دعا الاتحاد الأوروبي أمس، إلى تحقيق مستقل بشأن التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في مشفيين في غزة دمّرتهما القوات الإسرائيلية.

وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو: "إنه أمر يجبرنا على الدعوة إلى تحقيق مستقل في جميع الشبهات والظروف نظراً إلى أنه يخلف انطباعاً بالفعل بأن انتهاكات قد تكون ارتُكبت لحقوق الإنسان".
كما دعت جمهورية جنوب إفريقيا أمس، المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق عاجل وشامل في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها عقب انسحاب جيش الاحتلال من بعض المناطق في قطاع غزة.
وأشارت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا في بيان لها، إلى حالة الرعب التي برزت بعد اكتشاف مقابر جماعية في مشفيي ناصر والشفاء بعد انسحاب جيش الاحتلال منهما.
وشددت على أن إسرائيل تتجاهل قرارات محكمة العدل الدولية، مشيرة إلى أن الأدلة المتعلقة بعمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها ضد المدنيين تشير إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.
وذكرت، أن جنوب إفريقيا تحث المحكمة على إطلاق تحقيق شامل ومحايد في هذه القضية، وفقاً لمعايير القانون الدولي، للكشف عن الحقائق، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
من جهته، طالب المرصد الأورومتورسطي لحقوق الإنسان، بتحرك دولي فوري للتحقيق في الجرائم المرتبطة بوجود مئات المقابر الجماعية والعشوائية في قطاع غزة، والتي تضم جثامين آلاف الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي المتواصل منذ 7 تشرين الأول - أكتوبر 2023.
وتابعت الفرق الميدانية للمرصد الأورومتوسطي عن كثب انتشال مئات جثامين القتلى من مقابر جماعية بعضها تم اكتشافه في مشافي قطاع غزة المختلفة.
وقال الأورومتوسطي إن حجم المقابر وعدد الجثامين التي تم انتشالها والتي لا تزال لم تُنتشل بعد مُفزع ويوجب تحركاً دولياً عاجلاً، يشمل تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على نحو عاجل، للتحقيق في ظروف إقامة هذه المقابر وملابسات مقتل الضحايا الذين دفنوا فيها، خاصة في ظل وجود دلائل حول تعرض العديد منهم للقتل العمد والإعدامات التعسفية والخارجة عن نطاق القضاء بشكل مباشر وهم معتقلون ومقيدو الأيدي.
وأضاف إن ظروف دفن هؤلاء تتطلب تشكيل لجنة فنية من خبراء لمعاينة الضحايا الذين يتم انتشالهم، والتحقق من سبب مقتلهم، ووضع نظام يتيح إمكانية التعرف على هوياتهم سواء حالياً أو في المستقبل.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن انتشال فرق الدفاع المدني مئات الجثامين من مقابر جماعية في مشفى "ناصر"، وما سبق ذلك من انتشال مئات الجثامين من مجمع "الشفاء" الطبي نموذج لهذه المقابر التي تشكل صفحة سوداء في سجل الانتهاكات التي اقترفتها القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبيّن الأورومتوسطي أن فرقه الميدانية واكبت انتشال عشرات الضحايا من المقابر الجماعية في مجمع الشفاء الطبي، وعاينت استخراج جثامين ضحايا مقيدي الأيدي وآخرين جرحى لم تقدم لهم الرعاية الصحية، وجرى إعدامهم رغم حالتهم الصحية.
وأكد أن جثث الضحايا التي انتشلت تبين أنها متحللة، وجزء منها كانت عبارة عن أشلاء وأجساد ممزقة وأخرى دون رؤوس بعد دهسها بالجرافات الإسرائيلية.
ووثق الفريق الميداني للأورومتوسطي استخراج جثامين لبعض المرضى، بدليل وجود قسطرات بولية أو جبائر كانت لا تزال متصلة بجثامينهم وقت استخراجها، فضلاً عن وجود ملفات طبية خاصة بالجرحى والمرضى، دفنت معهم واستخرجت من حفرتين في مجمع الشفاء الطبي.
وذكر أن غالبية الجثامين المنتشلة كانت بدأت تتحلل نتيجة طول المدة، وبعضها كان واضحاً أنه تعرض للنهش من القطط والكلاب، بعدما أعاقت القوات الإسرائيلية طوال الأشهر الماضية انتشالها.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف