أقام طلاب معارضون لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ومؤيدون للفلسطينيين مخيمات في المزيد من الجامعات في شتى أنحاء الولايات المتحدة، رغم القمع والاعتقال الجماعي في تظاهرات مماثلة في عدد من جامعات الساحل الشرقي في الأيام الماضية.
وتشمل الاحتجاجات الآخذة في الاتساع اعتزام ائتلاف جماعات يهودية معارضة للحرب على غزة إغلاق شارع بروكلين، حيث يقيم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر.
ويأتي الاحتجاج في الليلة الثانية من عيد الفصح اليهودي، وهو ضمن عشرات الاحتجاجات التي نظمها الائتلاف في مدن في أنحاء الولايات المتحدة، منها بورتلاند وأوريغون وسياتل.
وألقت السلطات القبض على مئات الطلاب وآخرين في جامعات كولومبيا وييل ونيويورك، منذ يوم الجمعة الماضي، في حين كثف أعضاء جمهوريون بارزون في مجلس الشيوخ، مزاعمهم ضد المحتجين واتهامهم بـ"معاداة السامية" والتعرض لمضايقات من بعض المتظاهرين على الأقل.
وأثار المدافعون عن الحقوق المدنية، بمن فيهم اتحاد الحريات المدنية الأميركي، مخاوف تتعلق بحرية التعبير إزاء الاعتقالات.
ومن بين المخيمات الجديدة، نصب طلاب جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وهي جامعة اشتهرت بنشاطها الطلابي خلال الستينيات، خياماً للتضامن مع المتظاهرين في الجامعات الأخرى.
وفي كاليفورنيا أيضاً، أغلقت السلطات حرم جامعة كال بولي هومبولت، وهي جامعة عامة في أركاتا، بعد أن احتل متظاهرون معارضون للحرب الإسرائيلية مبنى في الحرم الجامعي.
وفي حرم جامعة مينيسوتا في سانت بول، أزالت الشرطة أحد المخيمات بعد أن طلبت منها الجامعة التحرك، بادعاء انتهاك سياسة الجامعة وقانون التعدي على ممتلكات الغير.
وتأتي الاحتجاجات الجديدة في أعقاب القبض على أكثر من 120 محتجاً في حرم جامعة نيويورك، في وقت متأخر يوم الإثنين، وفق متحدث باسم شرطة مدينة نيويورك.
وقالت الشرطة إن سلطات الجامعة طلبت المساعدة، وإن المحتجين لم يتركوا أماكنهم بحلول الموعد النهائي الذي حددته الجامعة.
وأُلقي القبض على أكثر من 100 طالب في جامعة كولومبيا، الأسبوع الماضي، وألغت جامعة نيويورك حضور الطلاب، أول من أمس، في محاولة لنزع فتيل التوتر في الحرم الجامعي وخشية أن يواجه الطلاب اليهود مضايقات محتملة. وقالت الجامعة، أمس، إن الدراسة لبقية العام ستكون بالحضور الشخصي أو عبر الإنترنت.

مزاعم معاداة السامية
وزعم مسؤولو جامعة كولومبيا، إلى جانب مسؤولي الولاية، وبعض أعضاء الكونغرس، والبيت الأبيض، أن طلاباً يهوداً تعرضوا لوقائع تنطوي على معاداة السامية ولمضايقات من قبل متظاهرين.
وبينما اعترف منظمو الطلاب بوجود بعض حوادث الخطاب المتطرف، فقد أشاروا إلى أن بعض المتظاهرين هم أنفسهم يهود وأصروا على أن "المحرضين" لا يمثلون حركتهم المناهضة للحرب.
وقال رئيس بلدية مدينة نيويورك، إريك آدامز، إن السلطات حددت أشخاصاً لا علاقة لهم بالجامعات يسببون مشكلات خلال الاحتجاجات السلمية في معظمها. وأضاف في مؤتمر صحافي إنه "لا يمكن أن يأتي محرضون من الخارج ويثيروا الفوضى".
وكانت مزاعم معاداة السامية في هذه الاحتجاجات أيضاً محور اتصال هاتفي بين نائبة الرئيس، كامالا هاريس، والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ.
وقال البيت الأبيض بعد المكالمة، إنه "استنكرت نائبة الرئيس معاداة السامية البغيضة، وكذلك تصاعدها في جميع أنحاء العالم، وشددت على التزامها والتزام الرئيس (جو) بايدن بالتنديد بها علناً".
ورد منظمو الطلاب في مخيم جامعة كولومبيا على هذه المزاعم بالإشارة إلى وجود جماعات يهودية في الاحتجاجات، مثل الصوت اليهودي من أجل السلام و"إف نوت ناو"، قائلين إن وسائل الإعلام ركزت على "المحرضين الذين لا يمثلوننا".
وقال المنظمون إنه "نرفض بشدة أي شكل من أشكال الكراهية أو التعصب ونقف يقظين ضد الأشخاص من غير الطلاب الذين يحاولون تعطيل التضامن الذي يتشكل بين الطلاب - زملاء الدراسة الفلسطينيين والمسلمين والعرب واليهود والسود والمؤيدين للفلسطينيين".
وأضاف المنظمون إن المتظاهرين سيقيمون مأدبة عيد الفصح في بروكلين، بينما يحثون شومر، أرفع مسؤول يهودي أميركي منتخب، على تأييد إنهاء توفير الأسلحة الأميركية للحرب الإسرائيلية في غزة.
وجاء في بيان المنظمين أنه "سيواجه المئات خطر الاعتقال بينما يطالبون السناتور شومر، الذي تحدث مؤخراً بحدة ضد نتنياهو، باتخاذ الخطوة التالية والتوقف عن تسليح إسرائيل".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف