ينفذ جيش الاحتلال، لليوم الثالث على التوالي، عمليات تدمير وتجريف ممنهجة واسعة النطاق للمنازل والمنشآت المدمرة والقائمة والأراضي الزراعية، في الأطراف الشرقية والشمالية لمنطقة شمال غزة، وذلك تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي والجوي.
واستبق جيش الاحتلال عمليات التدمير بتوغلات مفاجئة وسريعة في مناطق شرق وشمال بلدة بيت حانون وشمال بلدة بيت لاهيا، وشرق بلدة جباليا، وجنوب حيي الزيتون والشيخ عجلين، وسط قصف مدفعي هو الأعنف منذ شهرين تقريباً.
وحسب شهود عيان، فقد شرعت عشرات الجرافات الضخمة بتجريف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة في مناطق التوغل والتقدم، وعمليات تدمير وإزالة للمباني القائمة والمدمرة، وسط عمليات نزوح جماعية للمواطنين من تلك المناطق والمناطق المجاورة.
وهددت قوات الاحتلال سكان مناطق جباليا وبيت لاهيا وطالبتهم، عبر رسائل نصية، بمغادرة العشرات من المربعات السكنية، استعداداً لقصفها وتدميرها، كما أفاد شهود عيان لـ"الأيام".
واضطر مواطنو هذه المربعات إلى مغادرتها والتوجه إلى مراكز الإيواء المكتظة بالمواطنين النازحين منذ اليوم الأول للعدوان.
وتسود حالة من الخوف والقلق مواطني منطقة شمال غزة التي تضم محافظتي الشمال وغزة، من مغبة إعادة جيش الاحتلال اجتياح المنطقة، على غرار ما تعرضت له في شهري كانون الأول والثاني الماضيين.
وأعاد اشتداد القصف وعمليات التوغل إلى أذهان سكان المنطقة عمليات التدمير والقتل الواسعة، التي نفذتها قوات الاحتلال في ذروة عدوانها على المنطقة، قبل نحو أربعة أشهر.
وسرعان ما شهدت الأسواق شحاً في الكثير من أصناف المواد التموينية والغذائية، بالتزامن مع اشتداد العدوان، وتوسيع العمليات العسكرية بعد أن منعت قوات الاحتلال مرور الكثير من شاحنات المساعدات إلى المنطقة.
وارتفعت الأسعار كثيراً بعد أن هوت بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين الأخيرين، وذلك بسبب المخاوف من عودة قوات الاحتلال لإحكام حصارها على المنطقة، ومنعها إدخال الكثير من المساعدات.
وتهافت مواطنون على تخزين ما توفر من مواد غذائية معلبة والطحين خوفاً من تعمق المجاعة، التي تضرب المنطقة بسبب الحصار التي تفرضه قوات الاحتلال منذ بدء عدوانها على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي.
وشهدت المناطق الحدودية لشمال غزة خلال العدوان عمليات تدمير واسعة، طالت آلاف المنازل والتجمعات السكانية، وبشكل خاص في شمال وشرق بيت حانون، وشمال بيت لاهيا، وشرق حيي الشجاعية والشعف، ومحيط المنطقة الفاصلة جنوب مدينة غزة، لاسيما المناطق الجنوبية لأحياء الزيتون وتل الهوى والشيخ عجلين وجحر الديك.
ولم تسلم مزارع الحيوانات ومنطقة غزة الصناعية المحاذية للحدود من التدمير الشامل والكامل، حيث أفاد شهود عيان لـ"الأيام" بتجريف جرافات الاحتلال معظم المصانع بعد تعرضها للدمار خلال موجات القصف الأخيرة.
ووصلت عمليات التجريف إلى عمق المناطق السكنية، وبشكل خاص في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ووسط بلدة بيت حانون في أقصى الشمال الشرقي لمنطقة شمال غزة.
وتأتي عمليات التجريف تمهيداً لإقامة المنطقة الأمنية والعسكرية العازلة على طول الحدود الشرقية والشمالية للمنطقة مع إسرائيل.
ومن المتوقع أن تقضي عمليات التجريف والتدمير على ما تبقى من أراضٍ مزروعة في المنطقة الشرقية لجباليا وغزة، والتي تشكّل السلة الغذائية لمنطقة شمال غزة قبل الحرب.
ويساور المزارعين قلق بالغ على مصير مزارعهم حيث لا يعرفون أي شيء عن مصيرها بسبب صعوبة الوصول إليها، في ظل القصف المدفعي المتواصل.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف