انشغلت عشرات الأسر في تثبيت خيامها على رمال شواطئ الزوايدة والنصيرات ودير البلح وسط قطاع غزة، فيما وصلت مركبات أخرى محمّلة بمتاع وخيام لتحط في منطقة قريبة قادمة من منطقة رفح.
وتزايدت في الأيام القليلة الماضية مشاهد نزوح المواطنين من المناطق التي تشهد اعتداءات وقصفاً إسرائيلياً باتجاه مناطق أخرى أقل توتراً، للبحث عن أمان مفقود في قطاع غزة.
ولوحظ توجّه غالبية هؤلاء النازحين إلى الطريق الساحلية وشاطئ البحر، لإقامة خيامهم وتهيئتها، بهدف قضاء أشهر قادمة من النزوح حسب بعضهم، ممن تحدثوا لـ"الأيام".
وقال وحيد الشنباري من بيت حانون: "يبدو أن دير البلح هي محطة النزوح القادمة، ولعلها تكون الأخيرة قبل العودة إلى أنقاض منزلي في بيت حانون".
وأضاف: "هنا ستكون مرة النزوح السابعة التي أصل إليها منذ بداية العدوان"، موضحاً أنه تنقل من مدرسة إلى أخرى في شمال القطاع، قبل الوصول إلى مخيم النصيرات، ثم الرحيل إلى رفح قبل الانتقال إلى مواصي خان يونس، حتى وضع رحاله في دير البلح.
لم يكن الشنباري وحيداً في رحلة النزوح، بل كان معه نحو 35 من أفراد أسرته، مشيراً إلى أنه صدم من حجم الاكتظاظ وكثرة أعداد النازحين.
وقال: "النزوح برفقة الأسرة وبكل هذا المتاع أمر صعب ومتعب"، معرباً عن أمله في العودة إلى شمال القطاع وإنهاء الحرب.
وتكتظ الطريق الساحلية بمشاهد النزوح الجديدة من رفح جنوباً باتجاه وسط قطاع غزة. وتواصل مئات الأسر نقل خيامها في أعقاب زيادة التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح، والبحث عن ملاذ جديد بعيداً عن المناطق الشرقية فيها.
وبيّن محسن أبو حرب، في الأربعينيات من عمره، أنه كان يأوي إلى مدرسة تابعة لوكالة الغوث الدولية "الأونروا" بمحيط مفترق العودة في رفح، لكنه فضل مغادرتها والنزوح على رمال شاطئ بلدة الزوايدة وسط القطاع.
وقال: "منذ أن وضعت أول متاعي هنا بدأت زوارق الاحتلال بإطلاق النار نحو الشاطئ لكني واصلت تثبيت الخيمة، وسأقيم هنا في منطقة أقرب إلى شمال القطاع".
"لم تعد هناك منطقة آمنة في قطاع غزة، وما زلنا نتنقل من منطقة إلى أخرى هرباً من القصف والتوغل"، هكذا علّق الشاب منذر النجار (30 عاماً) وهو يستعد للانطلاق من رفح باتجاه شاطئ النصيرات.
وأضاف: "سمعنا أن إسرائيل ستوسع الحرب وتجتاح رفح، ومن المتوقع إخلاء النازحين، وحينها ستكون أزمة في إيجاد منطقة خالية خارج رفح"، مشيراً إلى أنه فضل النزوح مبكراً، ويحاول التأقلم مع المكان الجديد.
ومن الملاحظ أيضاً تزايد مشاهد النزوح من شمال مخيم النصيرات التي تتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر، فيما غادرت عشرات الأسر مناطق سكناها شرق البريج وخان يونس عقب تنفيذ الاحتلال عمليات توغل محدودة.
وتتوجه غالبية هذه الأسر نحو شاطئ البحر لإقامة خيامها أو على جانبي الطريق الساحلية "شارع الرشيد" التي أصبحت مكتظة بالنازحين والبائعين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف