يحول الانخفاض الحاد في وسائل التنقل والنقل في منطقة شمال قطاع غزة، وارتفاع تسعيرة ما توفر منها، دون تمكن الغالبية العظمى من المواطنين من الوصول الى بعض المخابز التي تمكنت من العمل مؤخراً، بدعم وتمويل من إحدى المؤسسات الأممية العاملة في القطاع.
واشتكى مواطنون من عدم توفر المواصلات بشكل شبه تام في معظم أنحاء المنطقة، التي تضم محافظتي غزة والشمال، بما يمكنهم من الوصول الى أربعة مخابز تمكنت من العمل مؤخراً وجميعها في مدينة غزة.
واستأنفت مخابز العائلات وعجور والسلطان والشروق عملها للمرة الأولى منذ خمسة أشهر، ضمن اتفاقية أبرمتها مع برنامج الأغذية العالمي، تحصل بموجبها على الطحين والسولار بشكل مجاني، مقابل بيع ربطة خبز زنة 3 كغم بخمسة شواكل للمواطنين.
ورغم توفر الطحين مؤخراً في المنطقة بأسعار مقبولة الا أن تكلفة خبزه ترهق المواطنين في ظل الارتفاع المتصاعد في أسعار الحطب وعدم توفر الغاز أو الكهرباء.
ويرغب الكثير من المواطنين في شراء الخبز من المخابز لتخفيف التكلفة الكبيرة لصناعة الخبز في المنزل، عدا المشاكل الصحية التي يسببها للنساء.
وقال المواطن إبراهيم العلي إن تكلفة شراء ربطة خبز واحدة من أحد المخابز العاملة في مدينة غزة تبلغ أكثر من ثلاثين شيكلاً بسبب ارتفاع تسعيرة المواصلات التي تتم بشكل ارتجالي من قبل السائقين.
وأوضح العلي، الذي يسكن في مخيم جباليا، أن جميع المخابز العاملة تبعد عن منزله أكثر من ستة كيلومترات، ومن أجل الوصول اليها يتحتم عليه دفع مبلغ مالي كبير، داعياً الى تشغيل المزيد من المخابز في كافة المراكز السكانية في المنطقة، خاصة المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية كبلدة جباليا النزلة ومخيمها.
من جهته، قال المواطن اسماعيل رباح، إن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال اليومين الماضين، حال دون تمكنه من الذهاب سيراً على الأقدام الى مخبز العائلات، الذي يبعد عن منزله نحو اربعة كيلومترات.
وبيّن رباح، في اوائل الستينيات من عمره، أنه لا يستطيع تحمل درجات الحرارة العالية، وكذلك تكلفة المواصلات التي تزيد على عشرين شيكلاً.
ويتطلع رباح لتشغيل أحد المخابز القريبة من مكان سكناه في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ليتمكن مع آلاف المواطنين من شراء الخبز وتجنب الصعوبات الهائلة في إعداده وخبزه في المنزل.
وارتفع مؤخراً سعر كيلو الحطب الى أكثر من ثلاثة شواكل وهو مبلغ مرتفع جداً مقارنة بالأوضاع المادية القاسية لسكان المنطقة، الذين يرزحون تحت حصار مشدد منذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.
وحسب مصادر مطلعة فإنه من المتوقع أن يوقع برنامج الأغذية العالمي اتفاقيات أخرى لتشغيل عدد من المخابز في حي التفاح ومخيم جباليا وذلك خلال الساعات والأيام القليلة القادمة.
وخففت المخابز العاملة في الوقت الحالي من أزمة الخبز الطاحنة التي عصفت بالمنطقة منذ أشهر، حيث يبلغ متوسط إنتاج المخابز العاملة يومياً أكثر من خمسين ألف ربطة.
ويعول النازحون في مراكز الإيواء المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة على زيادة أعداد المخابز العاملة لضمان توفر الخبز بشكل دائم، وتجنيبهم عناء البحث عنه.
وذكر المواطن النازح في إحدى مدارس جباليا بسام نصر، أنه ينتظر اللحظة التي تعفيه من رحلة البحث المستمرة والمتواصلة عن الخبز منذ خمسة أشهر.
واعتبر أن تشغيل المخابز من أهم التدخلات الإنسانية في منطقة شمال غزة منذ اشتداد الحصار والعدوان الإسرائيلي على القطاع.
وتنتظر العشرات من المخابز الحصول على قطع الغيار اللازمة لبدء عملها، بعد أن ألحق الاحتلال بها أضراراً جسيمة خلال عدوانه واجتياحه للمنطقة خلال الأشهر الماضية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف