يواصل الاحتلال عدوانه ومجازره في قطاع غزة لليوم الـ202 على التوالي، مع تكشف المزيد من الجرائم، وانتشال مئات الجثامين من مقابر جماعية أحدثتها قوات الاحتلال.
"الأيام" واصلت نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المستمر، منها مشهد بعنوان "المقابر الجماعية.. محاولات إسرائيلية لإخفاء معالم الجريمة"، ومشهد آخر يرصد تزايداً كبيراً في انتشار الأمراض المُعدية الخطيرة، ومشهد ثالث يسلّط الضوء على الحالة المعنوية العالية التي يتمتع بها الأسرى المُفرج عنهم، ومشهد رابع وأخير يرصد استخدام الاحتلال قنابل فتاكة، تحدث أضراراً بشرية ومادية كبيرة.

المقابر الجماعية.. محاولات إسرائيلية لإخفاء معالم الجريمة
تُشكل المقابر الجماعية التي يتعمد الاحتلال إحداثها في قطاع غزة، أسلوباً جديداً ينتهجه جيش الاحتلال في كافة المناطق التي يتوغل فيها، وهي محاولة لإخفاء معالم جرائمه، بدفن جثامين الشهداء، حتى لا يعلم بهم أحد.
فبعد أيام على اكتشاف مقبرة جماعية كبيرة في ساحات مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، جرى انتشال عشرات الجثامين منها، عثرت فرق الإنقاذ على مقبرة أكبر داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس.
ووفق المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، فقد جرى توثيق مقابر جماعية وعشوائية منذ تدشين أول مقبرة جماعية بمجمع الشفاء في تشرين الأول الماضي، حتى زاد عددها الإجمالي على 140 مقبرة، بعضها يضم المئات من الجثامين.
وأكد المرصد أن تكرار انتشال مئات جثامين الشهداء من مقابر جماعية في مستشفيات القطاع، أمر مُفزع، ويوجب تحركاً دولياً عاجلاً، للتحقيق في ظروف إقامة هذه المقابر، وظروف استشهاد الضحايا الذين دفنوا فيها.
وأوضح أن مئات الجثامين تم انتشالها من مقابر جماعية في مستشفى ناصر، ومجمع الشفاء الطبي، بما يشكّل صفحة سوداء في سجل الانتهاكات التي اقترفتها قوات الاحتلال.
وشدد "الأورومتوسطي" على أهمية التحقيق في الجرائم المرتبطة بوجود مئات المقابر الجماعية والعشوائية، التي تضم جثامين آلاف الضحايا الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأشار المرصد إلى أن فرقه واكبت انتشال عشرات الضحايا من المقابر الجماعية في مجمع الشفاء، وعاينت استخراج جثامين ضحايا مقيدي الأيدي، وآخرين جرحى، لم تُقدم لهم الرعاية الصحية، وجرى إعدامهم.
وبيّن أنه وثق استخراج جثامين لبعض المرضى، بدليل وجود "القسطرات البولية"، و"الجبائر"، التي كانت لا تزال متصلة بجثامينهم وقت استخراجها، فضلاً عن وجود ملفات طبية خاصة بالجرحى والمرضى دُفنت معهم، واستُخرجت من حفرتين في مجمع الشفاء.
وحسب المرصد فإن آلاف المنازل المدمرة في البنايات متعددة الطبقات تحولت هي الأخرى إلى مقابر جماعية لسكانها، لاستمرار تعذر انتشالهم، إما لعدم توفر إمكانيات فنية لإزالة الركام، وإما لوجود هذه البنايات في مناطق تشهد عمليات لجيش الاحتلال.
وقدّر المرصد وجود أكثر من 13 ألف مواطن في عداد المفقودين تحت الأنقاض، أو شهداء في مقابر جماعية عشوائية، أو أُخفوا قسراً في سجون ومراكز اعتقال إسرائيلية، وبعضهم تعرض للقتل داخلها.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية في مستشفيات بغزة، بينما أكدت منظمة العفو الدولية أن اكتشاف مقابر جماعية بغزة، يعكس الحاجة الملحة لمنح حق الوصول إلى مفتشي حقوق الإنسان المستقلين، وقد دعت المنظمة إسرائيل إلى ضمان امتثالها لحكم محكمة العدل الدولية، بمنح إمكانية الوصول الفوري للمحققين، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية.

زيادة في الأمراض المعدية الخطيرة
رصدت وزارة الصحة في غزة، تزايداً كبيراً وغير مسبوق في انتشار الأمراض المعدية، خاصة الخطيرة منها، لاسيما في معسكرات النزوح.
وحذرت وزارة الصحة من انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع، وبين خيام النازحين، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب بالقدر الكافي، ما ينذر بحدوث كارثة صحية خاصة بين الأطفال.
ووفق بيانات الوزارة في غزة، فقد جرى رصد العديد من حالات الحمى الشوكية، ومرض الكبد الوبائي بين المواطنين والنازحين.
وناشدت كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية، بضرورة وسرعة التدخل، للحد من تفشي الأوبئة في غزة.
وقال مواطنون ونازحون في معسكرات النزوح في مدينة رفح، ووسط القطاع، إن الأمراض تتفشى بصورة أكبر وأعمق خاصة مرض الكبد الوبائي، فلا توجد خيمة لم يدخلها المرض، إذ قال المواطن زياد عامر، إن كل خيمة فيها مريض أو أكثر، ومياه المجاري الملوثة في كل مكان، والمواطنون يشربون ويغتسلون بمياه غير نظيفة، والأمور تتفاقم بشكل كبير.
وذكر أطباء ومتابعون، أنه في حال دخل الاحتلال مدينة رفح، وتكدس النازحون بشكل أكبر في مخيمات النزوح، فإن معدل انتشار الأمراض سيتضاعف، ومن الممكن ظهور أوبئة أخطر، مثل الكوليرا، وغيرها من الأمراض.

أسرى مُفرج عنهم يتمتعون بمعنويات عالية
رغم التنكيل الواسع الذي يتعرض له أسرى قطاع غزة داخل سجون ومعتقلات الاحتلال، إلا أن أغلب المُفرج عنهم كانوا يتمتعون بمعنويات عالية، ويضحكون لدى وصولهم إلى معبر رفح البري.
وشوهدت مجموعات من الأسرى وهم يجلسون في صالة معبر رفح، يستريحون من عناء السير من معبر كرم أبو سالم، وهم يضحكون، ويتمتعون بمعنويات عالية.
وأكد أسرى مفرج عنهم لـ"الأيام"، أنهم قضوا عدة أشهر في معتقلات وسجون الاحتلال، تعرضوا خلالها للتعذيب والتنكيل والاستجواب القاسي، لكنهم ورغم ذلك كانوا وما زالوا بمعنويات عالية، ولم يستطع الاحتلال كسر إرادتهم.
ولفتوا إلى أنهم تركوا خلفهم مئات بل آلاف الأسرى من قطاع غزة، يعانون الجوع والتعذيب، لكن تركوهم صابرين صامدين، واثقين بأن فرج الله قريب.
وقال "أبو محمود"، أحد الأسرى المفرج عنهم، إن الاحتلال لم يترك وسيلة ضغط أو تعذيب إلا واستخدمها بحق أسرى القطاع، في محاولة لكسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم، لكنه فشل، والدليل أن الأسرى يخرجون مرفوعي الرأس.
ورغم ذلك أكد "أبو محمود"، أنه ترك خلفه أسرى يعانون جسدياً وصحياً، بسبب استمرار التعذيب والتنكيل، وبعضهم لا يستطيعون الوقوف على أقدامهم، رغم ذلك حمّلوا الأسرى المفرج عنهم رسائل اطمئنان لذويهم في غزة.
واعتقلت قوات الاحتلال آلاف المواطنين من داخل قطاع غزة، بعضهم أفرج عنهم، وآخرون ما زالوا رهن الاعتقال.

الاحتلال يستخدم قنابل أكثر تدميراً
وسعت قوات الاحتلال من استخدام ذخائر كبيرة، وقنابل أكثر تدميراً، خلال حربها على قطاع غزة، قاصدة إيقاع خسائر بشرية ومادية كبيرة في المكان المستهدف.
وتشير المعلومات الميدانية إلى أن بعض هذه القنابل تخلّف دائرة قطرها 50 متراً، ويتم ضمنها تدمير كل شيء ضمن منطقة الاستهداف.
ورغم أن قوات الاحتلال استخدمت أنواعاً مختلفة من القنابل الفتاكة، إلا أن أثر القنابل الأخيرة كان أشد ضرراً في الأماكن المستهدفة.
وذكر مواطنون في مخيم البريج أن الضربات الأخيرة على منازل المواطنين في المخيم، أظهرت بشكل جلي قوة وتأثير هذه القنابل، بعد أن استهدفت منزلاً يعود إلى آل أبو رويضة، إلا أن الأضرار شملت سبعة منازل أخرى، ضمن قوة تأثير هذه القنابل.
وألحقت هذه القنابل خسائر بشرية كبيرة، إذ أودت بحياة أربعة من المواطنين، إضافة إلى عدد من الإصابات الخطرة، لمواطنين كانوا يقفون على مسافة بعيدة من مكان الاستهداف، بعد أن تناثرت الشظايا في كل اتجاه.
وبسبب غياب أي جهة رسمية أو دولية محايدة ومختصة، أصبح من المتعذر الحصول على معلومات مؤكدة عن نوعية هذه الأسلحة وقوتها التدميرية، فيتم الاعتماد على شهود العيان الذين يتحدثون عن صعوبة وخطورة ما يجري.
وجاء استخدام هذه المتفجرات في أعقاب التهديد الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أنه سيزيد من قوة واستهداف كافة المناطق في قطاع غزة.
ومن أبرز القنابل التي يستخدمها جيش الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، القنابل المسقطة جواً من عائلة MK، والتي يصل وزن بعضها إلى طن من المواد المتفجرة، إضافة إلى أنواع من القنابل الذكية من طراز GBU-39، وهي قنابل ذكية مجنحة، تصنف على أنها خارقة للحصون.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف