- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2024-05-13
صعّد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع والمتواصل على قطاع غزة، أمس، وشنّت دباباته وطائراته وبوارجه الحربية غارات وعمليات قصف متواصلة ومكثفة، استهدفت القطاع من محافظة رفح جنوباً، وحتى مناطق بيت لاهيا وبيت حانون أقصى شمال القطاع.
وارتكبت قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية مجازر متواصلة، بقصف منازل وأحياء سكنية على رؤوس المواطنين، وقد شهد يوم أمس، اليوم الـ "219" من العدوان، سقوط أكثر من 75 شهيداً، ونحو 120 مصاباً، والتسبب بدمار متواصل في القطاع.
في حين واصلت آلة الحرب الإسرائيلية عمليات التدمير والتخريب الواسعة في القطاع، خاصة في الأحياء والبلدات التي أعادت احتلالها.
ووفق التقرير اليومي المُحدث الصادر عن وزارة الصحة بغزة، في اليوم الـ 219 من العدوان، فقد ارتكبت قوات الاحتلال 8 مجازر ضد العائلات في القطاع، راح ضحيتها 63 شهيداً و114 مصاباً، خلال الـ 24 ساعة الماضية، "حتى ساعات صباح أمس"، فيما ارتفع عدد الشهداء حتى وقت متأخر من ليلة أمس، إلى 75 شهيداً.
وبحسب الوزارة، لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 35034 شهيداً و78775 مصاباً، منذ السابع من تشرين الأول الماضي، 72% من الضحايا من النساء والأطفال.
وتوغلت قوات عسكرية إسرائيلية، مدعومة بغطاء جوي كثيف من طائرات مُسيّرة وحربية، في مناطق شرق مدينة دير البلح، وسط القطاع، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، كما تواصل التوغل في مخيم البريج، وشمال مخيم النصيرات، وكذلك شرق رفح، ومخيم جباليا، مع تعميق العدوان البري على حي الزيتون بمدينة غزة.
مجازر واسعة
فقد استشهد 4 مواطنين، وأصيب عدد آخر بجروح، جراء سلسلة استهدافات وإطلاق نار من طائرات "كواد كابتر"، تجاه مواطنين ونازحين شرق رفح، والشهداء هم: عبد الرحمن فؤاد ماضي، محمد حسين أبو عرمانة، محمد مصباح أبو حمدة، أدهم كرم أبو شرخ.
كما سقط شهداء جراء استهدافهم من طائرات مسيّرة، قرب مسجد الفلاح، في حي السلام، دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم.
وتعرضت الأحياء الشرقية والوسطى من محافظة رفح لقصف مدفعي عنيف، إذ أصابت القذائف بنايات ومنازل وسط رفح، بينما تعرضت أحياء الجنينة، والتنور، والسلام، لقصف مدفعي على مدار الساعة.
وأكدت مصادر متعددة أن القصف المدفعي خلّف أضراراً وحرائق واسعة في المحافظة، وأن إخلاء المواطنين منازلهم حال دون وقوع ضحايا في الأرواح على نحو أوسع.
وفيما يخص التوغل في رفح، أكدت المصادر ذاتها تراجع الدبابات من منطقة "تبة زارع"، ومحيط حي التنور، وكذلك حي السلام، إلى داخل بلدة الشوكة شرقاً، بعد يومين على المواجهات المسلحة العنيفة، وسط توقعات بأن التراجع مجرد مناورة، تمهيداً لشن هجوم أوسع، خاصة بعد إنذار أحياء جديدة شرق ووسط وجنوب رفح بالإخلاء.
واستشهد 4 مواطنين، وأصيب آخرون، فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، جراء استهداف عدة منازل في المخيم الجديد بالنصيرات، وسط القطاع، عُرف منها منزل لعائلة "حمدان"، وآخر لعائلة "نمر"، وثالث لعائلة "الغوراني".
وسقط شهداء وجرحى جراء قصف عدة منازل داخل حي الزيتون المُحاصر بمدينة غزة، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول لمعظم المنازل المُدمرة، جراء تواصل الغارات، واتساع القصف المدفعي.
كما أكدت مصادر متعددة أن عدداً آخر من الشهداء والجرحى سقطوا داخل الحي المذكور "الزيتون"، بعد تدمير الاحتلال مربعاً سكنياً كبيراً.
كما سقط شهيد واحد على الأقل، جراء غارة استهدفت المنطقة الشرقية من حي الزيتون، مساء أمس.
وسقط عشرات الشهداء والجرحى جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة "الحداد"، في حي الصبرة بمدينة غزة.
تعيق العدوان على جباليا
وعمّق الاحتلال عدوانه البري على منطقة جباليا شمال القطاع، حيث تقدمت الآليات من شرق مخيم جباليا تجاه شارع السكة، وصولاً إلى شارع "مزايا"، وتمركزت إلى الغرب من منطقة "رياض الصالحين"، ترافق ذلك مع تقدم الآليات وكثافة نارية عالية، من سلاحَي المدفعية والطيران الإسرائيلي.
وسقط عدد كبير من الشهداء والجرحى جراء قصف عنيف ومتواصل على مناطق متفرقة في مخيم وبلدة جباليا، حيث أكد شهود عيان أن أكثر من 15 شهيداً سقطوا أمس، جراء استهداف منازل، وقصف مُسيّرات تجمعات للمواطنين، وإطلاق نار من طائرات "كواد كابتر" تجاه مواطنين كانوا يحاولون النزوح من البلدة.
وأطلقت طائرات إسرائيلية مُسيّرة من طراز "كواد كابتر" نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مراكز النازحين، وبنايات سكنية في مخيم جباليا شمال القطاع.
من جهته، قال الناطق باسم "الدفاع المدني" في قطاع غزة، محمود بصل: إنه لا توجد أي خدمات طبية أو إنسانية تُقدم للنازحين في مناطق شمال القطاع، التي تتعرض لعدوان متواصل.
وأوضح بصل أن قذائف المدفعية باتت تصل إلى عمق 2.5 كيلومتر في قلب محافظة رفح، وهذا تسبب بدمار كبير وعمليات نزوح واسعة من المحافظة، وأن الاحتلال يستخدم كل الأسلحة والوسائل الممكنة لقتل المواطنين، ويستهدف طواقم الدفاع المدني، ولا يراعي القوانين الدولية، موضحاً أن ما يحدث يذكّر بالأيام الأولى من العدوان، لافتاً إلى خسارة الدفاع المدني 80% من قدراته وإمكاناته، ولا توجد أي استجابات لمناشدات يطلقها الدفاع المدني لإمداده بالمعدات.