يستعد الجيش الإسرائيلي لعملية اجتياح مدينة رفح ومحيطها في أقصى جنوب قطاع غزة، على الحدود المصرية، رغم أن القصف الإسرائيلي العنيف طاول مختلف أنحاء القطاع بما في ذلك رفح، وتسبب في ارتكاب مجازر فيها، ما يعني أن الحرب على المدينة قد بدأت أصلاً.
فقد أعلن الجيش أمس، أن قواته حشدت لواءين احتياطيين إضافيين، استعداداً لانتشار محتمل في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وكان قد تم نشر الأولوية في السابق على حدود إسرائيل مع لبنان، غير أنه في الأسابيع الأخيرة، تدربت على عمليات في قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "تدرب الجنود على فنون قتالية وتعلموا الأفكار والدروس الرئيسة من القتال والمناورات البرية في قطاع غزة حتى الآن".
جدير بالذكر أنه في بدء حرب غزة، قبل أكثر من ستة أشهر ونصف الشهر، حشدت إسرائيل حوالى 300 ألف جندي من قوات الاحتياط، غير أن معظمهم، تم تسريحهم منذ ذلك الحين.
وفي الآونة الأخيرة، تم نشر قوات عاملة أساساً في قطاع غزة. ولا تعلن إسرائيل عن أعداد أفراد قواتها، لكن اللواء يتكون عادة من عدة آلاف من الجنود.
ونقل موقع "واللا" العبري، أمس، عن مسؤول عسكري كبير لم يسمّه قوله: "لا شك لدينا بأن الضغط العسكري الكبير على رفح سيقود إلى تغيير إيجابي في المفاوضات لتحرير المختطفين"، وهو ما يتناقض بشكل كلي مع الحقائق على أرض الواقع، ذلك أن الضغط العسكري الإسرائيلي لم يؤثر حتى الآن على المفاوضات لتبقى حركة حماس متمسكة بمطالبها، ومن ضمنها وقف الحرب وسحب قوات الاحتلال، كما لم تتمكن إسرائيل من استعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة عن طريق القوة رغم محاولاتها المستمرة منذ نحو سبعة أشهر".
وبهذا الصدد، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر في مؤتمر صحافي: "ستمضي إسرائيل قدماً في عمليتها لاستهداف حماس في رفح".
وأضاف: "هناك أربع كتائب (من حماس) متبقية في رفح، لا يمكن أن تكون محمية من إسرائيل. سنهاجمها".
ووفقاً للمتحدث باسم الحكومة، قضى الجيش الإسرائيلي على "ما لا يقل عن 18 أو 19 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس".
ويشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ستمضي قدماً في الهجوم على رفح حيث يتجمّع أكثر من 1,5 مليون شخص، غالبيتهم من النازحين، وفق الأمم المتحدة.
وقال مسؤول الدفاع إن وزارة الدفاع الإسرائيلية اشترت 40 ألف خيمة، تسع الواحدة منها ما بين 10 أشخاص و12 شخصاً، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ما بدا أنها مدينة خيام في خان يونس التي تبعد عن رفح نحو خمسة كيلو مترات.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من محتوى اللقطات، لكنها حصلت على صور من شركة ماكسار تكنولوجيز الأميركية المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الصناعية تظهر بضعة مخيمات على أرض خان يونس كانت خالية منذ أسابيع.
وقال مصدر بالحكومة الإسرائيلية إن مجلس وزراء الحرب الذي يترأسه نتنياهو، يعتزم الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين للموافقة على إجلاء المدنيين الذي من المتوقع أن يستغرق نحو شهر.
وقال المسؤول الدفاعي الذي طلب عدم كشف هويته لرويترز إن الجيش قد يبدأ العمل على الفور لكنه ينتظر الضوء الأخضر من نتنياهو.
وتقول إسرائيل إنها ستعمل قبل بدء الهجوم على إخلاء المدينة من المدنيين.
وتعارض الولايات المتحدة هجوماً برياً على رفح، كذلك عبّرت دول عدة عن قلقها إزاء ذلك، بينما اعتبرت منظمات غير حكومية أن إجلاء المدنيين من رفح أمر غير ممكن.
وقال مينسر الأربعاء إن "ما لا يقلّ عن 26 ألف إرهابي قتلوا أو اعتقلوا أو أصيبوا في ساحة المعركة".
في غضون ذلك، تطالب أوساط في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بزيادة الضغط السياسي على مصر، لكي تغلق معبر رفح فوراً "بسبب حساسية العملية" المقبلة.
وتزعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بحسب الموقع العبري، وجود أنفاق وعمليات تهريب مختلفة من رفح الفلسطينية إلى الأراضي المصرية، بينها تهريب مواطنين من غزة إلى سيناء ومن هناك يخرجون إلى العالم، وهو ما تنفيه مصر بشدة.
كما نقل عن مسؤولين أمنيين قولهم إن "مصر تعرف بوجود نشطاء كبار من حركة حماس في أراضيها ولا تفعل شيئاً من أجل طردهم، بادّعاء أن ذلك يخدم المفاوضات بين حماس وإسرائيل واليوم التالي للحرب".
وترى ذات المصادر أنه آن الأوان لممارسة ضغط أكبر على مصر التي "يمكنها القيام أكثر بكثير بكل ما يتعلق بالمفاوضات".
وفيما ذكر موقع "واللا" أن جيش الاحتلال يستعد لشن عمليات عسكرية في شمال القطاع، وعمليات تستهدف مخيمات الوسط والنصيرات، إلى جانب اجتياح رفح جنوباً، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، بأنه بعد مرور أكثر من مئتي يوم على الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي لم يحقق بعد أهدافه في أي واحدة من جبهات القتال.
وذكرت أن معظم القوات انسحبت من داخل القطاع في الأسابيع الأخيرة، وأن عدداً كبيراً من قيادات حماس ما زال على قيد الحياة، فيما ما زال 133 محتجزاً إسرائيلياً في القطاع.
واعتبرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يراوح مكانه في قطاع غزة، رغم اعتقادها بأنه "هزم معظم ألوية حماس" في المناطق التي قام بها بعمليات عسكرية وخرج منها، لكن كل ذلك دون وجود عملية سياسية، كما أن "هناك مؤشرات على استيقاظ سلطة حماس في الأحياء والبلدات التي يخرج منها الجيش".
من ناحية أخرى، أشار الموقع بدوره إلى أن آلاف الجنود يتدربون في القواعد العسكرية في الجنوب وينتظرون "الضوء الأخضر" من الحكومة من أجل القيام بعمليات عسكرية في مناطق لم تصل إليها القوات البرية في جيش الاحتلال بعد، وسط القطاع وفي رفح جنوباً.
ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن يقوم الجيش بعمليات عسكرية مكثّفة، بعد أن تمنحه الولايات المتحدة الموافقة على اجتياح رفح على نحو محدود أو واسع.
وأوضحت أن الجيش سيستخدم قوّة مكثّفة على مدار عدة أسابيع، ومن ثم الخروج من مناطق القتال، ولاحقاً العودة لمداهمات متكررة تستهدف قوات حماس التي تبقى هناك.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف