يتمكن الأطباء من إنقاذ جنين من رحم والدته الشهيدة، فقد حدثت حالة مماثلة بداية العدوان في رفح، وجرت بإمكانات متواضعة، وعلى سرير قسم الاستقبال في المستشفى.

مقبرة جماعية في ساحة مجمع ناصر الطبي
بعد بحث استمر عدة أسابيع، عثرت فرق الإنقاذ على مقبرة جماعية تضم جثامين عشرات الشهداء، الذين قام جيش الاحتلال بإعدامهم، ودفنهم في ساحة مجمع ناصر الطبي غرب محافظة خان يونس، جنوب القطاع.
ومنذ ساعات صباح أمس، بدأت فرق الإنقاذ من الدفاع المدني، بالتعاون مع عشرات المواطنين، بحفر الأرض داخل ساحات المجمع، وجرى إخراج عشرات الجثامين، جميعها متحللة، حيث أكدت مصادر مطلعة أنه جرى انتشال أكثر من 60 جثماناً خلال الساعات الماضية، وسط توقعات بأن يكون العدد أكبر من ذلك، مع التأكيد على استمرار عمليات البحث والحفر خلال الساعات المقبلة.
وذكر شهود عيان أن بعض الشهداء كانوا أشلاء، وهناك جثامين لنساء وأطفال، والواضح أن معظمهم سقطوا جراء إطلاق النار عليهم، وبعضهم كانوا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، ما يدل على أنهم تعرضوا للإعدام وهم معتقلون.
بينما توافد ذوو مفقودين إلى المجمع منذ ساعات الصباح، لرؤية الجثامين، في محاولة للتعرف على أبنائهم المفقودين منذ مدة.
وشوهد مواطنون ينقلون جثامين بعض أقربائهم من المقبرة الجماعية في مجمع ناصر، بعد التعرف عليهم، من خلال ملابسهم، أو بعض العلامات الأخرى، فيما تم تجميع باقي الجثامين، تمهيداً للصلاة عليها، ودفنها في مقابر خان يونس.
ولفت الدفاع المدني في قطاع غزة، إلى أنه بدأ عملية بحث وانتشال لعشرات الجثامين لشهداء جرى دفنهم بمقبرة جماعية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، وأن عملية الانتشال مستمرة، وقد تستغرق أكثر من يوم.
وتكرر في الآونة الأخيرة اكتشاف مقابر جماعية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة في مجمع الشفاء، ومستشفى ناصر، حيث يتعمد الاحتلال دفن الشهداء بعد قتلهم، في محاولة لإخفاء معالم جرائمه.

استياء جراء آلية توزيع المساعدات
جهر آلاف المواطنين بالشكوى جراء الآلية المتبعة حالياً في توزيع المساعدات الغذائية والخيام، والتي حرمت آلاف العائلات المحتاجة من الحصول على المساعدة.
وأكد مواطنون أنهم لم يتسلموا قدراً كافياً من المساعدات، بينما أشار آخرون إلى أن التوزيع يتم من خلال مؤسسات وجمعيات تهتم بمناطق على حساب أخرى، بينما يُحرم الكثيرون من تلك المساعدات.
وقال ياسر عطوة، وهو نازح يقيم شمال محافظة رفح، إن الجهة الوحيدة التي تقوم بتوزيع المعونات بشكل عادل ومنصف هي وكالة الغوث "الأونروا"، عدا ذلك هناك فوضى وغياب عدالة في عمليات التوزيع.
وبيّن أنه سمع بوصول كمية من لحوم الأضاحي المجمدة من السعودية، لكنه لم يرَ منها شيئاً، كما يشاهد طروداً غذائية توزع في الكثير من المناطق، ولم يتسلم وعائلته منها أي شيء.
وأوضح أنه بات يشعر بأن توزيع الطرود يتم في مناطق على حساب أخرى، إذ تحصل مناطق على حصص كبيرة، وأخرى يتم استثناؤها، أو أن التوزيع يتم حسب معارف الجهة التي تقوم بعملية التوزيع.
في حين قال المواطن محمود النجار، إن أكثر ما يحزنه رؤية كميات كبيرة من المساعدات تباع في الأسواق، منها معلبات، وتمور، وأرز، وغيرها، في حين لم يحصل المواطنون على أي منها.
ونوه إلى أن الكثير من العائلات النازحة بحاجة إلى خيام تؤويها، بينما تباع الخيام على الطرقات بأسعار تبدأ من 2500 شيكل، وهذا دليل على أن الخيام إما وزعت على غير مستحقيها، أو أن البعض قام بسرقتها، وأنه يعتقد أن تعدد جهات التوزيع، وعدم وجود جهة رقابية عليا، تسببا بحالة الفوضى الحاصلة، وجعل أشخاصاً يأخذون حصصاً مضاعفة، على حساب غيرهم.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف