أظهرت مقاطع فيديو مصوّرة تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اقتحام أعداد كبيرة من الطلاب الجامعيين، والمرجح أن غالبيتهم، إن لم يكن جميعهم من طلبة جامعة بيرزيت، ساحة ومقر المتحف الفلسطيني المجاور للجامعة، وكان يحتضن اجتماعاً دبلوماسياً أوروبياً بمبادرة من القنصلية البلجيكية، في حين أظهر مقطع أخرى رئيس مكتب تمثيل ألمانيا لدى السلطة الفلسطينية، أوليفر أوفشا، يخرج هارعاً إلى مركبته، وسط صحيات استهجان من الطلاب، فيما قال أحدهم، "تم طرد السفير الألماني"، وأظهر ثالث قيام طلاب بمهاجمة بعض المركبات.
وعلمت "الأيام" من مصادر طلابية، أن ما حدث لم يكن مخططاً له، وأن عشرات الطلاب اقتحموا ساحة ومبنى المتحف الفلسطيني لعلمهم بأن هناك زيارة لدبلوماسيين أوروبيين من بينهم ممثلو دول تنحاز إلى الاحتلال الإسرائيلي في حربها المتواصلة منذ أكثر من مئتي يوم على قطاع غزة، وخاصة ألمانيا، لينضم إليهم كثيرون في وقت لاحق حين علموا بالأمر، بعد أن تجمّع عشرات غيرهم أمام مقر مجلس طلبة جامعة بيرزيت.
وأضافت المصادر، إن المتحف الفلسطيني استقبل دبلوماسيين ألمانيين وفرنسيين ومن دول أخرى، وبعد أن توجّه الطلاب إلى المتحف، بدأنا نؤكد لهم بأنه غير مرحّب بممثلي الدول ذات المواقف المعادية لشعبنا وقضيتنا، وخاصة من دعموا الاحتلال في حربهم على غزة، وبالدرجة الأولى ألمانيا، وكذلك فرنسا، وطالبناهم بمغادرة المكان، لكنهم رفضوا، وأشاروا إلى أنهم وفد من الاتحاد الأوروبي، فأخبرناهم بأنه غير مرحّب بالاتحاد الأوروبي أيضاً بسبب مواقفه، وإن كنّا نعلم أن دولاً كبلجيكا وإسبانيا لها مواقف متقدمة تطالب بوقف حرب الإبادة، وحين قوبلت كلّ طلباتنا بالرفض، بدأنا بالصراخ وإعلاء الصوت، وتمكنا من طردهم من داخل المتحف.
وصرّح الأسير المحرّر عمرو كايد، مسؤول القطب الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في جامعة بيرزيت، لوكالة أنباء الأناضول بأن عشرات الطلّاب طردوا وفداً دبلوماسياً أوروبياً من مبنى المتحف الفلسطيني القريب من الحرم الجامعي، مضيفاً، إن المستهدف من الاحتجاج كان الوفد الألماني على وجه الخصوص، لدور ألمانيا الداعم لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، ومواصلة ارتكابها مجازر الإبادة الجماعية فيه، مشدداً على أن المسؤولين الألمان غير مرحب بهم شعبياً في فلسطين.

وكانت دعوات نشرها طلاب في الجامعة على حساباتهم، وجلّهم ينتمون لتجمع القطب الطلابي، دعت الطلبة إلى التوجه للمتحف الفلسطيني، بهدف طرد "السفير الألماني"، و"الوقوف في وجه من أباح دماء الشعب الفلسطيني"، كما جاء في بعض هذه الدعوات.
وفي تغريدة له على منصة "إكس"، أكد أوفشا، رئيس مكتب التمثيل الألماني في رام الله حضوره الاجتماع في المتحف الفلسطيني، قائلا، "الاحتجاج السلمي والحوار لهما مكانهما دائماً.. نأسف لمقاطعة اجتماع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي في المتحف الفلسطيني في بيرزيت من قبل المتظاهرين، ومع ذلك، فإننا لا نزال ملتزمين بالعمل بشكل بنّاء مع شركائنا الفلسطينيين".

من جانبه، أصدر المتحف الفلسطيني، أمس، ما سماه "إعلان موقف"، جاء فيه: نعلن أنّنا لم ندعُ أيا من سفراء الدول الذين حضروا خلال اليوم (امس)، وإنّما اقتصر الأمر على تأجير غرفة اجتماعات لسفارة دولة بلجيكا التي تقف منذ بدء العدوان على أهلنا في قطاع غزّة مع الصوت الفلسطيني والقضية الفلسطينية، سواء من خلال تصريحات سياسيّيها، أو حراكاتها الشعبيّة، وذلك من أجل عقدهم اجتماعا خاصا، لا علاقة له بالمتحف الفلسطيني كمؤسسة ثقافية، للقاء شخصيات فلسطينية، ولم تُعرض عليه قائمة بأسماء المدعوّين.
واختتم "إعلان الموقف" باعتذار المتحف عمّا حدث، بالقول، نعتذر عن أنّنا لم نطلب قائمة بأسماء المدعوّين وصفتهم الرسمية، علما أنّنا لو عرفنا بوجود سفراء من دول غير مناصرة كنّا رفضنا تأجير القاعة، كما فعلنا في مرّات عديدة خلال الأشهر الماضية.. موقفنا في المتحف الفلسطيني واضح، ونحن ملتزمون بالعمل الوطني من أجل رفع الصوت ضد المجازر، والقتل، والمحو الممنهج ضد الفلسطينيين وثقافتهم.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف